مشاركة مصرية فاعلة في «بوابات التعلم الرقمي» ب«ووهان بالصين»    د.محمد سامى عبدالصادق: حقوق السربون بجامعة القاهرة تقدم أجيالا من القانونيين المؤهلين لترسيخ قيم الإنصاف وسيادة القانون والدفاع عن الحق.    الرقابة المالية: التأمين البحري يؤدي دور محوري في تعزيز التجارة الدولية    البورصة تربح 4 مليارات جنيه في ختام تعاملات اليوم الأربعاء    مصر تتطلع للتوسع في توطين صناعات الأتوبيسات الكهربائية بالتعاون مع السويد    وزير الإنتاج الحربي: نسعى لتوطين التكنولوجيا الحديثة وزيادة المكون المحلي    الإمارات تستدعي سفير إسرائيل وتطالب بمعاقبة المسئولين عن اقتحام الأقصى    الإمارات تستدعي السفير الإسرائيلي وتدين الانتهاكات المشينة والمسيئة في الأقصى    منتخب الكاراتيه يصل المغرب استعدادًا للمشاركة بالدوري العالمي    السبب ميدو| حسين السيد يعتذر عن الإشراف على قطاع الناشئين بالزمالك    حفيد نوال الدجوي يستأنف على رفض دعوى الحجر ضد جدته    خاص| أيمن بهجت قمر: السقا بطل فيلمي القادم    السينما القصيرة تتألق في مهرجان روتردام للفيلم العربي بدورته ال 25    مي عمر: «التقدير اللي بيجي من الجمهور أغلى جائزة»    حرام شرعًا وغير أخلاقي.. «الإفتاء» توضح حكم التصوير مع المتوفى أو المحتضر    نائب رئيس جامعة القاهرة يتفقد لجان الامتحانات | صور    أكلات عيد الأضحى، طريقة عمل الرقاق الناشف في البيت    مصدر من اتحاد الكرة ل في الجول: الزمالك وبيراميدز لم يطلبا بشكل رسمي تحكيم أجنبي لنهائي الكأس    اسكواش - تتويج عسل ونوران جوهر بلقب بالم هيلز المفتوحة    خبر في الجول - الجفالي خارج حسابات الزمالك بنهائي كأس مصر    «قبل المونديال».. بايرن ميونيخ يتحرك لتعديل عقد نجم الفريق    الأهلي يرد على مزاعم بيع زيزو    انخفاض العجز الكلي للموازنة إلى 6.5% خلال 10 أشهر    سليمة القوى العقلية .. أسباب رفض دعوى حجر على الدكتورة نوال الدجوي    الإعدام لمتهم والسجن المشدد 15 عامًا لآخر ب«خلية داعش قنا»    توقيع بروتوكول تعاون بين التضامن والزراعة لدعم مبادرة "ازرع"    افتتاح الصالة المغطاة بالقرية الأولمبية بجامعة أسيوط (صور)    اليونيفيل: أي تدخّل في أنشطة جنودنا غير مقبول ويتعارض مع التزامات لبنان    نسرين أسامة أنور عكاشة ل«البوابة نيوز»: مفتقد نصيحة والدي وطريقته البسيطة.. وأعماله تقدم رسائل واضحة ومواكبة للعصر    الاتحاد الأوروبي يعتمد رسمياً إجراءات قانونية لرفع العقوبات عن سوريا    الحكومة تطرح 4 آلاف سيارة تاكسي وربع نقل للشباب بدون جمارك وضرائب    5 أهداف مهمة لمبادرة الرواد الرقميون.. تعرف عليها    حملة أمنية تضبط 400 قطعة سلاح وذخيرة خلال 24 ساعة    الاتحاد الأوروبي: يجب عدم تسييس أو عسكرة المساعدات الإنسانية إلى غزة    حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذى الحجة.. دار الإفتاء تجيب    «بيت الزكاة والصدقات» يصرف 500 جنيه إضافية لمستحقي الإعانة الشهرية غدًا الخميس    في أول أيام الشهر.. تعرف على أفضل الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة    