برواتب مجزية| «العمل» تعلن 1810 وظائف للشباب في شركات القطاع الخاص    رئيس قطاع التعليم: 40 ألف طالب سجلوا لاختبارات القدرات حتى مساء 17 يوليو    أول تعليق من عبد السند يمامة حول ذكر «الوفد» في القرآن الكريم    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد إبراهيم الدسوقي بكفر الشيخ    الوطنية للانتخابات تعلن القائمة النهائية لمرشحي مجلس الشيوخ 2025 اليوم    الأنبا إنيانوس يرسم شمامسة جدد للخدمة في إيبارشية بني مزار    المالية: الإيرادات الضريبية تزيد بنسبة 35% خلال العام الماضى دون أعباء جديدة    ننشر سعر الجنيه الذهب اليوم الجمعة 18 يوليو بعد ارتفاعه    خبراء: الحوافز الضريبية تحول مصر إلى 3 أكبر منتج في العالم للحرير الطبيعي    ضبط مخزن يعيد تدوير زيوت طعام فاسدة لطرحها بالأسواق في أسيوط (صور)    مجلس الوزراء: إعلانات طرح وحدات سكنية بالإيجار التمليكى مزيفة ووهمية    بزيادة 5.25 جنيه.. الشرقية للدخان ترفع رسميا أسعار السجائر الشعبية    الخارجية الأمريكية: لم نؤيد الضربات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا    القاهرة الإخبارية: القوات السورية تستعد لدخول حى المقوس شمال شرق السويداء    اتصالات مكثفة لوزير الخارجية لخفض التصعيد بالمنطقة    وزير الخارجية يواصل اتصالاته المكثفة لخفض التصعيد بالمنطقة    زلزال بقوة 4.6 درجة على مقياس ريختر يضرب محافظة سمنان الإيرانية    وزير الدفاع البريطانى السابق يدافع عن استخدام القضاء لمنع كشف تسريب بيانات    صفقة الزمالك المنتظرة تخضع للكشف الطبي    حكمان مصريان في أمم إفريقيا للمحليين    نصر أبو الحسن وعلاء عبد العال يقدمون واجب العزاء في وفاة ميمي عبد الرازق (صور)    «مليار دولار».. تفاصيل عرض سعودي لضم فينيسيوس إلى عملاق جدة    ضبط المتهم بقيادة دراجة نارية عكس الاتجاه واعتراض شرطي بالقليوبية| فيديو    «الأرصاد» تعلن حالة الطقس غدًا السبت 19 يوليو| إنفوجراف    ضبط 118379 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    الداخلية: ضبط مخدرات وأسلحة بقيمة 50 مليون جنيه| صور    شهادات ووظائف وهمية.. ضبط شخص أنشأ كيانًا تعليميًا وهميًا بالقاهرة    مشيرة إسماعيل ترد على انتقادات عدم الرفق بالحيوان    الرواية الفلسطينية وجيل ما بعد الانتفاضتين    نانسي عجرم تطرح ألبومها الجديد "Nancy 11" يعكس رحلتها الفنية    6 أبراج شخصيتهم تؤهلهم للعمل بالهندسة.. هل أنت منهم؟    الإسكان: تسليم أول موقع لمشروع "المقهى الثقافى" بمدينة العلمين الجديدة    ب عروض لفرقة التنورة.. انطلاق الموسم الخامس من مهرجان صيف بلدنا بمطروح (صور)    الأحد.. فؤاد ومنيب بين الكلاسيكية والمعاصرة في الأوبرا    ما الحكمة من مشروعية صلاة الجمعة في جماعة؟.. الإفتاء توضح    نائب وزير الصحة يتفقد المنشآت الصحية بمحافظة مطروح ويوجه بتعزيز الخدمات    الرعاية الصحية وهواوي تطلقان أول تطبيق ميداني لتقنيات الجيل الخامس بمجمع السويس الطبي    الكشف المجاني على 480 مواطنا بقافلة قريتي الروضة ببئر العبد والميدان بالعريش    استمرار إصلاح كسر خط مياه لإعادة الحركة المرورية لمحور الأوتوستراد    عبر من مكان غير شرعي.. تفاصيل مصرع فلاح وحماره صدمهما قطار بالبدرشين    مانديلا العرب ينال حريته.. فرنسا تفرج عن جورج عبد الله.. اعرف قصته    استقرار أسعار النفط الجمعة..