تبدا الثلاثاء محاكمة غوران هادجيتش المسؤول الصربي الكرواتي السابق خلال حرب كرواتيا (1991-1995) التي تشكل اخر قضية تنظر بها المحكمة الجنائية الدولية لجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة. وهادجيتش (54 سنة) كان من شباط/فبراير 1992 الى كانون الاول/ديسمبر 1993 "الرئيس" العابر ل"جمهورية كرايينا الصربية" التي كانت تحتل ثلث اراضي كرواتيا. وهو يواجه 14 اتهاما بجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب ارتكبت خلال حرب كرواتيا من بينها مذبحة فوكوفار الشهيرة. ففي تشرين الثاني/نوفمبر 1991 لجأ 264 مدنيا من الكروات وغير الصرب الى مستشفى هذه المدينة الواقعة في شرق كرواتيا بعد سقوطها في ايدي القوات الصربية عقب حصار دام ثلاثة اشهر. وقد عثرت عليهم القوات الصربية التي قامت باعدامهم بعد ضربهم وتعذيبهم. ووضعت الجثث بعد ذلك في مقبرة جماعية وفقا لقرار الاتهام. والقي القبض على غوران هادجيتش في جبال شمال صربيا في تموز/يوليو 2011 اثناء محاولته بيع لوحة فنية للرسام موديلياني وذلك بعد سبع سنوات من البحث عنه وبعد شهرين تقريبا من اعتقال الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش. وكان هادجيتش اخر المتهمين ال161 المطلوبين امام المحكمة الجنائية لجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة. وقال مدعي المحكمة البلجيكي سيرج برامرتز لفرانس برس انها "اخر قضية تتعلق بجرائم الحرب التي ارتكبت في يوغوسلافيا السابقة في مطلع التسعينات خلال حرب الاستقلال الصربية في كرواتيا". واضاف في تصريح ادلى به في لاهاي، مقر المحكمة منذ انشائها العام 1993، انها "بداية نهاية عملية بالغة الاهمية". وتتهم المحكمة الجنائية لجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة هادجيتش خصوصا بالاشتراك في قتل المئات من المدنيين الكروات وترحيل عشرات الالاف من الكروات وغير الصرب في عملية تطهير عرقي لاقامة دولة صربية في كرواتيا. وقد عمل هادجيش، مدير المخازن السابق في مؤسسة زراعية الذي يعتبر بذلك اجتماعيا ادنى مستوى بكثير من رادوفان كارادجيتش او راتكو ملاديتش، على تحقيق هذا الهدف وخاصة بالتعاون مع الراحل زليكو رزناتوفيتش الملقب ب"اركان" زعيم ميليشيا "النمور" القومية المتعصبة والمعروف بتجاوزاته القاسية. وكان الهدف بعد ذلك ضم هذه الاراضي الى "دولة جديدة يهيمن عليها الصرب"، وفقا لقرار الاتهام. واخيرا تم حل جمهورية كرايينا الصربية المعلنة من جانب واحد في نهاية الحرب في كرواتيا. وينوي ممثل الادعاء استدعاء 89 شاهدا للاستماع الى اقوالهم خلال ال172 ساعة التي منحها له القضاة لتقديم ادلة الاثبات. لكن هذه المحاكمة قد تستغرق سنوات عدة. وغوران هادجيتش الذي ينفي عنه الجرائم التي نسبت اليه، كان من المقربين الاوفياء للرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الذي توفي في اذار/مارس 2006 في زنزانته في لاهاي حيث كان يحاكم بتهمة الابادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب.