\r\n لقد سبق لي ان اشرت في خطاباتي الى ان الولاياتالمتحدة قد دفعت ثمن امتناعها عن ايقاف عمليات السلب والنهب في العراق التي اعقبت انتهاء العمليات القتالية الكبرى, كما اشرت الى اننا لم يكن لدينا ما يكفي من الجنود لانجاز مهمتنا هناك. وقد استغلت الصحافة ومنتقدو الحرب تلك الملاحظات في محاولة منها لمهاجمة سياسة الرئيس جورج بوش ازاء العراق. \r\n \r\n وسوف اوضح فيما يلي السبب الذي يحملني على القول بان تلك المحاولة لن يكتب لها النجاح. \r\n \r\n ليس سرا انني واجهت اثناء فترة وجودي في العراق عددا من الخلافات التكتيكية مع الاخرين بمن فيهم القادة العسكريون الميدانيون. واعتقد ان الخلافات تحصل على الدوام بين الاشخاص حسني النية وخصوصا في ظروف الحرب وظروف المراحل التي تليها مباشرة. \r\n \r\n اعتقد انه كان من الافضل لو كان لدينا المزيد من القوات في المرحلة المبكرة لكي نتمكن من ايقاف عمليات السلب والنهب التي الحقت الكثير من الضرر بالبنية التحتية العراقية القاصرة اصلا, وكان القادة الميدانيون العسكريون يعتقدون ان قواتنا في العراق كانت كافية وان حضورا امريكا عسكريا اوسع في العراق يمكن ان يؤدي الى نتائج عكسية عن طريق اثارة حفيظة العراقيين. وهو رأي معقول وكان يمكن ان يكون صائبا. لكننا لن نعرف ذلك ابدا. \r\n \r\n خلال الشهور الاربعة عشر التي قضيتها في العراق كنا انا والادارة والعسكريون متفقين على ان الاولوية العليا للتحالف كانت بذل جهد واسع ومستدام من اجل تدريب العراقيين على تحمل المزيد من المسؤولية عن مجتمعهم. وما زال هذا الجهد, الممول الى حد كبير من ميزانية الطوارئ الاضافية الذي اقره الكونغرس العام الماضي, مستمرا اليوم. لكن امن العراق يجب ان يعتمد, في نهاية المطاف, على العراقيين انفسهم. \r\n \r\n تواصل قواتنا العمل الى جانب العراقيين من اجل عزل معاقل الارهابيين وتدميرها. كما ان الولاياتالمتحدة تدعم رئيس الوزراء اياد علاوي في تصميمه على احلال الامن والديمقراطية في العراق وسوف يتم اجراء الانتخابات في شهر كانون الثاني, ويتم احراز التقدم هناك على الرغم مما يظهر من صعوبات وتحديات, واعتقد ان ما لدينا من القوات في العراق يكفي للنهوض بالمهمة التي نواجهها الان. \r\n \r\n لقد احجمت الصحافة احجاما غريبا عن تغطية الدعم المتواصل الذي ابديه للاستراتيجية التي يتبعها الرئيس جورج بوش في العراق وكذلك لسياساته التي تستهدف محاربة الارهاب وقد عملت في مجال محاربة الارهاب على مدى عقدين من الزمن, واعتقد ان ما من زعيم عالمي يمتلك فهما افضل لمخاطر هذه الحرب العالمية من الرئيس جورج بوش. \r\n \r\n لقد كان الرئيس على حق عندما رأى ان صدام حسين يمثل خطرا لا بد من ازاحته عن السلطة, فهو يدرك ان اعداءنا لا يقتصرون على اعضاء »القاعدة« ولا يمكن اختزالهم بأسامة بن لادن وحده الذي ربما يكون الان محصورا في مخبئه في افغانستان. وتبعا لما اظهرته اللجنة التي تولت التحقيق في احداث ايلول, فان علاقات يعود تاريخها الى عقد مضى قد قامت ما بين »القاعدة« ونظام صدام. ولن نتمكن من تحقيق النصر في الحرب على الارهاب الا اذا حافظنا على موقفنا الهجومي المتصدي للارهابيين وللدول التي ترعى الارهاب اينما كانوا. ويشكل ابو مصعب الزرقاوي اليوم تهديدا خطيرا. وهو موجود في العراق. \r\n \r\n لقد قال الرئيس بوش ان العراق يشكل الجبهة المركزية في الحرب ضد الارهاب. وهو على صواب. فهدف الزرقاوي المعلن هو قتل الامريكيين, واشعال حرب طائفية في العراق, والحاق الهزيمة بالديمقراطية في كل مكان, انه عدونا. \r\n \r\n ويعتمد انتصارنا, ايضا, على تخصيص الموارد الضرورية لكسب هذه الحرب ولهذا السبب طلب الرئيس بوش من الشعب الامريكي العام الماضي توفير مبلغ 87 مليار دولار للعمليات العسكرية وجهود اعادة الاعمار في كل من العراق وافغانستان. \r\n \r\n وقد ايدت وايد معي القادة العسكريون اهمية هذه المبالغ ووقفنا معا امام الكونغرس لنطالب بموافقته على تخصيصها وقد تفهمت غالبية اعضاء الكونغرس موقفنا ووافقت على تخصيص المبلغ اللازم لخوض الحرب وكسب السلام في العراق وافغانستان. \r\n \r\n وهذه المبالغ ضرورة حيوية اختار السناتور جون كيري, في حينها, التصويت ضد منحها لقواتنا. \r\n \r\n ان كيري حر في ايراد ما صدر عني من ملاحظات حول العراق. ولكن كان عليه, من باب الامانة على الاقل, ان يورد ايضا ما قلته ومررته في خطاباتي الاخيرة من ان الرئيس بوش قد اتخذ القرار الصائب والشجاع القاضي بتحرير العراق من سطوة صدام, وان الرئيس كان على حق حين اعتبر الحرب في العراق الجبهة المركزية للحرب ضد الارهاب. \r\n \r\n قبل عام ونصف طلب مني الرئيس بوش ان احضر الى المكتب البيضاوي لمناقشة مسألة ذهابي الى العراق لتولي رئاسة سلطة التحالف. وقد سألني بصراحة: »لماذا تريد ان تترك الحياة الخاصة وتضطلع بمثل هذا العمل الصعب والخطير والذي قد لا يعود عليك بالحمد والثناء?« وقد اجبته بدون تردد: »لانني اؤمن برؤيتك للعراق وسوف يشرفني ان اساعد في تحويلها الى حقيقة واقعة«. وارى اليوم ان امريكا والتحالف يحققون تقدما ثابتا باتجاه تلك الرؤية.0 \r\n \r\n عن: »هيرالد تربيون«