كوريا الشمالية تهاجم قبة ترامب الذهبية وتتعهد ب"تناسق القوة"    مطلب برلماني بوضع حلول جذرية لتحديات تنسيق رياض الأطفال بالمدارس التجريبية    نائب وزير الصحة تشارك فى جلسة نقاشية حول "الاستثمار فى صحة المرأة"    متحدث «الصحة»: بعثة مع الحجاج المصريين لتقديم الرعاية الطبية    بالصور- إقبال على المراجعات النهائية لطلاب الثانوية العامة ببورسعيد    إندونيسيا مستعدة لإقامة علاقات مع إسرائيل حال اعترافها بفلسطين    روبوت ينظم المرور بشوارع العاصمة.. خبير مرورى يكشف تفاصيل التجربة الجديدة.. فيديو    وداعاً تيتة نوال.. انهيار وبكاء أثناء تشييع جنازة جدة وئام مجدى    القاهرة الإخبارية تكشف تفاصيل الغارة الجوية الإسرائيلية على صنعاء    ضمن مبادرة بداية.. نشاط مكثف لمديريات العمل ب 10 محافظات    محافظ بنى سويف يستمع لمشاكل واحتياجات أهالى قرية بنى هانئ    البليهي يرحب بالرحيل عن الهلال    وزير التعليم: 98 ألف فصل جديد وتوسّع في التكنولوجيا التطبيقية    نائب وزير الصحة: إنشاء معهد فنى صحى بنظام السنتين فى قنا    وزير الثقافة: ملتزمون بتوفير بنية تحتية ثقافية تليق بالمواطن المصري    وزير الخارجية يتوجه إلى المغرب لبحث تطوير العلاقات    الحماية المدنية بالقليوبية تسيطر على حريق مخزن بلاستيك بالخانكة| صور    وزير العمل يعلن استمرار التقديم على بعض الوظائف القيادية داخل "الوزارة" و"مديرياتها"    موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 ببني سويف الترم الثاني.. رابط وخطوات الاستعلام    وزير الأوقاف يهنئ الشعب المصري والأمة العربية بحلول شهر ذي الحجة    ألم في المعدة.. حظ برج الدلو اليوم 28 مايو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المدرعات الأميركية تواجه مقاومة ضارية في محيط وزارة التخطيط
نشر في التغيير يوم 23 - 05 - 2004


\r\n
لم يكن المقاتلون المدافعون مستعدين للاستسلام. بدا عملهم وكأنه انتحاري.. رجال لا يحملون من السلاح سوى بنادق الكلاشنكوف وبعض قاذفات ال «آر.بي.جي» التي لا تعرف شيئاً اسمه دقة الرماية. كانت رماياتهم على عربات برادلي المدرعة لا معنى لها. كانت مذبحة. لكن المقاتلين ظلوا يتدفقون، وواصل رماة مدافع العربات المدرعة قتلهم.
\r\n
\r\n
لم تكن القوات الأميركية مدربة على القتال ضد أناس لا يستسلمون أبداً. كما انهم ليسوا مدربين على قتال خصم ليست لديه خطة. كانت كل جماعة تحمل ال «آر.بي.جي» تهاجم بدون أي تنسيق نهائياً مع ما يفعله الآخرون. كان الجنود في الدبابات المهاجمة يفكرون: هل هو مجرد فخ كبير؟ هل هم يغروننا بهذه التكتيكات الخطيرة عليهم وغير المنظمة ثم يعودون» وينظمون أنفسهم سريعاً بعد ذلك؟
\r\n
\r\n
قبل عام من الآن، واجهت القوات الأميركية مقاتلي حرب عصابات عراقيين ومقاتلين عرباً، وهي تتوجه نحو بغداد. كانت تلك المواجهات مقدمة للحرب غير النظامية التي تدور رحاها في معظم أنحاء العراق منذ شهر ويتعرض فيها جنود الجيش ومشاة البحرية الأميركيين في مدن وبلدات وسط وجنوب العراق لاطلاق النار.
