\r\n وقال الكولونيل رون جونسون آمر وحدة العمليات الخاصة الرابعة والعشرين والتابعة للمارينز «علينا أن نخرج ونبدأ بتصيدهم». وتشارك هذه الوحدة بعملية سميت ب«صخرة بلايموث». وبدأت هذه العملية الثلاثاء الماضي حيث شارك فيها ما يزيد عن خمسة آلاف من الجنود الأميركيين والبريطانيين والعراقيين، وشنوا غارات في منطقة تقع جنوب بغداد نجمت عن اعتقال 130 شخصا. وفي الأيام الأخيرة استهدفت هذه الوحدات البلدة الترابية اليوسفية حيث تم العثور على 856 قذيفة حسبما قال القادة العسكريون الأميركيون. \r\n وردد الضباط الكبار أن هذا الأرقام لا تعكس حجم العملية الحقيقي وقدّر هؤلاء عدد المتمردين ب 6000 شخص في المنطقة. \r\n وقال جونسون إن الأهمية الاستراتيجية لمنطقة شمال محافظة بابل متأت من وقوعها عند شبكة طرق تربط بغداد بجنوب العراق، كذلك تمتد هذه الطرق لتصل إلى الفلوجة وما وراءها... إنه مكان تجمع طبيعي للمتمردين... والمشكلة أن كل الطرق تمر باللطيفية». وكان جونسون يشير بذلك إلى بلدة تقع في وسط المنطقة. \r\n وقُتل خلال الأشهر الأخيرة 32 عراقي مدني حيث تم إعدامهم في نقاط تفتيش زائفة نصبها المتمردون حسبما قال جونسون. «هؤلاء هم الأشرار... إنهم لا يبالون لقتل أي شخص». \r\n وفي مكتب باللطيفية كان يعود إلى رئيس شرطة اللطيفية، اعترض إسماعيل الجبوري على ذلك قائلا إن المتمردين في بابل يهتمون كثيرا بما يقومون به. والجبوري هو زعيم الجيش الإسلامي العراقي، وهو إحدى الجماعات المسلحة التي يحاول الأميركيون وحلفاؤهم أن يهزموها. وقال الجبوري إن الجيش الإسلامي بعث فصيلة من المحاربين إلى الفلوجة لكنه قام بسحبها قبل أسبوع واحد بعد أن ثبتت القوات الأميركية والعراقية سلطتها على المدينة. وأضاف «كانت الفلوجة خطأ لأنه ليس من الممكن الدفاع عن أي مدينة. نحن نريد فتح أكثر من جبهة في وقت واحد لعرقلة حركة القوات الأميركية وهزيمتها في آن واحد. ستكون معركة اللطيفية ناجحة أكثر من معركة الفلوجة لأننا تعلمنا من الأخطاء التي وقع بها أخوتنا هناك». \r\n وقال الجبوري إن هناك عدد قليلا من الأجانب مع مقاتلي الجيش الإسلامي.. «يعتقد الأميركيون أن كل شخص يقاتلهم هو أجنبي. في الحقيقة، إن كل من يقاتل هو عراقي. نحن لدينا أكراد وعرب وشيعة وسنّة». \r\n ويبدو أن المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها من قبل الأميركيين تتفق مع مزاعم الجبوري. وقال المسؤولون العسكريون هنا إنهم شاهدوا تدفقا كبيرا من المقاتلين والأسلحة منذ هجوم الفلوجة. وقال الميجور كلينت نسبرغر ضابط الاستخبارات لوحدة العمليات الخاصة رقم 24 والتابعة لقوات المارينز، إن الكثير من المتمردين هم من السكان المحليين الذين ذهبوا إلى الفلوجة ثم رجعوا ثانية. ويقدر عدد مقاتلين من هذا النوع ما بين 200 و500 شخص عادوا إلى المنطقة «مع خبرة تزيد عما كانت لديهم قبل ذهابهم منها». \r\n وقال جونسون إن القوات المتعددة الجنسيات والعراقية ستتبع أسلوبا منهجيا لتصفية التمرد في شمال محافظة بابل. ففي الشهر الماضي قامت فصيلة من جنود المارينز والحرس الوطني العراقي بإنشاء مركز شرطة في مبنى حكومي يقع على حافة اللطيفية، وعلى الرغم من اعترافهم بأنهم لا يسيطرون على البلدة نفسها فإن المسؤولين العسكريين الأميركيين قالوا إنهم في نهاية المطاف سيسترجعونها من يد المتمردين. وقال جونسون «أستطيع أن أحتل اللطيفية في عدة ساعات لكنني لا أريد أن أقتل مدنيين أبرياء». \r\n وقال الكثير من سكان البلدة بأنهم يشعرون كأنهم منذ وقت أصبحوا تحت وطأة الهجوم العسكري. فالمدينة ليس لها الآن ماء أو كهرباء حسبما قال بعض سكانها وبعضهم اعتبر ذلك الانقطاع نوعا من العقاب وجهه الأميركيون ضدهم. \r\n وكان المتمردون الذين يغطون وجوههم بأقنعة وكوفيات نصبوا نقاط تفتيش كثيرة حول المدينة، حيث راحوا يستجوبون السائقين حول خلفياتهم ودينهم وأماكن توجههم. \r\n وتم إغلاق المدارس والمباني الحكومية في الأسبوع الماضي. وقال شهود عيان إنه لا توجد أي مؤشرات على وجود أي جنود من الحرس الوطني العراقي في البلدة. \r\n \r\n * خدمة «واشنطن بوست» خاص ب «الشرق الأوسط»