ولكن الطريق الذي يمتد امامنا طريق واضح. وخلال معظم القرن الماضي أدركت صربيا ان الشراكة القوية مع أميركا مصلحة قومية حيوية. وجئت لواشنطن بعد اسبوع من تنصيبي برسالة بسيطة: نحن مستعدون لأن نأخذ مجددا مكاننا في مجموعة الديمقراطيات الغربية. \r\n ونعتبر التعاون الكامل مع محكمة العدل الدولية في لاهاي في مصلحتنا القومية. وقد انقضى وقت كاف لكي يتحمل الأفراد المذنبون من جميع الأطراف المسؤولية عن الجرائم التي اقترفوها. وقد أدى فوزي الى تعزيز الإجماع السياسي لتقديم مجرم الحرب راتكو ملاديتش والهاربين الآخرين الى العدالة. واذا كان ملاديتش في صربيا فاننا سنلقي القبض عليه. \r\n ولن تخفق صربيا في تعهداتها الدولية. وأوضح أصدقاء صربيا في واشنطن ، وعلى نحو لا لبس فيه ، أن حل مشكلة لاهاي سيفتح الباب الى بنى أوروبية أطلسية. وتسعى صربيا الى استعادة المكانة التي تستحقها في الغرب من أجل أن نعيد تأكيد التزامنا الصريح بالقيم التي نتشارك فيها جميعا لنستطيع معا أن نهزم أعداءنا المشتركين: الإرهاب واسلحة الدمار الشامل والاعتداءات الاقليمية والتطرف الاثني والديني وتجارة الأسلحة غير المشروعة وتهريب المخدرات والبشر. ان عناصر هؤلاء الأعداء المشتركين للغرب حاضرة اليوم في اقليم كوسوفو الصربي الذي يديره المجتمع الدولي منذ نهاية الحرب في يونيو 1999 . \r\n والى ذلك وعندما كنت وزيرا للدفاع أكدت أن جيش صربيا لم يحول الأزمة الى نزاع. وبدلا من ذلك طلبت أن يأمر صديقي الأدميرال الأميركي غريغوري جونسون ، قائد قوات تحالف الأطلسي لجنوب أوروبا ، بتعزيزات أمنية دولية لكوسوفو لوضع نهاية لبرنامج أعدته إثنيات وهو حافل بالتجاوزات. وبعد الحادي عشر من سبتمبر لم نستطع تحمل أي مكافأة سياسية لعنف منظم من أي نوع كان ، سواء ظهر في مانهاتن أو مدريد أو المناطق الصربية في كوسوفو. \r\n وتبنيت مبادئ خطة بلغراد للامركزية في كوسوفو ، وقد أقرت بالاجماع من جانب البرلمان الصربي. وتحترم هذه الخطة «الحكم الذاتي الحقيقي» لكوسوفو الذي جرت الدعوة اليه في قرار مجلس الأمن المرقم 1244 بينما جرى تقديم صيغة «الاستقلال داخل الاستقلال» الضرورية لصرب كوسوفو للحفاظ على أسلوب حياتهم ودينهم المسيحي. \r\n وتلتزم صربيا بحل سياسي للوضع في كوسوفو وستعمل على نحو بناء مع مجموعة الاتصال وألبان كوسوفو من أجل تحقيق سلام دائم وعادل للاقليم الجنوبي. ولكن يجب أولا تحميل المسؤولية لأولئك الذين أمروا بالهجمات على الصرب وأماكنهم المقدسة في كوسوفو ، فيما يجب السماح لما يزيد على 200 ألف من صرب كوسوفو من المهجرين داخل بلادهم بالعودة الى بيوتهم. وكمنشق كافحت الشيوعية ، وكسياسي معارض كافحت الطغيان ، وكرئيس لصربيا سأكافح من أجل المساواة في الفرص لجميع مواطني صربيا بغض النظر عن انتماءاتهم الاثنية والدينية. وهذا الأمر يواجه صعوبة بسبب ارث ميلوسيفيتش في الفساد باسم القومية، حيث كان العمل الدؤوب. وفي نهاية ولايتي التي تستمر خمس سنوات ستكون صربيا متحررة من هذا العقاب. \r\n وكان حجر الزاوية في حملتي ان مستقبل صربيا لا ينفصل عن نمو اقتصادها. ان ثقة الصرب بأنفسهم واصلاحات القانون التجاري التي شرعت من جانب الائتلاف الحاكم لحلفائي الديمقراطيين تضع أساسا راسخا للرفاه الاقتصادي ولطبقة وسطى قوية. \r\n \r\n * رئيس صربيا \r\n خدمة «واشنطن بوست» خاص ب«الشرق الأوسط» \r\n