\r\n
\r\n
بعض المقاتلين الذين نجوا من معركة الأيام الخمسة التي شنت على بغداد في ابريل من العام الماضي عادوا الآن لمهاجمة القوات الأميركية باعتماد تكتيكات الكر والفر نفسها، التي جعلت معركة العام الماضي مخيفة ودامية على المهاجمين والمدافعين معاً.
\r\n
\r\n
كانت معركة بغداد بالنسبة للأميركيين تجربة صعبة لا يمكن لأي قدر من التدريب مهما بلغ أن يجعلهم جاهزين لها، مثلما كانت إنذاراً كريهاً للجنود الذين بدأوا قدومهم الى القتال منذ أيام.
\r\n
\r\n
معركة بغداد كانت مسئولية الكولونيل ديفيد بيركنز قائد اللواء الثاني من فرقة المشاة الثالثة الميكانيكية والذي لم يشارك في أي حرب قبل العراق.
\r\n
\r\n
كان بيركنز في حرب الخليج الاولى يعمل مدرساً في اكاديمية ويست بوينت العسكرية وكان يتابع اخبار الحرب على التلفزيون. اما في الحرب الثانية وبينما كان لواؤه معسكراً على بعد عشرة أميال الى الجنوب من بغداد، فقد قرر ان يحاول الاستيلاء على المدينة بهجوم مدرع واحد، فقد خطط لقيادة 970 جندياً في الدبابات والعربات المدرعة الى داخل العاصمة.
\r\n
\r\n
القيادة العسكرية كانت قد قررت احتلال بغداد تدريجياً على مدى عدة اسابيع، عبر محاصرة المدينة بالقوات المدرعة، ثم انزال قواة المشاة جواً للسيطرة على المدينة منطقة إثر منطقة.
\r\n
\r\n
غير ان بيركنز افترض انه اذا استطاع اقتحام الدفاعات برتل من المدرعات واسرع مباشرة نحو مجمع القصر الرئاسي لصدام حسين فإنه سيستطيع ان يقضي على النظام من الداخل. كان قراراً خطيراً يناقض الحكمة العسكرية التي تقول ان الدبابات لا تستطيع القتال بنجاح داخل المدن.
\r\n
\r\n
\r\n
قبيل فجر السابع من ابريل، تحرك بيركنز بكتيبتي دبابات على الطريق 8 الى بغداد، فيما اعتبرته القيادة العسكرية اولى الهجمات المدرعة لاضعاف الدفاعات العراقية.
\r\n
\r\n
استطاعت القوة المدرعة المهاجمة التي نجت من نيران المدافعين التي كانت تنطلق من الدشم والخنادق واسطح المباني ان تستولي على قصرين رئاسيين ومجمع الحكومة العراقية. وفيما كان قادة بيركنز ينتظرون انسحابه من بغداد، اقنعهم بأن يسمحوا له بالبقاء.
\r\n
\r\n
كان مقتنعاً بأن كتيبة مشاة تستطيع ان تتشبث بمواقعها حول ثلاثة تقاطعات رئيسية على الطريق 8 جنوب بغداد وتؤمن الحماية لخط الامدادات لكتيبتي الدبابات داخل المدينة. غير ان مقاتلين عراقيين وسوريين هاجموا قوافل الامداد واشعلوا النار بشاحنات الوقود والذخائر.
\r\n
\r\n
وعلى التقاطعات الثلاثة على الطريق 8 قتل جنديان اميركيان وجرح 40 آخرون، ودمر صاروخ عراقي موقع القيادة في اللواء الاميركي وقتل 3 جنود وصحفيان اوروبيان، وجرح 18 جندياً وأحرق عربات الاتصالات واجهزة اللاسلكي. طوال اليوم وحتى ليل 7 ابريل، قاتل اللواء في المدينة وعلى امتداد الطريق 8 في أشرس معركة عرفتها اسابيع الحرب الثلاثة كلها، تشبث اللواء بمركز المدينة والطريق 8 واستعد لمعركة الصباح التالي للاستيلاء على جسر الجمهورية.