وخام برنت يسجل 69.48 دولار للبرميل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 18-7-2025 في محافظة قنا    الأهلي يغادر القاهرة لبدء معسكر تونس    "كل ابن آدم خطاء".. مروان حمدي يعتذر لجماهير الإسماعيلي    وزيرة البيئة من نيروبي: أفريقيا قادرة على ريادة التنمية المستدامة بالتكامل والالتزام متعدد الأطراف    رئيس جامعة قناة السويس يُعلن اعتماد وحدة السكتة الدماغية كمركز دولي من "WSO" العالمية    دماء جباليا.. الاحتلال يصعّد هجماته وسقوط 14 شهيدًا منذ الفجر في غزة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فشكراً أشرف!?    رابط تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. قائمة كاملة بالكليات والمعاهد المتاحة لطلاب دبلوم صنابع    موعد إعلان نتيجة الثانوية العامة 2025 برقم الجلوس عبر الموقع الرسمي للوزارة    الهاني سليمان: الأهلي لا تضمنه حتى تدخل غرف الملابس.. والزمالك أحيانا يرمي "الفوطة"    أبرزها حبس رجال الأعمال.. وزير العمل يوضح كيف اعترض النواب على قانون العمل الجديد    هل تعد المرأة زانية إذا خلعت زوجها؟ د. سعد الهلالي يحسم الجدل    عم الأطفال الخمسة المتوفين بالمنيا: الطفل يكون طبيعيا 100%.. ويموت خلال ساعة من ظهور الأعراض    «حزب الوفد مذكور في القرآن».. مظهر شاهين يهاجم يمامة: كتاب الله ليس وسيلة للدعاية    «لمصلحة الفريق».. الهاني سليمان يرد على هجوم البعض بسبب تضيعه للوقت    حان وقت الانتهاء من المهام المؤجلة.. برج العقرب اليوم 18 يوليو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرشحان يستغلان الحملات الإعلانية لتغيير مسار الانتخابات الأميركية
نشر في التغيير يوم 14 - 09 - 2004


\r\n
حيث اظهر موهبة رائعة وفذة في هذا المجال الذي يعد موازياً للمجال السينمائي وتقدم من خلاله الرسالة التي في النهاية يحاول اي فيلم تقديمها.وتمثل الاعلانات التلفزيونية عملاً هامشياً مربحاً يتمتع موريس به بشدة. ولقد قام موريس باخراج اعلانات ناجحة لعدد من الشركات ذات العلامات التجارية المعروفة مثل ميلر هاي لايف، واديداس، وفولكس فاجن.
\r\n
\r\n
ومنذ سنوات قليلة اخرج موريس الحملة الشهيرة لشركة ابل المعروفة باسم «سويتش»، والتي تكونت من صور فلمية موجزة عن اناس حقيقيين تركوا العمل بأجهزة الحاسوب الشخصية واتجهوا لاستخدام اجهزة ماكنتوش. وبينما لم يسبق له قط وان عمل في مجال الدعاية الانتخابية، فإن موريس قرر هذا العام اخراج سلسلة من الاعلانات السياسية الوثائقية تصور المنقلبين على جورج بوش من الجمهوريين، اي هؤلاء الذين صوتوا لبوش في العام 2000 ولكنهم سوف ينتخبون كيري هذا العام.
