\r\n هناك اعادة ترتيبات تجري على قدم وساق في الوقت الذي تتوسع فيه الصين اقتصاديا وتبدأ بتبوؤ دور قيادي يصل في بعض الاحيان إلى حد استبعاد الولاياتالمتحدة‚ \r\n \r\n يقول مورتون ابراموفيتش السفير الأميركي السابق في تايلاند وتركيا «الحقيقة ان النفوذ الأميركي في آسيا هو في حالة تراجع‚ لم نعد ذلك العملاق الذي يتجمع الجميع حوله»‚ لم تعد آسيا مجموعة غير متساوية من الدول يمكن للولايات المتحدة الهيمنة عليها‚ بدل ذلك فان تلك المنطقة تعمل على تشكيل مجموعة تكون فيها الصين هي المركز وهي قد تشبه إلى حد ما الاتحاد الأوروبي‚ \r\n \r\n في الوقت نفسه فان البنوك المركزية في الصين واليابان تمتلك 3‚1 تريليون دولار من سندات الخزانة الأميركية مما يضع آسيا في موقف قوة كما يقول الاقتصاديون‚ \r\n \r\n يقول ويليام لكاهيل نائب المسؤول عن البعثة الأميركية في السفارة الأميركية في بكين خلال فترة الرئاسة الثانية للرئيس كلينتون: ان هذا الاعتماد المتبادل الجديد يتطلب نوعا جديدا من التفكير‚ عندما توجد الاحتياطات النقدية الاجنبية للصين على شكل سندات خزانة أميركية تمول العجز في الميزانية الأميركية فهل سيمارس وزير الخزانة الأميركية الضغوط على الصين لاعادة تقييم عملتها؟ \r\n \r\n وعندما تعتمد الجامعات والشركات ومراكز البحوث الأميركية على العلماء الصينيين لتطوير البحوث والتكنولوجيات الأميركية فهل يتوجب على سياسات تأشيرات الدخول تقييد سفر هؤلاء إلى أميركا؟ هل هناك في واشنطن المهووسة بالخوف من الإرهاب من هو منتبه لذلك؟ \r\n \r\n تلعب الصين الآن دور البلد المضيف لمحادثات الاطراف الستة بشأن كوريا الشمالية‚ وهو دور تشكرها عليه ادارة بوش‚ وكما ذكر وزير الخارجية الأميركية باول فان اليابان وكوريا الجنوبية تتبنيان مفاهيم أكثر تصالحية من الولاياتالمتحدة تجاه التحدي النووي لكوريا الشمالية‚ \r\n \r\n وتعمل السياسة الصينية بسرعة على الاستفادة من طغيان الوسواس الإرهابي في واشنطن‚ ويصف الكثير من الدبلوماسيين السياسة التي تتبعها الصين منذ منتصف التسعينيات بانها واضحة ومبدعة‚ ولا يخف على أحد تعمد الصين استبعاد الولاياتالمتحدة من حضور الكثير من المنتديات التي تعقد لمناقشة القضايا الآسيوية‚ \r\n \r\n ومن الناحية التاريخية عارضت وزارة الخارجية الأميركية ايجاد منظمات في شرق آسيا تستبعد فيها الولاياتالمتحدة‚ وعليه فعندما اقترح الرئيس الماليزي السابق مهاتير محمد اقامة المجموعة الاقتصادية لشرق آسيا في اوائل التسعينيات حشدت أميركا كل ملفاتها في المنطقة لتعطيل تنفيذ ذلك المقترح‚ \r\n \r\n الآنخليفة مهاتير عبدالله باوي يروج لنفس الفكرة‚ ولكن هذه المرة الصين تدعم هذه الفكرة‚ الآن يوجد هناك اتحاد امم جنوب شرق آسيا باعضائه العشرة الذين لا توجد بينهم الولاياتالمتحدة وتتحرك الصين بفاعلية ونشاط على الساحة الآسيوية وهناك الكثير من الاجتماعات والمؤتمرات والندوات الآسيوية التي تعقد والتي وصل عدد المؤتمرات المهمة منها 35 مؤتمرا واجتماعا خلال الثلاثة الاشهر الماضية‚ عقد منها 19 داخل الصين‚ وهذه المؤتمرات ليست ذات طبيعة دبلوماسية فقط وانما مؤتمرات متخصصة في الكثير من المجالات يأتي على رأسها الجانب المالي‚ حيث تحرص الدول الآسيوية على تبني آلية لتبادل العملات تحول دون تكرار حدوث الأزمة المالية الآسيوية في 1997 والحيلولة دون حدوث تدخل غربي في هذا المجال‚ \r\n \r\n وهناك اتفاق على ازالة الرسوم الجمركية على تجارة السلع كخطوة على طريق اقامة منطقة للتجارة الحرة في آسيا‚ وسيتم التوقيع على الاتفاق الخاص باقامة هذه المنطقة خلال القمة الآسيوية التي ستعقد في فيتنام في أواخر الشهر الحالي‚ وفي الوقت الذي بدأت فيه الولاياتالمتحدة تفقد شعبيتها في آسيا فان الصين على عكسها تتمتع الآن بنظرة ايجابية من قبل الآسيويين‚ ويعود السبب في ذلك بكل بساطة إلى ان الولاياتالمتحدة لم تعد تحتل المركز رقم 1 في المنطقة‚ \r\n \r\n عندما يتعلق الأمر بكتابة التاريخ الدبلوماسي لادارة بوش سنجد ان موضوعين محددين هما من سيطغى: الأول هو حرب أميركا على العراق والثاني هو خوف أميركا من الإرهاب‚ لقد بدأ النفوذ الأميركي بالتراجع في آسيا ثم تسارع بعدها والغريب ان أميركا لم تلاحظ ذلك ولم تره لان كل اموالها مركزة على الحرب على الإرهاب وعلى كل من له علاقة حقيقية أو مفترضة به‚ \r\n \r\n \r\n