\r\n
\r\n
ي غضون ذلك قتل المئات وربما الآلاف من المقاتلين العرب والمدنيين العراقيين.
\r\n
\r\n
سرية الاغتيال من اللواء، والتي استولت على القصر الجمهوري، تعرضت لهجوم مقاتلين عراقيين وعرب تدفقوا على الجسر وعبروا نحو القصر، وصلوا الى المنطقة بسيارات التاكسي والباصات وسيارات الشرطة والشاحنات الصغيرة وكانوا مسلحين بالاربي جي والرشاشات وبنادق الكلاشنكوف. اما سرية الاغتيال فشقت طريقها قتالاً من القصر الجمهوري الى عقدة قصر الجمهورية على الضفة الغربية لدجلة.
\r\n
\r\n
وفيما كانت دبابة المقدمة بقيادة اللفتنانت موريس ميدلتون تقتحم البوابات المعدنية المحطمة للقصر باتجاه التقاطع، كان أول ما رآه هو مدفع عديم الارتداد موجه مباشرة نحوه. كانت لديه قذيفة جاهزة في مدفع دبابة، فأطلقها فوراً. احترق المدفع المركب على شاحنة، وانفجر بعد ان ارتطمت القذيفة بفولاذه.
\r\n
\r\n
بدأت نيران الرشاشات والقنابل اليدوية والصواريخ تأتي من كل الاتجاهات، من الدشم، في مبنى بثلاثة طوابق، من تحت جسر الجمهورية ومن مبنى وزارة التخطيط القريب، أدرك ميدلتون انه محاصر وهو لم يرتب كتيبة بعد.
\r\n
\r\n
في دبابة سرية الاغتيال الثانية، كان المدفع الرشاش للرقيب شوان جيبسون يطلق وابلاً لا يتوقف من النار، وفوراً انحرف سائق الدبابة بها يميناً لمواجهة الجسر نحو الشرق واصبحت دبابة ميدلتون خلفه الى اليسار.
\r\n
\r\n
وفي الدبابة الثالثة التي اندفعت عبر قوس البوابة ايضاً انحرف السائق بها نحو الغرب ليشكل الرقيب أول جوناثان لاستنغ فيها دائرة تحمي دبابتي المقدمة. يقول لاستنغ بأنه لم يسبق له ان شهد هذا القدر من كثافة النيران العراقية في كل الحروب ولا حتى في اقتحام اليوم السابق.
\r\n
\r\n
اصيب لاستنغ بالذهول، فقد كان يقاتل طوال الليل في شارع حيفا، في مذبحة لا تتوقف، اما الآن فهو محاصر، ويتعرض للنيران من كل اتجاه وارتفاع، كان هجوماً ثلاثي الابعاد، ذلك الفخ الفتاك الذي دائما ما تقول عقائد الجيوش النظامية انه سبب يمنعها من استخدام الدبابات في اقتحام المدن.
\r\n
\r\n
نزل لاستنغ الى اسفل برج الدبابة، وقال للرامي والملقم: «آمل ان ينتهي هذا بسرعة لان المساء بدأ يحل، ولا أريد ان ابقى عند التقاطع طوال الليل». نظر الاثنان اليه باستغراب. لقد اعتقد لاستنغ انه يقاتل طوال النهار. لم يدرك ان الصباح لم يطلع سوى منذ بضع ساعات فقط، وان القتال الحقيقي لم يبدأ بعد.
\r\n
\r\n
قائد سرية الاغتيال، الكابتن فيليب ولفورد، سحب دبابته الى التقاطع، لقد صدمته شدة النيران العراقية والقدرة التي كان بها العراقيون يركزون نيرانهم على دباباته. كان الطلقات العراقية تخطيء هدفها احياناً وتصيب عراقيين آخرين، غير انها كانت تحفر ثقوباً ايضاً في دروع دباباته. كان هو وجنوده يسمعون صوت الفولاذ وهو يتقصف فوق رؤوسهم.