\r\n
\r\n
وفي واقع الأمر، فإن موريس، الذي يسكن في منطقة كامبريدج بولاية ماساشوسيتس، لا يعرف أياً من هؤلاء الاشخاص الذين تحولوا لدعم كيري، ولكن استطلاعات الرأي، على حد قوله لي: «قالت انهم هناك يعيشون في اميركا وانا مهتم بشدة بما سوف يقوله هؤلاء». فعلى الرغم من كل شيء فإنه من المتوقع ان تعتمد نتيجة تلك الانتخابات بشكل كبير على اصوات الناخبين الذين غيروا اتجاهاتهم .
\r\n
\r\n
وبالتالي، على حد قول موريس، فإن «تلك الاعلانات هي احد السبل للتحدث اليهم». فالأمر ليس له علاقة بمنظمي استطلاعات رأي يتحدثون من خلال ممثلين، وليس له علاقة بديمقراطيين قدامى يتحدثون الى انفسهم او يرهبون الجمهوريين. بل ان الامر يدور حول جمهوريين فكروا بعمق وقرر كثيرون منهم ان يظلوا جمهوريين وقالوا انهم ليسوا هم الذين تخلوا عن بوش ولكن بوش هو الذي تخلى عنهم وتخلى عن الحزب الجمهوري الذي ايدوه طوال كل تلك السنوات. فالأمر ينطوي على رسالة قوية للغاية.
\r\n
\r\n
ويعلم موريس ماذا يريد هو من تلك الاعلانات وما هو الشكل الذي يجب ان تبدو عليه. فهو يقوم بالتقاطها من خلال اداة من بنات افكاره تقوم على استخدام مرايا ازدواجية تعرض الوجه الخاص به عبر عدسة الكاميرا اثناء قيامه بمحادثة ولقاء الاشخاص الذين سيعقد مقابلات معهم وذلك حتى يمكن ان يصوّر ضيوفه وهم يتحدثون اليه واعينهم مواجهة لعينيه.
\r\n
\r\n
ويظهرون بشكل مباشر ومستقيم بأقصى درجة ممكنة. ولن يكون هناك اي موسيقى تصويرية او خلفيات، بل فقط «لباقة المواطنين العاديين» العفوية، غير المجهزة بشكل مسبق، على خلفية بيضاء خالية من اي ظلال.
\r\n
\r\n
فالأمر سيكون عبارة عن «اميركيين يتحدثون الى اميركيين اخرين بعبارات عادية وعامة يعبرون من خلالها عن معتقداتهم وآمالهم في المستقبل» وذلك حول انتخابات «سوف تحدد كيف سيرى العالم اميركا وتحدد ايضاً، وهو الامر المهم بالنسبة لنا جميعاً، ماذا تعني اميركا بالنسبة لنا. «على حد تعبيره. وقد اراد موريس ان يصنع تلك الاعلانات لصالح حملة كيري.
\r\n
\r\n
وتخيل انه سوف يعقد لقاءً مع المرشح الجمهوري من خلال تلك التقنية التصويرية التي اخترعها بنفسه. وقال موريس: «اتصور انه يمكنني ان اقربه من الناس بشكل اكبر. فمن اجل حل مشكلة ان بوش يمكن ان يرى على انه قائد الشعب، وان كيري يرى على انه رجل استقراطي بعيد عن الاميركيين، اتخيل انني سوف اصوّر كيري بالطريقة نفسها التي صورت بها الاشخاص الاخرين الذين ظهروا في الاعلان. فأنا سوف اضعه بين الناس على أنه واحد منهم، فهو سيبدو كرجل الشعب الذي يتحدث مع بقية الاميركيين».
\r\n
\r\n
ومنذ بدء ظهور استخدام الاعلانات التلفزيونية في الانتخابات الرئاسية من 1952، فإن صور الناخبين العاديين التي عادة ما يتم التقاطها لممثلين في المجال السينمائي يتم استخدامها لدعم قضايا السياسيين بطرق عديدة. ففي 1976 هاجم جير الد فورد جيمي كارتر عن طريق سلسلة من الاعلانات التجارية حملت اسم «الانسان في الشارع».
