\r\n فلننظر إلى ما حدث، كان هناك اتجاهان من المشاعر سيطرا على اكثر من 4000 نائب حضروا المؤتمر. اما الاتجاه الاول فهو بُغض بوش، والثاني فهو معاداة حربه على العراق. ولقد كان النواب متحدين في رغبتهم بالخروج من العراق تماماً كما كانوا متحدين في رغبتهم بالخروج من فيتنام اثناء مؤتمر ماكجو فيرن في 1972. \r\n \r\n غير انه اثناء الخطب التي القيت خلال اوقات ذروة المشاهدة، فإنه لم يتم ذكر اسم جورج دبليو بوش الا نادراً. وحول حرب العراق اعلن السيناتور جون ادواردز، المرشح لمنصب نائب الرئيس، «اننا نكسب هذه الحرب بسبب قوة وشجاعة شعبنا». \r\n \r\n وقال ادواردز: «سوف نكسب هذه الحرب». وقال كيري قبل ذلك انه كان سيقبل بإرسال قوات اميركية اضافية إلى العراق. \r\n \r\n ولكن ماذا لو فاز كيري وادواردز في انتخابات نوفمبر واتضح انه من اجل ان تنتصر اميركا في حرب العراق فإن الامر يتطلب ارسال اكثر من ال 140 الف جندي الموجودين بالفعل حالياً هناك؟ فهل سيصدر كيري، الذي سيكون وقتها قائداً لدولة يعتقد بالفعل حالياً ان الحرب كانت خطأ وقائداً لحزب يعتقد ان الحرب كانت غير ضرورية وان قرار شنها لم يكن حكيماً ان لم يكن غير عادل وغير اخلاقي هل سيقدر ان يوحد حزبه وبلده خلف قرار ارسال ألوف اخرى من الشباب الاميركي؟ \r\n \r\n هل سيدعم هوارد دين وتيدي كنيدي، اللذان يعارضان الحرب، وقتها سياسة كيري الداعمة للحرب؟ هل سيؤيد وقتها القادة السود للحزب، امثال جيسي جاكسون وآل شاريتون وشارلي رانجيل، الذين يطالبون الآن بعودة القوات الاميركية هل سيؤيدون امر ارسال مزيد من القوات لتحارب من اجل الانتصار في تلك الحرب؟ هل سيؤيد الرئيس السابق جيمي كارتر ارسال مزيد من القوات الاميركية؟ \r\n \r\n هذه ليست اسئلة اكاديمية. ان نسبة فوز الثنائى كيري ادواروز بالانتخابات تبلغ 50%. وفي حالة فوزهما فإن اميركا ستواجه هذا الموقف في يناير المقبل. فضلاً عن انه من الواضح الآن اننا اذا لم نكن مستعدين لارسال قوات اضافية إلى العراق ولفترة اطول ما كنا نتوقعها في السابق، فإننا لن نستطيع الانتصار في تلك الحرب. \r\n \r\n وفي اليوم الذي اعلن ادواردز ان أميركا سوف «تنتصر» بالحرب، وقعت هجمة انتحارية في بعقوبة قتل فيها 68 من قوات الشرطة العراقية واصيب 58 في واحدة من اكثر الهجمات دموية منذ اندلاع الحرب. ولم يكن هذا هو الحدث الوحيد في هذا اليوم الذي شهد اعلان ادواردز. \r\n \r\n وفي عدد 30 اغسطس من صحيفة «ذي اميركان كونسيرفاتيف» كتب اندرو باسيفيتش، احد خبراء السياسة الخارجية: «يقول التاريخ ان هناك شرطاً اساسياً لهزيمة رجال العصابات وهو التفوق العددي الساحق، على ان تكون النسبة التقليدية المطلوبة للانتصار عليهم هي 15 : 1 على الأقل. \r\n \r\n وحتى لو جمعنا أفراد الجيش العراقي الوليد وقوات الحلفاء «التي يشك في كفاءة وفعالية بعضها» وأفراد المرتزقة، الذين يعرفون الآن باسم «المتعاقدين» وقوات مكافحة التمرد الموجودة في العراق اليوم إذا جمعنا أفراد كل تلك القوات فإنهم لن يحققوا النسبة المطلوبة 15: 1. منذ عام مضى، قدر الجنرال الأميركي جون أبى زيد ان هناك 5 آلاف متمرد في العراق. \r\n \r\n ومنذ ذلك الوقت قتلت القوات الأميركية واعتقلت ألوفاً من هؤلاء المتمردين، وعلى الرغم من ذلك فإن التقديرات الرسمية لقوة العدو تشير الآن إلى ان هناك 20 ألف متمرد، وفي نفس الوقت فإن الهجمات على القوات الأميركية وعلى حلفائنا العراقيين آخذة في الزيادة بشكل متواصل. \r\n \r\n ويتساءل باسيفيتش في مقاله: «كم هو عدد القوات الأميركية الذي نحتاجه بالفعل من أجل اشاعة الهدوء في العراق، ذلك البلد الذي يماثل حجمه ولاية كاليفورنيا ولديه حدود طويلة ومفتوحة وشعب آخذ في معاداتنا يصل تعداده إلى 25 مليون نسمة؟ ان ربع مليون جندي أي تقريباً ضعف العدد الموجود هناك حالياً.. لن يكون بالعدد الكبير». \r\n \r\n وفيما حذر باسيفيتش الجنرالات الأميركيين من تكرار الفشل الأخلاقي الذي حدث في فيتنام، وهو ما تمثل في رفض اخبار كبار القادة المدنيين بمتطلبات واحتياجات الانتصار، المح الكاتب إلى ان الوقت قد حان أيضاً كي يقول البيت الأبيض الحقيقة: «إدارة بوش تحتاج إلى أحد أمرين وهما اما ان تعمل بجدية لكسب الحرب التي سعت إليها بكل تهور في العراق أو تعمل على التقليل من خسائرها. \r\n \r\n ويحتاج كل من كيري وادواردز كذلك إلى ان يخبرانا عن عدد الضحايا ومقدار التكلفة المادية اللذين هما على استعداد لتقديمهما من أجل انشاء دولة ديمقراطية في العراق، وكم هو عدد القوات التي سيتطلبها تحقيق هذا الهدف، وإلى متى ستظل تلك القوات هناك، وما هي فرص الانتصار؟ نحن بحاجة إلى ان نعرف تلك الأشياء قبل نوفمبر المقبل. \r\n \r\n نحن نحتاج لأن يكون لدينا تقدير أمين وصريح ومحدد لما نأمل ان نحصل عليه هناك، وما ستتكبده الدولة في سبيل الحصول على هذا الأمر، وذلك حتى يمكننا ان نحدد ونقرر ما إذا كنا نود دفع الثمن أم لا. نحن نريد انتخابات أمينة ونزيهة فما تم من احتيال في مركز فليت مؤخراً، رسب في الاختبار. \r\n \r\n