في السابق لم تكن اميركا تحتجز مثل هؤلاء الناس وبهذه الكثرة‚ فحتى عام 1997 قبل تنامي القلق الامني كان بامكان طالبي اللجوء العيش كأناس عاديين في الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه انهاء الاجراءات الرسمية الخاصة بهم‚ اليوم الآلاف من هؤلاء ينتظرون داخل السجون بعضهم يرسلون الى مراكز الهجرة وهي تشبه السجون الى حد كبير ولكن اكثر من نصف هؤلاء يرسلون الى السجون‚ \r\n \r\n تقول وزارة الامن الداخلي التي انيط بها مهمة التعامل مع قضايا الهجرة بعد ان نزعت من ادارة الهجرة والتجنيس قبل 18 شهرا انها تعتقل فقط اولئك الذين يشكلون تهديدا او الذين يعتزمون الاختفاء داخل اميركا‚ \r\n \r\n ولكن هناك اعدادا لا حصر لها من طالبي اللجوء الذين اعتقلوا حتى دون ان يشكلوا اي مصدر للتهديد ولديهم اصدقاء واقارب داخل اميركا هم على استعداد لاستضافتهم وهم بالتالي ليسوا معنيين بالاختباء او الاختفاء‚ \r\n \r\n من هؤلاء المقيمين في السجون رهبان من التبيت وافراد ينتمون لاقليات دينية في افريقيا وامرأة افغانية حوكمت من قبل طالبان لفتحها مدرسة لتعليم البنات ونشطاء اوكرانيون وغيرهم‚ ومثل هؤلاء الناس يعتبرون اشرافا في قومهم ومجتمعهم‚ انهم ذهبوا يركضون الى هذه البلاد سعيا وراء الحرية الاميركية الموعودة وانتهى بهم المطاف ليقيدوا بالسلاسل‚ \r\n \r\n لقد اصبحت قوانين الهجرة اكثر صرامة واشد وطأة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001‚ فطالب اللجوء الذي يصل الى احد الموانئ البحرية او احد المطارات يتكلم اولا مع ضابط اللجوء الذي يقرر وحده ما اذا كان هذا الشخص يشكل تهديدا للامن أم لا‚ والذين يفشلون في النجاح بهذا الاختبار الاولي يتم ترحيلهم اما اولئك الذين ينجحون فيه فيرسلون الى السجون‚ \r\n \r\n والغريب ان قرارات وزارة الامن الداخلي تختلف حسب المنطقة التي يحتجز بها طالبو اللجوء‚ فمناطق مثل ميامي وتكساس وسان دييغو يتم فيها اطلاق سراح 81% من المحتجزين وفي نيويورك يطلق سراح 8% اما في نيوجيرسي فان هذه النسبة تصل الى 4% فقط‚ \r\n \r\n اضافة الى ما سبق يبدو ان الولاياتالمتحدة تلجأ الى هذه الاجراءات القاسية من اجل عدم تشجيع طالبي الهجرة على القدوم اليها‚ وفيما يتعلق بالقادمين من هاييتي فهناك سياسة واضحة مطبقة حيث يتم اعتقال جميع الذين يقدمون بالقوارب لان استقبالهم سيشجع الآخرين على القدوم‚ الاستثناء الوحيد في هذا المقام هو الكوبيون حيث يحصلون على حق الاقامة «غرين كارد» بحكم القانون‚ \r\n \r\n ان القرارات المتعلقة بكل فرد يجب ان تقوم على اساس الظروف الفردية التي تطبق على الجميع وفي جميع المناطق بصورة متساوية‚ \r\n \r\n ان على الولاياتالمتحدة ان تكون حذرة في التعامل مع اولئك الذين يقدمون قائلين انهم يعتزمون اللجوء والاقامة‚ ولكن القاء الآلاف في السجون من اولئك الذين لا يشكلون اي مصدر للتهديد امر غير ضروري ويعتبر خيانة للقيم الاميركية ولكل المضطهدين في العالم‚ \r\n