قبل ثلاثة اشهر تقريبا من الموعد المحدد لاجراء انتخابات برلمانية في يناير القادم التي وافقت عليها الولاياتالمتحدة على مضض فإن السيستاني الزعيم الروحي لشيعة العراق بدأ يصل الى قمة استراتيجيته التي عمل على تنفيذها‚ \r\n \r\n واذا تمكن الشيعة في العراق من التوحد فإن امامهم فرصة جيدة للسيطرة على اول حكومة عراقية منتخبة ذات سيادة وبالتالي انهاء عقود من السيطرة السنية التي بدأت في 1921 عندما وضع البريطانيون الملك فيصل على عرش العراق‚ \r\n \r\n السيستاني يعمل كل ما في وسعه من اجل ان يرى بأم عينيه هذا التغيير‚ وذكر مهدي الكربلائي ممثل السيستاني في مدينة كربلاء ان هدف السيستاني هو ايجاد قائمة موحدة للمرشحين ترضى بهم السلطة الدينية الشيعية والمجتمع ككل وتعمل على استعادة حقوق الشيعة الغائبة‚ \r\n \r\n واذا ما تم التوصل الى اتفاق بشأن هذه القائمة فإن امامها فرصة جيدة لكسب الاغلبية في البرلمان مما سيعطي علماء الدين الشيعة دورا قياديا في كتابة الدستور العراقي وسن القوانين‚ \r\n \r\n الاستعدادات المتعلقة بهذا الشأن ماضية في طريقها منذ اكثر من شهر وفي 18 اكتوبر الماضي أعلن ممثل السيستاني حميد قفاف تشكيل لجنة يناط بها مهمة الخروج بقائمة موحدة للمرشحين لخوض الانتخابات‚ وقال القفاف انه وبالرغم من ان هذه القائمة ستكون مفتوحة امام جميع العراقيين الا انها من الناحية العملية ستهيمن عليها الاحزاب الدينية الشيعية وعلى رأسها المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق وحزب الدعوة اللذان يضمان اكثر المرشحين شعبية كما تدل على ذلك استطلاعات الرأي التي تنظم‚ \r\n \r\n وقال الكربلائي انه سيسمح للاحزاب العلمانية بالانضمام الى القائمة ولكن مع توافر ثلاثة شروط وهي: \r\n \r\n الالتزام بالتصويت مع الائتلاف الشيعي‚ \r\n \r\n عدم السعي لتغيير الطابع الاسلامي للشعب العراقي‚ \r\n \r\n عدم دعم أي تشريعات تتعارض مع الشريعة الاسلامية‚ \r\n \r\n وهذا من الناحية العملية يعني تقوية السلطات الدينية الشيعية‚ وقال الكربلائي «ان السلطة الدينية الشيعية تلعب دورا ابويا لجميع العراقيين وعلى من يريد ان يتعاون معنا ان يلتزم بقوانينا بحيث نتمكن في النهاية من استعادة حقوقنا التي سلبت منا ولسنوات طوال‚ ويرفض السيستاني باستمرار مقابلة أي مسؤول أوروبي أو أميركي لبحث خططه وهذا يدفع هؤلاء المسؤولين لتفسير وشرح ما يصدر عنه من اقوال‚ \r\n \r\n المسؤولون الأميركيون ليسوا سعيدين بالكامل مع السيستاني وخطته‚ وذكر احد السياسيين الشيعة المقربين من السيستاني عن مسؤول أميركي قوله «ان واشنطن لا تريد ان تتسبب الانتخابات باثارة النعرات الطائفية»‚ \r\n \r\n ومن الواضح ان هناك قلقا آخر يتملك الحكومة الأميركية وهو قيام أي حكومة عراقية يسيطر عليها الشيعة بتقوية علاقات العراق مع ايران‚ وبدل قائمة الشيعة تحدث مسؤول رفيع المستوى في الائتلاف في سبتمبر الماضي على الموافقة على شيء بديل يسمى «قائمة الاجماع» بحيث تضم عددا من الاحزاب العراقية المدعومة أميركيا لدخول الانتخابات‚ \r\n \r\n ولا تبدي الولاياتالمتحدة أي رغبة في توجيه الانتقادات من أي نوع للسيستاني الذي يتمتع بدعم اكثر نسبة من الشعبية في العراق‚ كما ان الأميركيين يدينون بالفضل للسيستاني في نزعة فتيل أزمة حصار النجف في اغسطس الماضي بعد عودته من رحلة العلاج من لندن حيث اقنع مقتدى الصدر باخراج قواته من المدينة بعد ثلاثة اسابيع من هجوم واسع النطاق شنه الأميركيين على المدينة ومع ذلك فشلوا في اخراج الصدر منها‚ \r\n \r\n وقد سعى السيستاني لاجبار الأميركيون على قبول الانتخابات بدل قيامهم بتعيين المسؤولين‚ \r\n \r\n في نوفمبر من العام الماضي أدى اعتراض السيستاني الى تسريع نقل السيادة للحكومة العراقية المؤقتة والحصول على وعد باجراء انتخابات برلمانية في يناير سيتم بعدها تكليف البرلمان المنتخب بوضع الدستور‚ \r\n \r\n ويسعى الشيعة لتقليل مخاوف الآخرين مما يقال حول توجههم للسيطرة على الحكومة‚ ويقول حسين الشهرستاني احد الاعضاء السنة الذين اختارهم السيستاني لتشكيل لجنة التنسيق الخاصة بالانتخابات ان الهدف من تشكيل اللجنة هو التنسيق وليس اختيار الافراد أو الحركات‚ ويضيف ان قائمة الشيعة ستضم اطرافا من كافة ألوان الطيف السياسي العراقي الذين يريدون انهاء الاحتلال عبر استخدام وسائل سلمية والاتفاق على مجموعة من المبادىء التي يلتزم بها الجميع‚ \r\n \r\n