رغم ان المسؤولين في إدارة بوش يقولون ان عمليات التدريب في تقدم مستمر‚ وان المجندين العراقيين اثبتوا فائدة تكتيكية في بعض الحالات وقاتلوا بشجاعة‚ إلا ان القادة الميدانيين الأميركيين والمسؤولين الأمنيين يقولون ان القوات العراقية تعاني من مشاكل عديدة‚ \r\n \r\n ففي أكثر المحافظات عنفا يقولون ان العراقيين المجندين يتعرضون للترهيب لدرجة ان الكثيرين منهم يترددون في الحضور الى مراكز عملهم ولا يخبرون أسرهم عن طبيعة ومكان عملهم‚ ولم يتلقوا التدريب الكافي او الأسلحة المناسبة‚ ويشكلون خطرا على الجنود الأميركيين الذين يقاتلون الى جانبهم او انهم يكونون غير موثوق بهم بسبب الفساد او الفرار او اختراق صفوفهم من قبل الثوار‚ \r\n \r\n قياسا على الأداء الأسبوعي للقوات العراقية‚ فإن اي انسحاب كبير للجنود الأميركيين قبل مرور عشر سنوات على الأقل سوف يكون دعوة مفتوحة للفوضى‚ هذا ما يقوله مسؤول كبير في وزارة الداخلية في مقابلة أجريت معه شريطة عدم الكشف عن هويته‚ \r\n \r\n في جنوب بغداد حيث ما زالت القوات الأميركية عاجزة عن اخراج الثوار منها عقب الهجوم الأخير على الفلوجة‚ يحذر الضباط الأميركيون جنودهم من الطلقات العشوائية التي يطلقها المجندون العراقيون‚ \r\n \r\n في مدينة الموصل الشمالية هجرت معظم كادرات كتائب الحرس الوطني العراقي وجميع قوات الشرطة مراكزها خلال الانتفاضة المسلحة التي شهدتها المدينة الشهر الماضي‚ واضطر القادة العراقيون الى الاستنجاد بالكتائب الكردية في الحرس الوطني لاعادة السيطرة على المدينة‚ وأثاروا بذلك توترات اثنية مع العرب وتضم مراكز الشرطة في الموصل الغربية عدة مئات الضباط وهي منطقة تحتاج الى عدة آلاف من افراد الشرطة وعلق احد الضباط الأميركيين في الموصل بقوله: ان من يملكون الشجاعة الكافية للحضور الى مراكزهم ليس لديهم إلا القليل ليفعلونه‚ وفي مقابلة اجريت عبر الهاتف اعترف الجنرال ديفيد بتراوس القائد الأميركي المسؤول عن تدريب قوات الأمن العراقية بقصور أداء القوات العراقية وبشكل خاص أفراد الشرطة في الموصل ومحافظة الانبار التي تمتد غربا من الرمادي الى الحدود السورية‚ \r\n \r\n لكن بتراوس قال ان وحدات الكوماندوز كان اداؤها جيدا في أماكن أخرى بما فيها الفلوجة والنجف والكوت والحلة وكربلاء واجزاء أخرى واسعة من جنوب العراق حيث الوضع الأمني ليس بنفس الدرجة من الخطورة في الأماكن الساخنة‚ \r\n \r\n وأضاف: تحتاج القوات العراقية في جميع مستوياتها الى ضباط افضل لقيادة وحداتها‚ فالأمر كله يتعلق بالقيادة وحيث توجد قيادة حقيقية يكون أداء الوحدات أفضل‚ \r\n \r\n وأشار الى ان المسؤولين العسكريين الأميركيين والمسؤولين في الحكومة العراقية يقومون باتخاذ خطوات لمعالجة نقاط الضعف‚ فدورات تدريب أفراد الشرطة أصبحت تركز على القتال من أجل البقاء في الظروف الحربية كما تم الشروع في تزويد ضباط الشرطة بأسلحة أكبر ومراكز أكثر تحصينا‚ \r\n \r\n كما سيتم بذل جهود أكبر لضمان حصول الشرطة العراقية على دعم من قبل القوات الأمنية العراقية الأخرى والقوات الأميركية‚ فلا يمكن ان نتركهم يشعرون عندما تتم محاصرتهم بان لا أحد سيهب لنجدتهم‚ \r\n \r\n بين كتائب الحرس الوطني والكوماندوز العراقية توجد نقاط مضيئة‚ فهذه القوات عندما تعمل تحت السيطرة او الاشراف مباشرة من قبل القوات