"واشنطن بوست" تستعرض دروس العراق المؤلمة

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن غزو العراق قبل عقد من الزمن للإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين يعتبر أحد الأخطاء الاستراتيجية الكبيرة فى التاريخ الأمريكى الحديث، وأن أمريكا لم تستعد بما يكفى لخوض الحرب هناك، وأنها بدلا من أن تقيم نظاما ديمقراطيا أعادت العراق عشرات السنوات إلى الوراء.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية -فى مقال تحليلى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم /الخميس/- أن أحدا لم يكن يستطيع أن يعلم أن الأمر سيكون مختلفا حتى لو كان هناك تخطيط جيد لمواجهة ما يتوقع حدوثه،مؤكدة أن الأمر الوحيد المؤكد هو أن أمريكا كان يجب عليها ألا تغزو العراق أو تدخل فى حرب معه.
ورأت الصحيفة أنه بالرغم من حجم القوة العسكرية الأمريكية، فإنه ثبت تماما أنها لا تستطيع فرض تسوية فى العراق، حتى أنها لم تستطع إعادة الكهرباء إلى بغداد"،مضيفة بأن واشنطن كانت ضعيفة سياسيا فى الداخل لأن جورج دبليو بوش لم يستطع توضيح أسباب غزوه العراق، وأن الشعب لم يكن يفهم ما يقوله بوش.
ورصدت الصحيفة بعض الدروس التى ينبغى أن تتعلمها أمريكا من العراق والتى تتمثل فى الفراغ السياسى الناجم وتقهقر العراق إلى الوراء عشرات السنوات بالإطاحة بالديكتاتور صدام حسين، وحل الجيش العراقى غير الطائفى وغيره من مؤسسات النظام العلمانية الحديثة،ولم يترك ما فعلته أمريكا فى العراق للعراقيين ما يلجؤون إليه إلا هوياتهم المتخلفة القديمة العرقية والقبلية والطائفية.
وأضافت الصحيفة بأن الدرس الآخر الذى يجب أن يتعلمه الأمريكيون من غزو العراق هو أهمية الكرامة فى العالم العربي،مشيرة إلى أنه رغم حديث الأمريكيين الذى لا ينضب عن الديمقراطية،إلا أنهم حاولوا تدمير الشعور بالكرامة والاستقلال لدى العراقيين.
وتابعت الصحيفة قولها "لقد أثبت العالم العربى مرارا وتكرارا من فلسطين إلى بنغازى أن من لا يملكون قوت يومهم مستعدون للموت من أجل الحفاظ على كرامتهم من تغول الأجانب."
واختتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأن الدرس الأخير يتمثل فى الفائدة من استمرار،حيث برغم من أن بوش قام بخطأ كارثى بغزو العراق عام 2003،إلا أنه حاول أن يبذل قصاى جهده لإزالة الفوضى الناجمة عن هذا الخطأ،وذلك عن طريق التحقق من القتل الطائفى المتصاعد، وزيادة القوات الأمريكية بقيادة بوش والجنرال ديفيد بتريوس ساهم فى الحفاظ على الآلاف من أرواح العراقيين،وهذا الأمر الوحيد الجيد الذى قد يكون الأمريكيون قاموا به.