\r\n ولكن, بغض النظر عن ما تقدم, بان اعتناق مادونا لليهودية يجب ان يقابل بحذر من جانب اليهود. فالمصدر الذي انطلقت منه علاقة مادونا باليهودية وهو »مركز الكابالا« في لوس انجلوس مثير للجدل, وقد اعتبرته الطوائف اليهودية الرئيسية مركزاً مشبوهاً بالنظر للطقوس التي تمارس فيه والتي تقترب كثيراً من السحر والتعصب الطائفي. ومن بين التهم التي توجه الى المركز استغلال المتطوعين لاغراض دنيئة, وحل عقود الزواج القائمة عندما يرفض احد الزوجين الانخراط في تنظيمات الجماعة, وممارسة الشعوذة بمختلف اشكالها بما في ذلك ارشاد احد الاعضاء وهو مصاب بداء لا يرجى له شفاء بطلب النجاة من المرض عن طريق الغطس في مغطس مليء ب ̄ »الماء« الذي »باركه« زعماء المركز. وهناك لافتة في الكافتريا التابعة لمقر مركز الكابالا في لوس انجلوس تؤكد للزبائن ان كل انواع القهوة والشاي التي تقدم في الكافتريا تستخدم »الماء« وليس اي سائل آخر. \r\n \r\n ولم تكن مادونا اول مشاهير النجوم الذين اجتذبهم مركز الكابالا. فمن بين اتباعه الذين يبلغ عددهم الثلاثة ملايين يتباهى المركز بعضوية ميك باغر وبريتني سبيرز وتعرب المنظمات اليهودية الرئيسية في امريكا عن تحفظها ازاء المركز, حتى ان الاتحاد اليهودي لمدينة لوس انجلوس الكبرى قد شطب اسم مركز الكابالا من قائمة المنظمات اليهودية المحلية في المدينة. \r\n \r\n و»الكابالا« هي التعاليم الغيبية في الديانة اليهودية والتي تشمل السحر والممارسات الصوفية القديمة ولا يرفض اليهود هذه التعاليم بل يعتبرونها الحلقة الداخلية التي لا يكشف عنها »للاغيار« والتي تعبر عن التقوى والولاء في ديانتهم. ولهذا السبب يشعر المتدينون اليهود بالقلق مما يعتبرونه »اساءة« الى تلك التعاليم على يد زعماء »مركز الكابالا« المذكور. \r\n \r\n ففي تعاليم»الكابالا« القديمة, تشكل اسماء الرب البالغ عددها 72 اسماً مصدراً للتأمل ومنطلقاً لممارسا وعبادات روحية. اما في العالم الميكانيكي لمركز الكابالا في لوس انجلوس فان تلك الاسماء, واحياناً الحروف التي تتكون منها, تقدم للاتباع على انها تمتلك قدرات خاصة على الشفاء من الامراض وتنشيط حيوية الجسم. كما يبشر زعماء المركز بالحماية التي يمنحها تصفح مفردات »الزوهار« وهو النص الكابالاي الذي يعود تاريخه الى القرن الثالث عشر والذي يضم ذروة فكر» الكابالا« في التعليق على الكتاب المقدس. هنا يقول زعماء المركز ان الاتباع لا يحتاجون الى فهم ما يقرأون, كما ان لا حاجة بهم الى معرفة اللغة العبرية التي كتب بها النص, وان مجرد النظر الى النص مكتوباً يكفي لتغلغل خصائصه السحرية في ذهن المتصفح وبدنه. \r\n \r\n وفي مركز الكابالا متخصصون فيما يسمونه »الاسماء الاثنان والسبعون« وبوسع المتخصص ان يهدي العضو الى اكثر الاسماء ملائمة لحاجاته وبهذه الطريقة توصلت مادونا الى اختيار اسمها اليهودي الجديد وهو »استير « المأخوذ عن كلمة »نجمة«. \r\n \r\n اما اذا كان قاصد »المركز« في حاجة الى الاسترخاء او الى المزيد من النشاط الجنسي, فان في المركز , حانوتاً يبيع شموعاً معطرة خاصة لاحداث مثل ذلك الأثر. \r\n \r\n وفي الوقت الذي تحدد فيه كتب الديانة اليهودية هدف ممارسة »الكابالا« بالسمو على هذا العالم, نجد ان الهدف الذي يحدده »مركز الكابالا« في لوس انجلوس هو»السيطرة على العالم. وبدلاً من »ارادة الرب« يقدم المركز مجموعة من المبادىء التي يطلق عليها صفة »العلمية« يدعي انها, في حال تطبيقها على النحو الصحيح, تضمن السيطرة البشرية الكاملة على عملية الخلق وجميع المخلوقات. وتنص تعاليم »المركز« على ان جميع الامراض هي نتاج ذاتي يفرزه المريض نفسه وانها ناشئة عن خبث الارادة والفشل في استخلاص »النور« وتضيف تلك التعاليم ان الوصول الى »النور« من شأنه ان يقضي على »الفوضى« وهو الوصف الذي يطلقه المركز على كل وجه من وجوه الاذى والضرر في العالم. ويتجاوز »المركز« هذه الحدود لكي يدعي بأن النظر في الحروف العبرية, وهي التي تعتبرها الصوفية اليهودية احجار البناء التي تتكون منها عملية الخلق, قادر على تغيير بنية الحامض النووي عند الانسان ودفعه الى تجديد شباب الخلايا والشفاء من الامراض واطالة العمر. \r\n \r\n ومن هذا الاعتقاد ينطلق »المركز« الى »وعده« الجديد والقائل بان زعماءه قد قطعوا شوطاً بعيداً في الطريق الى اكتشاف سر الخلود العضوي. ويخالف »المركز« بهذا الاعتقاد المركزي الذي تنطوي عليه جميع الديانات والقائم على الايمان بخلود الروح. لكن المركز بات يبشر بخلود الجسد, ويقيم ديانته على هيكل جديد يتخذ من جسد الانسان مركزاً له وبهذا ينتهي الى تسخير الروحانية لاغراض مناقضة لما قامت عليه اصلاً. \r\n \r\n اننا نعيش في حقبة تتميز بسهولة وصول »الاغيار« الى جوهر الديانات المختلفة التي ظلت طويلاً مقصورة على اتباعها والذين يدينون بها. وصار بوسع الناس, لاول مرة في التاريخ, ان يدرسوا, ويمارسوا ايضا, العقائد والطقوس العائدة لاديان اخرى, وقد استغل »مركز الكابالا« في لوس انجلوس الذي يدعو الى الانفتاح على غير اليهود, هذه الخاصية لافساد الممارسات الروحانية العائدة للديانة اليهودية. \r\n \r\n وهناك بين اليهود من يجادل بان اعتناق مادونا للروحانية اليهودية يساعد في ايصال الديانة اليهودية الى جمهور الشباب اليهود المنصرف عن الممارسة الدينية ولكن بغض النظر عن مثل هذه الفوائد على المدى القصير فإن تشويه الديانة واعتماد وسائل الاعلان التجاري المعتمد على اسماء المشاهير ووجوه النساء الجميلات لا يمكن ان يخدم اليهود. فقد ظل يهود »الكابالا« على مر القرون يحافظون بشدة على تعاليم مذهبهم ويعارضون اي كشف عنها او تداولها بين الاخرين. وها هو دخول مادونا و »مركز الكابالا« الى الساحة الدعائىة يوضح الاسباب التاريخية التي دفعتهم الى ذلك الحرص.0 \r\n \r\n عن: »لوس انجلوس تايمز«