\r\n
\r\n
الى الشمال الغربي كان هناك مبنى يطلق المقاتلون رصاصهم وقذائف ال «آربي جي» من نوافذه، ولفورد امر لاستنغ باللاسلكي: اطلق النار على المبنى!
\r\n
\r\n
اطلقت دبابة لاستنغ خمس قذائف بسرعة على المبنى فاهتز المبنى لكن النيران ظلت تنطلق من نوافذه. اعجب لاستنغ على الرغم من خوفه بمقاومتهم: فقد كان العراقيون يقاتلون بلا هوادة، كانوا يعودون للوقوف والقتال.كانت دبابات ولفورد تفتح نيران مدفعيتها ورشاشاتها بلا توقف، كان يحرقون السيارات والمباني واخذ الدخان المتصاعد يلقي بظلاله فوق التقاطع.
\r\n
\r\n
استدعى ولفورد كتيبة المشاه الميكانيكية التي اندفعت عبر التقاطع واتجهت نحو الشمال في مقابل موقف السيارات. طلب ولفورد باللاسلكي قائد كتيبة المشاه جاسون ريدمون الذي كان لايزال جنوب بوابة القصر مع كتيبته وقال له: «اريدك فوراً.. اسرع».
\r\n
\r\n
انطلق ريدمون بعربات برادلي الاربعة في تشكيل القوس الى شمال دبابة ميدلتون، ثم انحرف يمينا وتجاوز دبابة جيبسون وصولا الى تحت الجسر حيث اصبح مبنى وزارة التخطيط الى يمينه.
\r\n
\r\n
كان المبنى مليا بالقناصة ورماة ال «آر بي جي» كان رديمون يراهم وهم يطلقون نيراهم من النوافذ ومن فوق السطح، وفي برج الدبابة الى جانبه، راى الرقيب مايكل لوكاس قناصا في نافذة عالية يوجه رصاصة نحو ريدمون.
\r\n
\r\n
\r\n
سبق للوكاس ان قاتل في الجنوب العراقي، لكنه لم يشهد قتالا بمثل هذه الكثافة، حين رأى القناص كان رد فعله سريعا بدون اي تفكير، تدريبه تفوق على خوفه، حرك مدفعه ووجهه نحو النافذة واطلق قذيفة من مدفعه الرئيسي اندفعت نحو النافذة محدثة كتلة من النار والوميض والدخان، رأى جسد القناص وهو يتقطع من المنتصف ليطير نصفه الاعلى الى داخل الغرفة وتسقط ساقاه نحو الاسفل على الرصيف.
\r\n
\r\n
كان ولفورد يعرف ان غزارة النيران تعد العامل الحاسم في اي معركة، فالجانب الذي يستطيع اطلاق كم فاعل من النيران قبل الآخر ينتصر، لكن في هذه الحالة كانت للعراقيين اليد العليا.
\r\n
\r\n
استطاع العراقيون توجيه قدر أكبر من النيران اسرع من الاميركيين وكانت فاعلة بقدر فاعلية دبابات ولفورد، كانت دشتمان عند نهاية موقف السيارات تطلقان نيران كثيفة جدا على نحو خاص وكان ولفورد يحاول جعل دباباته تركز نيرانها عليهما، تحدث باللاسلكي الى موقع قيادة الكتيبة داخل القصر «اتعرض لنيران كثيفة من هذا الجانب».
\r\n
\r\n
ضابط الكتيبة الميجور كينت رايداوت في القصر سمع نبرة اليأس والعصبية في صوت ولفورد، الذي يعرف عنه الهدوء في طباعة، تخوف رايداوت من ان ولفورد يفتقر لقوة النيران الكامنة وانه قد يغلب على امره.