\r\n
\r\n
والتي كانت تتضمن اناسا من جورجيا يقولون انهم يريدون التصويت من اجل حاكمهم ولكن كارتر لا يصلح لان يكون رئيسا. وقد تم تصوير اخرين من اماكن اخرى في الدولة وهم يتحدثون بمودة عن فورد ويشهدون على اهليته وجدارته بالرئاسة. وعلى الرغم من خسارة فورد للانتخابات، الا ان تلك الاعلانات كان لها الفضل في رفع درجة التأييد له اثناء الاشهر الاخيرة التي سبقت عملية التصويت .
\r\n
\r\n
وتعتبر كاثلين هول جاميسون مديرة مركز انينبيرغ للسياسة الجماهيرية في جامعة بنسلفانيا تعتبر ان تلك الاعلانات التي قامت بها حملة فورد كانت اكثر الاعلانات التي شهدتها الانتخابات الرئاسية تأثيرا فيما صورته من «اناس حقيقيين» غير انها قالت له بعد ذلك ان اكثر الاعمال جاذبة في هذا المجال قد انتج في 1964 وذلك عندما صممت حملة الرئيس ليندون جونسون اعلانا يحمل اسم «اعترافات جمهوري».
\r\n
\r\n
تقول جاميسون «لقد صور الاعلان عن طريق ممثل وكان هناك سيناريو موضوع بشكل مسبق، ولكنك لم تكن تشعر بذلك. لقد كان هو في الاستوديو وكان يجلس على كرسي وكان يدخن وكان يتحدث عن قصة كونه جمهوريا طوال حياته. لقد كان الامر بمثابة حديث الضمير، فهو جمهوري ولكن المرشح الجمهوري الذي كان باري غولدواتر لم يكن يمثل ما يريد هو ان يؤيده.
\r\n
\r\n
وكان يفكر في المؤتمر الخاص بالحزب وكيف كان الحاضرون للمؤتمر اناساً على غير شاكلته، وكان قلقاً بشأن تصريحات غولد واتر حول الاسلحة النووية التكتيكية وما هي نوعية الشخص الذي يتحدث بهذه التصريحات ونوعية الرئيس التي سيكون هذا المرشح عليها اذا انتخب». في احدى المراحل الخاصة بذلك الاعلان سيبدي الشخص الممثل للاعلان ملاحظة حول غوالدواتر يقول فيها:
\r\n
\r\n
«افهم الآن معنى ما يقوله بعبارته «خوف جبان من الموت يجتاح اميركا» فماذا من المفترض ان تعنيه تلك العبارة؟ فإذا كان هذا يعني ان الشعب لا يريد ان يخوض حربا نووية فهو على صواب. انا لا اعتقد».
\r\n
\r\n
ويستمر الاعلان الى اكثر من 4 دقائق وهو امر بالفعل يثير الدهشة علماً بأن المدة التقليدية التي عليها الاعلان الآن لا تزيد على 30 ثانية. تقول جاميسون «اربع دقائق كانت غاية في الاتقان والفعالية» وحدث بعد ذلك ان انتصر جونسون على غولدواتر محققا فوزاً كاسحاً على الجمهوريين.
\r\n
\r\n
تقول جاميسون «لقد كان الامر يمثل جزءاً كبيراً من الاستراتيجية المرسومة والمتمثلة في اقناع الجمهوريين بأن غولدواتر ليس هو المرشح الجمهوري الذي يمكنهم التصويت من اجله وأنهم يمكنهم التصويت لجونسون بدلا منه. فالممثل اثناء الدقائق الاربع سار بالمشاهد الى داخل عملية من التحول الذهني».
