هل يفعل ماكين (أي شيء) من أجل تحقيق الفوز؟ هارولد فورد على الرغم من أن بيتنا الاقتصادي الوطني يتعرض للحريق، لم يكشف جون ماكين مقترحات لإطفاء الحرائق المالية المندلعة حالياً في الولاياتالمتحدة. وبدلاً من ذلك، يواصل ماكين مساعيه الرامية للوصول إلى سدة الرئاسة عبر تبني طرق وضيعة، ودأب ماكين ومساعدوه على مهاجمة باراك أوباما بشكل قاسي وشخصي. ومن الصعب تصديق أن هذا هو نفس الشخص الذي قال في عام 2004 معلقاً على الهجمات الخاطفة التي كانت موجهة ضد جون كيري: "أنا متأسف بشدة لهذا النوع من السياسات. وأعتقد بأن هذه الإعلانات الهجومية غير أمينة وغير محترمة". وبعد خسارة ماكين لترشيح الحزب الجمهوري أمام بوش في عام 2000، أعلن المرشح الجمهوري الحالي بأن هناك "مكان مخصوص في النار" لموظفي حملة بوش الانتخابية التي شنوا حملة تشهير ضده. ومن خلال تبنيه نفس التوجه ضد أوباما، يقلل ماكين من سمعته ويثير عدة أسئلة حول التزامه بالعدالة والاحترام. وأنا أعرف أن جون ماكين رجل شجاع ومحترم. وتدل قدرته عل تحمل التعذيب الذي تعرض له على أيدي معتقليه السابقين في فيتنام الشمالية على قوته وروحه الإنسانية. ولكن في ظل اشتياق الأميركيين لرئيس يقودهم بشجاعة إلى مستقبل غير معلوم، يبدو أن ماكين يتخلى عن عقيدته القائمة على الإهتمام بالدولة في المقام الأول. وبينما أشعر بالإحباط إزاء موقف ماكين، فإنني لا أشعر بالدهشة. وعندما ترشحت لعضوية مجلس الشيوخ في انتخابات عام 2006، وجد منافسي بوب كوركر نفسه أيضاً متخلفاً في إنتخابات شهر أكتوبر؛ حيث شنت حملته والحملة الوطنية الجمهورية سلسلة من الإعلانات الكاذبة عن شخصيته التي وصوفوها بأنها شريرة، وكانت هذه الإعلانات تشتمل على الإعلان الشهير "إتصل بي"، التي كانت تنظر فيه إمرأة بيضاء إلى الكاميرا وتقول: "هارولد، اتصل بي". وقد أكدت كل المؤسسات الإخبارية الكبرى وجماعات فحص الإعلانات أن هذا الإعلان يمثل تشهيراً بشخصي وإعتبروه تجاوزاً خطيراً. ولكن هذا لم يوقف جون ماكين عن القدوم إلى ولاية تينيسي وإدارة حملة لمنافسي أثناء عرض إعلان "اتصل بي" وتم إذاعة إعلانات التشهير الأخرى في هذه الولاية. ولم يتحدث ماكين في مرة من المرات ضد هذا الإعلان كما فعل في التشهير الذي تم بحق جون كيري. وفي الحقيقة، كان المدير الوحيد الذي وظفه ماكين لهذا الغرض في حملته الرئاسية لعام 2008 هو تيري نيلسونن الشخص الذي أنتج إعلان "إتصل بي". ويمتلك نيلسون تاريخاً من ممارسة سياسات الضرب تحت الحزام لدرجة أن لي لوكوتشا، أحد أقوى أنصار ماكين طرح هذا السؤال في كتابه: "أين ذهب كل قادتنا؟ وماذا يمكن أن يقال عن جون ماكين بعد قراره بجعل هذا الشخص رئيساً للفريق المسئول عن حملته الإنتخابية؟". وقد تكون الانتخابات الحالية واحدة من أهم الإنتخابات التي جرت منذ فوز فرانكلين روزفلت بمنصب الرئاسة في عام 1932. وتخوض دولتنا حرباً في العراق وأفغانستان. ويتراجع الحلم الأميركي ويسقط بعيداً عن متناول ملايين الأسر. ونحن نواجه منافسة مكثفة من القوى الاقتصادية الصاعدة في آسيا. وبعد ثماني سنوات من القيادة الفاشلة للرئيس بوش ونائبه ديك تشيني، تعرضت صورتنا وموقفنا حول العالم للعطب. وتعرضت الموازنة الأميركية للإرهاق بفعل تكاليف الحرب، وتسبب نظام التعليم الأميركي العام في إضعاف أطفالنا وإفشالهم. ويتعين على جون ماكين أن يتخذ خياره خلال الثلاثة أسابيع والنصف القادمة. فهل سيخضع لنزواته الأساسية ويأخذ الولاياتالمتحدة في طريق تشوبه حملات التشهير والهجمات الشخصية؟ أم هل يركز على المستقبل بأحاديث صريحة وأفكار هامة؟ وتستحق الولاياتالمتحدة الحصول على حلول لمشاكلها؛ فأين هي خطط ماكين لإستبدال 750 ألف وظيفة عمل إختفت منذ بدء الحرب، وأين خططه التي يمكنها وقف أزمة الإنهيار المالي ومساعدة الأسر التي تتعرض لضربات موجعة بفعل إرتفاع أسعار الغاز والغذاء وتكاليف الرعاية الصحية؟ نشر في صحيفة " واشنطن بوست " ونقلته صحيفة " الوطن " العمانية 14/10/2008