\r\n
\r\n
اتصل باللاسلكي مع بيركنز وطلب الاذن بقصف جسر الجمهورية والجسرين الاخرين الى الشمال لقطع تدفق الامدادات العراقية، غير ان بيركنز اجاب بانه يجب ان يحصل على اذن من السلطات الاعلى.
\r\n
\r\n
عند التقاطع، كان ولفورد قد اطلق اكثر من 500 طلقة من عيار 50 في أقل من 5 دقائق واحتاج لان يلقم مدفعه، انحنى للأسفل وصرخ على الملقم لمزيد من الذخيرة، فصرخ الاخير مجيبا «انزل الى الاسفل»!
\r\n
\r\n
أحس ولفورد بشيء ارتطم برقبته، ارتد رأسه للخلف قبل ان يرتطم بغطاء البرج، وسقط الى الاسفل في البرج فاقدا الوعي، فتح الملقم لاسلكي الكتيبة وهاج فيه: جندي الاغتيال ستة سقط! لقد أصيب الجميع بالصدمة من الخبر، واصل طاقم دبابته اطلاق النار والانصات للاسلكي بانتظار التعليمات، كان ولفورد هو المسئول عن كامل المعركة والان سقط، تفحص الملقم اصابة ولفورد، لم يكن هناك دماء.
\r\n
\r\n
فقط سحجة حمراء على رقبته جعلته يفقد وعيه، لكنه اخذ يستعيد وعيه. الى يمين ولفورد، كان الرقيب اول فيليب كورنيل يتقدم بدبابته الى خلف ريدمون، رأى كورنيل ولفورد وهو يسقط وأسرع لتغطية دبابته، كان في برج دبابته يحاول توجيه مدفعه الرشاش نحو وزارة التخطيط، وفيما كانت الدبابة تلتف، رأى كورنيل نيرانا تنطلق من خلف اشجار النخيل في موقف السيارات الى الشمال.
\r\n
\r\n
وسط التقاطع كان لا ستنغ يرى كورنيل يقف في البرج معرضا نفسه للنيران، فصرخ قائلا: ذلك الرجل سيصاب ان لم ينزل رأسه، اراد كورنيل اخراج رأسه من البرج لرؤية افضل وتوجيه النيران.
\r\n
\r\n
فيما كان كورنيل يصرخ مطلقاً تعليماته الى راميه، انفجر شيء على مقدمة دبابته، واخترقت شظية صدره، قطعت الشظية جزءا من رقبته فوق سترته الواقية ونزلت الى الصدر، وقطعت شظية اخرى قطعة لحم من ذراعه، وادى الانفجار الى ضرب كورنيل في ارض البرج.
\r\n
\r\n
الرقيب بول هاريس رأى الدم وهو يتدفق من كورنيل ويلوث صدره.
\r\n
\r\n
تحدث ريدمون باللاسلكي: وايت أربعة اصيب، اصابته تبدو في الصدر، وهي خطيرة.
\r\n
\r\n
كان ولفورد لايزال مضغوطا، غير انه تمكن من طلب قوة الاخلاء الطبية الى نقطة الاسعاف قرب القصر، كان ريدمون يعرف ما عليه فعله، فقد تدرب مرارا على اجراءات الاخلاء الطبي، كان لديه دبابتان في الخلف لتشكيل جدار واق ثم امر بعودة الدبابة الى الخلف عبر البوابة الى نقطة الاسعاف.
\r\n
\r\n
عند التقاطع كان ولفورد لايزال يحاول توجيه راميه ليطلق على الدشمتين الى يساره، غير ان احدهم كان يرميها ولكن ليس من دبابة ولفورد فنظر ليرى انه سينكوري سميث ملقم دبابة جيبسون، كان سميث يفتح مدفعه الرشاش عليهما فصرخ عليه ولفورد: «واصل، ابق نيرانك عليهما».