\r\n
\r\n
وأثناء انتخابات هذا العام تحاول حملة كيري مخاطبة الناخبين بالطريقة نفسها التي خاطبت بها حملة جونسون الاميركيين وذلك من خلال رسالة معتدلة تحمل معاني القوة والتفاؤل وتصور بوش على أنه منشق متطرف يخرج عن الاتجاه المحافظ لقاعدة الجمهوريين وتنسجم تلك الاعلانات التي اقترح مورسي تصميمها لصالح كيري مع تلك المعالجة.
\r\n
\r\n
وقد عبر المسئولون عن حملة كيري اهتمامهم الشديد باقتراحات مورسي. غير انه اثناء سباق انتخابي متقارب كهذا فإن المرشحين يميلون لان يكونوا حريصين وتقليديين بشكل كبير. قال لي اريك كورش، احد المنتجين الذين يعملون مع مورسي: «اذا كنت تصنع اعلاناً لكويكير اوش او تايلينول او ما شابه، فإن هناك حدوداً تعمل في اطارها ولكنك لا تكون قلقاً بشكل حقيقي بشأن اهانة او تجريح اي شخص.
\r\n
\r\n
ولكن فيما يتعلق بالاعلانات السياسية فإنك بمجرد ان تنتهي من عمل اي اعلان فإن الامر يبدو وكأن رد فعل اي شخص سيشاهد الاعلان سيكون «آه يا إلهي، هذا الاعلان سيغضب عددا كبيرا من الناس، فانت تصبح قلقا بشأن ما يقلق منه السياسيون، وهنا يتولد نشاط نفسي كابح لنشاط آخر».
\r\n
\r\n
ان الهدف الأكثر الحاحا والذي يود كيري تحقيقه من خلال حملته الاعلانية هو تقديم اوراق اعتماده الرئاسية في وقت حرب ووقت أزمة سياسية، وقام لذلك بشن حملة تلفزيونية ترفع من شأنه بين الشعب، تاركا الهجوم على الطرف الآخر للجماعات السياسية المستقلة.
\r\n
\r\n
تلك الجماعات والمنظمات تعرف باسم «527»، وهو الاسم المقتبس من الفقرة «527» من قانون الايرادات الداخلية، و هي الفقرة التي تسمح لها بالتمتع بوضع غير ربحي في الوقت الذي تقوم فيه بتصميم اعلانات حزبية طالما انه لا يوجد تنسيق بينها وبين الاحزاب او المرشحين الذين تستهدفهم تلك الحملات.
\r\n
\r\n
وبعد اشهر من المناقشات غير المثمرة مع حملة كيري حول اعلاناته، خلص موريس الى ان «تأجيل» الحملة يعني عدم القيام بها على الاطلاق، فما كان منه الا ان اخذ الفكرة واتجه بها الى ويس بويد، احد مؤسسي احدى انجح جماعات «527» وهي منظمة «موف اون».
\r\n
\r\n
ولقد كان للحملات الاعلانية التي قامت بها جماعات مستقلة ناشطة في الماضي اثر على الانتخابات الرئاسية الاميركية، لا سيما انتخابات 1998، وذلك عندما صممت اللجنة الوطنية للعمل السياسي الاجتماعي اليمينية اعلان ويلي هورتون الشهير الذي ساعد جورج بوش الاب على تدمير منافسه مايكل دوكاكيس.
\r\n
\r\n
غيرانه في خضم العملية الانتخابية الحالية، يظهر ان الديمقراطيين اكثر عدوانية بشكل عام في الاستفادة واستغلال ثغرة «527»، بجانب براعتهم في استغلال الانترنت كتنظيم سياسي ووسيلة لجمع التبرعات وتعبئة الناخبين ايضا.
\r\n
\r\n
ولقد كانت منظمة «موف اون» متفردة فيما حققته من نجاح على الانترنت في هذا الصدد. ففي أواخر العام الماضي اشرفت «موف اون» على مسابقة اعلانية حملت اسم «بوش في 30 ثانية» اجتذبت ألوفاً من المشاركين وقد تضمنت المسابقة جزءا عرف باسم «لعبة الاطفال» صور خلاله اطفال صغار يقومون بوظائف وضيعة مرهقة من اجل تعويض عجز الميزانية الذي تسبب فيه بوش، وقد ذاع صيت تلك المسابقة عندما رفضت قناة «سي بي اس» اذاعتها في احدى المناسبات.