الأميركية شاركت بعضها في الغارات والمهمات الأخرى وما زالت تستعمل عندما يريد القادة العسكريون الأميركيون دخول المساجد والأماكن الأخرى الحساسة ثقافيا مثلما حدث في الفلوجة‚ \r\n \r\n لكن الأماكن مثل الموصل تعتبر مصدر قلق خاصا بالنسبة للقادة العسكريين الأميركيين الذين تمكنوا حتى الآن من ابطاء حملة الترهيب التي يشنها الثوار‚ فخلال الأيام الأخيرة عثر على جثث «69» عراقيا في محيط الموصل وبعض الجثث وجدت عليها اوراق كتب عليها ادانة لعملهم في القوات العراقية أو يضعون هوياتهم العسكرية بشكل بارز على جثثهم‚ \r\n \r\n حتى في الأماكن التي تحققت فيها نجاحات واضحة‚ ما زالت هناك تعقيدات كبيرة فعلى سبيل المثال يقول المسؤولون الأميركيون في الموصل ان كتيبة الحرس الوطني ال «106» تعمل بأداء احترافي‚ ولكن في المقابلة التي اجريناها مع قائد الكتيبة قال ان نصف افراد كتيبته من الأكراد وليس من العرب‚ \r\n \r\n امتدح القادة العسكريون الأميركيون الكوماندوز العراقيين الذين شاركوا في التصدي لهجوم على مركز للشرطة في الموصل قبل اسبوعين‚ ولكن آمر سرية أميركي ممن انضموا الى القتال الكابتن بيل جاكوبسين قال انه من بين قوة قوامها 100 عنصر كوماندوز قتل 10 وجرح 27‚ \r\n \r\n يشعر الكثيرون من أفراد القوات العراقية بانهم رجال مدموغون حتى من دون ان يشاركوا في القتال ولمنع الثوار من التعرف على هوياتهم يكذبون على كل من حولهم‚ زوجاتهم وأسرهم بخصوص حقيقة عملهم‚ \r\n \r\n وفي مقابلة مع أحد كوادر كتيبة الكوماندوز ال 36 مجموعة منتقاة جرى تدريبها من قبل القوات الخاصة الأميركية قال انه يقول لزوجته انه يعمل كرجل اطفاء حرائق ولا يكلف نفسه عناء تفسير غيابه لفترات طويلة عن البيت‚ وقال «لا أخبر أحدا باستثناء أخي‚ وهو لن يخبر احدا لأنني سوف اتعرض للقتل»‚ \r\n \r\n كما اشتكى من نقص التسليح‚ وقال ان الأسلحة التي بين ايديهم ليست كافية وهم لا يعطوننا مسدسات واما هذه الكلاشنكوفات فهي قديمة وليست صالحة للاستعمال‚ وإذا كان علينا ان نهاجم يجب ان يكون لدينا بنادق جيدة وأسلحة كافية‚ وأطلشب منك ان تخبر الحكومة الأميركية بانها يجب ان تعطينا اسلحة جيدة‚ \r\n \r\n يقول ضباط قوات المارينز في الموصل ان قوات الشرطة العراقية تحقق تحسنا‚ ففي ظل الحملة العسكرية الحالية كان الفضل لفريق عراقي من SWAT في سلسلة غارات منها لالقاء القبض على العديد من الأفراد المشتبه بالعمل في صفوف الثوار‚ \r\n \r\n ولكن عثرنا على تقييم مختلف في قرص مدمج مصور قدمه احد ضباط المارينز في تعليماته اليومية «في الوقت الذي كان 150 مجندا عراقيا جديدا على وشك الوصول بطائرات هليوكبتر‚ وبعد ذلك قال المعلق كونوا مستعدين واحذروا من اطلاق النار العشوائي من بنادق الكلاشينكوف التي يحملها المجندون فتحصنوا في خنادقكم‚ \r\n \r\n وعلق العقيد مارك سميك على الفيلم قائلا: انه تم اعداده في لحظة احباط جراء بطء عمليات تدريب الشرطة‚ وقال ينبغي ان نخفض من مستوى توقعاتنا بخصوص موعد انجاز الأمور‚ فما زال هناك نقص كبير في وجود الشرطة وسط الدمار الذي اعقب غزو الفلوجة وفي الرمادي قال قائد عسكري أميركي هناك تبين ان الشرطة العراقية بلا فائدة‚ \r\n \r\n ويحذر قادة الكتيبة العسكرية الأميركية ال 503 مشاة جنودهم من عناصر الشرطة العراقية مثلما يحذرونهم من أي عراقي آخر‚ \r\n