\r\n \r\n وليس من المبكر جدا البدء بالتفكير حول ما يمكن ان نسميه بالفشل الفكري‚ قبل كل شيء كان هناك الفشل لفهم نتائج القوة الاميركية‚ كان هناك الفشل في توقع رد الفعل للاناس الذين سعت القوة الاميركية لتحريرهم‚ فهم يمتعضون من اميركا لقوتها وهم في نفس الوقت يتوقعون ان يكون الاميركيون قادرين على فعل اي شيء‚ كان هناك الفشل في فهم تأثير القوة الاميركية على الشعوب الاخرى حول العالم‚ كانت اميركا متأكدة من انها تستخدم قوتها الهائلة والجبارة من اجل تحقيق اهداف نبيلة وافترضت انه عاجلا او آجلا فان كل شخص سيرى ذلك ايضا‚ \r\n \r\n \r\n لقد اعمى الجشع اميركا واعمتها ايضا المثالية‚ في منتصف القرن الماضي وجد هناك قادة اميركيون من امثال روزفلت وهاري ترومان الذين رأوا القوة الاميركية وهي تحرر معسكرات الموت في اوروبا‚ \r\n \r\n اما اليوم فان السياسيين الاميركيين وكبار المفكرين يرون الاميركيين وهم يرتكبون جرائم وحشية بحق السجناء العراقيين في سجن ابو غريب‚ \r\n \r\n اولئك القادة كانوا مثاليين ربطوا بين الحقيقة والواقع وبين الثقة في النفس حول قدرتهم على صنع التاريخ وتوجيهه الوجهة الصحيحة من وجهة نظرهم‚ \r\n \r\n لقد اخذوا بوجهة نظر غريبة للوضع‚ لقد فهموا انه لن يكون بوسع اميركا الحاق الهزيمة باعدائها الصلفين دون وجود قوة جبارة‚ ولكن ليس بوسع اميركا امتلاك مثل هذه القوة دون ان تصبح مفتونة بها‚ وعليه ليس بوسع اميركا فعل الشيء الجيد دون فقدان براءتها‚ \r\n \r\n لقد اوكل التاريخ لاميركا مهمة قذرة وهي القيام باعمال خطيرة اخلاقيا‚ لم يحاول الاميركيون تجنب القيام بهذه المهمة ولكنهم لم يتوقعوا ان يكونوا قديسين‚ \r\n \r\n وعليه تبدو المثالية الاميركية مرعبة اليوم‚ لقد ذهبت اميركا الى العراق فيما بدا انه فنتازيا صبيانية‚ كانت اميركا ذاهبة من اجل الاطاحة بصدام حسين واقامة الديمقراطية وتسليم العراق ثانية للعراقيين الشاكرين لها فضلها وانعمها عليهم‚ وتوقعت ان يعجب العالم بما فعلته بعد انتهائها من انجاز مهمتها‚ \r\n \r\n اميركا لم تفهم السر المأساوي في ان قوتها هي نقطة ضعفها‚ فكلما استخدمت اميركا كل هذا الجبروت فان الآخرين بمن فيهم اولئك الذين كانت تعتزم مساعدتهم سيقفون ضدها وسيقاومونها‚ \r\n \r\n انهم سيفعلون ذلك انطلاقا من احترامهم لانفسهم‚ فباطاحتها بصدام حسين سرقت من العراقيين شرف تحرير انفسهم منه ومن نظامه البعثي‚ والحقيقة انه لم يكن بيدهم اي حيلة لتحقيق ذلك‚ \r\n \r\n الآن تواجه الولاياتالمتحدة وضعا غريبا‚ من اجل كسب حريتهم فان العراقيين بحاجة للنصر ولما اصبح الوقت متأخرا جدا لنيل هذا النصر من صدام فانهم يريدون تحقيق هذا النصر من اميركا‚ \r\n \r\n واذا ما كتب في المستقبل اي كتب عن العراق الحر فان الاطاحة بصدام ستذكر بغموض في فقرة او ربما في جملة واحدة‚ ولكن المقاومة البطولية للعراقيين ضد الاحتلال الاميركي ستذكر وتوصف بالفخر الصفحة تلو الصفحة‚ وبدل ان تكسب اميركا في العراق فانه يتوجب عليها ان تخسر‚ \r\n \r\n هذا يعني ان العراقيين الجيدين الذي دعموا الديمقراطية يتوجب عليهم ان يتحدونا حتى يكون لهم مكان في قلوب العراقيين الوطنيين‚ \r\n \r\n مكان التحدي هذا سيكون الحملات الانتخابية‚ ان هناك مخاطر حقيقية في تحريك الانتخابات لتجري في الخريف القادم لان الاحزاب العراقية ستلجأ لاستخدام ميليشياتها لاجبار العراقيين على التصويت لجهات محددة بعينها‚ \r\n \r\n يتوجب على العراقيين ان يروا اولا مرشحي تلك الجهات ويستمعوا لخطبهم ويعرفوا افكارهم ثم يصوتوا لمن يريدون بحرية وليس تحت تهديد السلاح‚ \r\n \r\n اذا ما بدأ العراقيون حملاتهم الانتخابية في الخريف القادم فانهم سيسخرون من اميركا فيها‚ ان الاميركيين سيظلون مكروهين حول العالم ولكن مع ذلك ستنجح اميركا في فعل ما تريد فعله‚ وعلى الاميركيين ان يفهموا غرابة الوضع الذي هم فيه‚ \r\n