\r\n
\r\n
ويتسبب اشتراك «موف اون» في السياسة في احداث تفاعل سريع واستثنائي بين المنظمة وقاعدة الناشطين الخاصة بها وفي اوائل اغسطس الماضي عندما اراد بويد اقامة برنامج تبلغ قيمته خمسة ملايين دولار لاستقطاب متطوعين لمراقبة استطلاعات الرأي اثناء يوم الانتخاب في الولايات التي يحتدم فيها الصراع، قام هو بارسال خطاب الكتروني الى قائمة مؤيديه التي تحتوي على مليوني ونصف المليون شخص، يطالبهم بالتصويت لصالح الفكرة وذلك بوعدهم بتخصيص مليون دولار لهم.
\r\n
\r\n
وقال لي بويد: «خلال 24 ساعة جاء الينا 3,1 مليون شخص» واضاف بويد ان تلك الصلة بقاعدة الناخبين الاساسية جعلته يهتم ويقدر فكرة حملة موريس الاعلانية، وقال: «لقد كنا نبحث لوقت طويل عن طريقة تصمم من خلال اعلانات لاناس حقيقيين وذلك لاننا نرى انفسنا كأحد افراد حزب الشعب الاميركي وكعناصر تحاول توسيع اصوات اعضائنا ولذلك تمسكت بالفكرة وتبنيتها على الفور».
\r\n
\r\n
وفي الاول من يوليو الماضي ارسلت «موف اون» رسالة الكترونية واستبياناً يطلبان «اصواتا اميركية صادقة ملتزمة بالتغيير» للمشاركة في حملة موريس ولم توضح المنظمة بشكل صريح ان موريس كان يبحث عن جمهوريين قرروا عدم التصويت لبوش ولكن الاستبيان كان مصمما بذكاء شديد يجعل من السهولة معرفة الاشخاص الذين قرروا التخلي عن تأييد بوش والتصويت من اجل كيري .
\r\n
\r\n
ومن اصل 20 ألف رد تلقتها «موف اون» كان هناك على الاقل 500 رد يتماشى مع المعايير الموضوعة من قبل المنظمة لاختيار من يمكنه المشاركة في حملة موريس وبعد ذلك بأسبوعين عندما بدأ التصوير في استوديو بضاحية بوسطن في مدينة كانتون تمت تصفية هذا العدد ليصبح 41 رجلا وامرأة من 21 ولاية تم وضعهم جميعا امام موريس وجهازه بمعدل عشرة كل يوم لعقد لقاء مع كل منهم وكان اللقاء يستغرق حوالي ساعة تقريبا.
\r\n
\r\n
واثناء فترة استراحة خلال اليوم الثاني للتصوير وقف موريس وبيده فنجان قهوة مصنوع من الورق واخذ في دراسة لوحة تحمل صور الاشخاص الذين عقد معهم مقابلات في اليوم الاول وهنا اشار موريس الى امرأة تدعى كيم ميكلنبرغ وقال: «انها استشارية مالية تقوم بتقديم النصح لكثير من الجمهوريين وقالت انها اعتقدت انها بصنعها واشتراكها في مثل ذلك الإعلان قد تفقد نسبة كبيرة من عملائها وفي اللحظة التي قفزت الى ذهنها تلك الفكرة ادركت انها عليها ان تقوم بالاعلان.
\r\n
\r\n
وذلك لان هذه هي اميركا وان التفكير بهذا الاسلوب لا يقبل النقاش في بلد ديمقراطي ثم اشار الي رجل وقال: «هذا الرجل كان يكسب 180 ألف دولار في السنة والآن يكسب 8 دولارات في الساعة» وكان هناك عضوان من جماعة «الدبلوماسيين والقادة الحزبيين من أجل التغيير». أما الأول فهو وليام هاروب، وهو دبلوماسي سبق له العمل كسفير لدى إسرائيل وزائير.