\r\n
\r\n
ثم اصابت رصاصة ذراع سميث، اصابت المدفع الرشاش قبل ان تستقر في ذراعه، سقط فورا على ارض البرج، اسرع جيبسون لمسح الدم عن وجه سميث بحثا عن الجرح لكنه انتبه فورا الى النزيف في الذراع وبدا يقدم له الاسعافات الاولية، بعد قليل عاد سميث الى الرماية.
\r\n
\r\n
الى اليسار بدأ ولفورد يرمي نيرانه على الدشمتين اضافة لنيران جيبسون وتوقفت النيران من الدشمتين لفترة سمحت ولوفورد بتوجيه قذيفتين من المدفع اليهما لينسفهما.
\r\n
\r\n
توقف جيبسون عن الاطلاق وفتح اللاسلكي ليخبر ميدلتون بأن سميث اصيب، ثم تحدث ميدلتون مع ولفورد باللاسلكي: ريد اثنان ليما اصيب.
\r\n
\r\n
صرخ ولفورد: «اللعنة» لقد فقد دبابتين مسبقا لاخلاء كورنيل والان عليه ان يخرج دبابة جيبسون لاخلاء سميث.
\r\n
\r\n
ادرك ولفورد انه اذا ما بقي في المكان فسيستعرض للمزيد من الاصابات، فقرر ان ينسحب تحدث باللاسلكي مع قائد كتيبة تاسكر اللفتنانت كولونيل فيليب دوكامب واخبره بأنه ما عاد يستطيع التمسك بالتقاطع، لاول مرة منذ ثلاثة اسابيع تضطر قوة من اللواء الثاني للإنسحاب من القتال.
\r\n
\r\n
على مدى 45 دقيقة تالية، راقب ولفورد وجنوده من على مسافة قريبة جدا طائرات اي 10 ثندربولت القبيحة المصممة لمهاجمة الدبابات وهي تهاجم المقاتلين العراقيين والسوريين عند التقاطع، كانت مدافعها الرشاشة تحدث صوتا طاحنا اشبه بصوت منشار آلي يقطع جذع شجرة، كان لهذا الهجوم اثره المشجع على قوة ولفورد، لقد كانوا يتعرضون لهجوم شرس عند التقاطع وهاهم الان يشاهدون الطائرات تفتح نيرانها على الدشم.
\r\n
\r\n
وفيما كانت دبابات ولفورد تعود ادراجها لتدخل التقاطع اخذت تتعرض ثانية لقذائف الاربي جي ونيران الاسلحة الخفيفة غير ان النيران لم تكن كثيفة ومركزة مثل السابق، ومع ذلك كان ولفورد يرى السيارات وهي تمر مسرعة باتجاه الغرب على الجسر لنقل التعزيزات ولاستبدال المقاتلين الذين قتلتهم نيران الطائرات.
\r\n
\r\n
جسر الجمهورية، جسر مقنطر ولهذا كان على دبابتي ميدلتون وجبسون ان تتجاوزا اكثر من منتصفه لرؤية ما يحدث على الضفة الاخرى وهو ما يجعلها مكشوفة، بدأت قذائف هاون تسقط من الاعلى، وخشى جيبسون لوهلة من ان الدبابتين ستقعان في النهر ويغرق من فيهما.
\r\n
الاستخبارات الاميركية اعترضت اشارات لاسلكي عراقية، اكتشفت ان دبابات ولفورد كانت تتعرض للمراقبة من مبنى مجاور على الضفة الاخرى من النهر، وخشي هؤلاء من أن المراقبة ستوجه نيران الهاون نحو الدبابات.
\r\n
\r\n
على الجسر قيل لجيبسون ان يبحث في المباني المجاورة عمن يشتبه بأنه عنصر استطلاع عراقي يحاول توجيه نيران الهاون، رأى جيبسون شخصا معه معدات بصرية من نوع ما، اخبر ولفورد بذلك فسمح له الاخير بإطلاق المدفعية عليه، ففعل جيبسون، وكانت النتيجة قتل صحفيين بولندي واسباني.
\r\n
\r\n
« صنداي تايمز »


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.