\r\n
\r\n
وقال هذا الرجل إلى موريس انه قضى حياته وهو يحاول الابتعاد عن السياسية والاخبار والأجواء الحزبية، وكيف ان مشاركته في حملة موريس تُظهر مدى ندمه الشديد على تصويته لصالح بوش في السابق، وانه الآن نحى دوافعه جانباً من أجل الاشتراك في اعلان سياسي. الرجل الثاني هو جورج موسى، وهو مساعد وزير خارجية سابق للشئون الافريقية.
\r\n
\r\n
وقال لي مورسي ان هذا الرجل «كان يتحدث عن صور سجن أبو غريب وسألته ماذا تعني تلك الصور بالنسبة له، فقال انها تعنى لي اننا مثل أي دولة اخرى، وكانت هناك تلك اللحظة التي يمكنك ان ترى فيها الحزن والأسى على وجهه».
\r\n
\r\n
روند نيكس هي امرأة شقراء في السادسة والثلاثين من عمرها وتقضي ساعات عملها في اصلاح أجهزة الطباعة وتزويدها بالحبر مما يجعل يدها دائماً ملطخة بالألوان، وتعمل نيكس في سزيفبورت بولاية لويزيانا، ويملك والدا زوجها الشركة التي تعمل بها، وهي شركة تحقق أرباحاً هائلة «ومن بين عملائها شركة هاليبرتون».
\r\n
\r\n
وعندما علم والد زوجها بأنها ذاهبة إلى بوسطن لتصوير اعلان سياسي لصالح «موف اون»، اتصل بها قائلاً انه لا يريد منها ان تعمل معه بعد ذلك. قال لها مورسي: «حدثيني عن هذا الأمر. فقالت نيكس: «انه لديه طابع خاص فهو اميركي جنوبي. فالناس في المنطقة التي اتحدر منها اما بروتستانت جنوبيون أو جمهوريون. فالناس هناك متحجرو التفكير».ووجهة نظر والد زوجها هي اننا لدينا رئيس مسيحي من تكساس وعلينا ان نُبقي على الأمر بهذه الصورة.
\r\n
\r\n
على الرغم من ان نيكس قالت ان هذا الرأي لا يروق لها إلا انها لم تلمه بشكل محدد، وشأن الاخرين تعلم نيكس انها كانت من كبار مؤيدي بوش في انتخابات 2000 وانها شعرت في الحادي عشر من سبتمبر 2001، كما قالت انه سيعتني بنا وسيعتني بأميركا، ولكنها وجدت نفسها أيضاً تتساءل لماذا يكرهنا الناس هكذا؟
\r\n
\r\n
لقد تسببت أحداث الحادي عشر من سبتمبر في جعل نيكس تشعر بضخامة جهلها بالسياسة، وقالت: «أنا لم أعرف أي شيء عن الديمقراطية، بل انني لست متأكدة ما إذا كنت اعرف أن اتهجى لفظ (ديمقراطية) بشكل سليم أم لا» وقررت نيكس ان الشيء الوطني الذي بوسعها فعله هو ان تتزود بمعلومات عن أميركا وعن العالم الأوسع، وعندما تحول بحث الإدارة عن أسامة بن لادن إلى وسيلة لتمهيد الطريق أمام حرب العراق، شعرت نيكس بأنها خُدعت. تقول نيكس:
\r\n
\r\n
«لقد استغلوا خوفنا من أحداث الحادي عشر من سبتمبر وصرفوا انتباهنا إلى صدام حسين وإلى الوضع في العراق في الوقت الذي لم تكن فيه هناك أي مؤشرات تدعو إلى ذلك».. وبعد ذلك، على حد قولها «تغيرت وجهتي السياسية تماماً وأدركت أنني كنت ديمقراطية».
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.