\r\n وفي مقالها الافتتاحي كتبت صحيفة «ذي وول ستريت جورنال» تقول: «اي تحالف هذا؟ اذا كان هذا هو كل المساعدة التي يمكن لأميركا الحصول عليها من شركائها، فإنه ربما قد حان الوقت لاعادة النظر في اساس هذا التحالف». \r\n \r\n نعم، فعلاً ربما يكون قد حان الوقت لذلك. وبعد توضيح كيف ان المساهمات الالمانية الفرنسية شحيحة للغاية في مجال الأمن المشترك وكيف ان اوروبا هي التي تأخذ والعم سام هو الذي يعطي، خلصت الصحيفة الى الآتي: \r\n \r\n «خلال الستين عاماً الماضية سدد دافعو الضرائب الاميركيون معظم الفاتورة الخاصة بحماية اوروبا، وكان اخرها ارسال قوات لوقف حروب البلقان. وبشكل ما يبدو ان الاوروبيين يعتقدون ان الاميركيين سيواصلون فعل هذا الشيء لاجل غير مسمى وذلك بصرف النظر عن السلوك والاتجاه الاوروبي. انهم مخطئون بشكل كبير. \r\n \r\n يا لها من كلمات جميلة، غير ان الصحيفة تفتري الكذب، وشيراك واوروبا يعلمان هذا. \r\n \r\n فالقيادة العسكرية الاميركية لن تتوقف عن دعم الناتو. ويستمتع الجنرالات الاميركيون في بروكسل بلعب دور الحكام الاميركيين خارج اراضيهم بشكل مفرط. ومنذ ان هدد جون فوستر بالقيام ب «اعادة تقويم مؤلمة» للالتزام الاميركي نحو القارة منذ 50 عاماً، ادرك الاوروبيون ان التهديدات الاميركية تأتي كالعاصفة لتذهب ادراج الرياح. \r\n \r\n كيف يمكننا ان نعلم ان هذه الصحيفة مشتركة في تلك العاصفة؟ سؤال منطقي. فصحيفة «جورنال» تقود المحاولات الاميركية الخاصة بالتدخل في الشرق الأوسط لتلقين الديمقراطية للعالمين الاسلامي والعربي. وتقف الصحيفة وراء مفهوم الضربات الاستباقية والحروب الوقائية على الدول المارقة من اجل منعها من الحصول على اسلحة دمار شامل. \r\n \r\n منذ 15 عاماً، عندما سقط جدار برلين، حدث انقسام بين اكبر تحالف شيوعي استمر طيلة الحرب الباردة حول السياسة الخارجية للقارة. \r\n \r\n ووقتها قال البعض منا ما تقوله صحيفة «جورنال» الآن. \r\n \r\n ومع تهاوي اركان «امبراطورية الشر»، وفي ظل تحرر اوروبا الشرقية وعودة الجيش الاحمر إلى وطنه وتفكك الاتحاد السوفييتي إلى 15 دولة، لم تعد هناك حاجة إلى الناتو او إلى وجود عسكري ضخم لاميركا في اوروبا. لقد طلبنا من جورج بوش الاب ان يغلق قواعدنا في اوروبا ويعيد القوات الاميركية إلى الوطن، ويسلم الناتو إلى الاوروبيين. ولو كنا فعلنا هذا، لكانت اوروبا القديمة اليوم قارة اكثر قوة واكثر اعتماداً على نفسها. \r\n \r\n والاسباب التي قدمناها وقتها هي الاسباب التي تسوقها صحيفة «جورنال» اليوم. فبمجرد ان تعود القوات الاميركية إلى وطنها سوف يبدأ هؤلاء المعتمدون علينا في اوروبا في بناء قوات لحماية مصالحهم، ولن يفعلوا ذلك الا اذا عادت قواتنا. فهؤلاء سوف يصبحون قادة مهرة طالما تركناهم وشأنهم. \r\n \r\n واذا تخلت اميركا عن المادة الخامسة من معاهدة الناتو التي تنص على أن اي هجوم على دولة عضوة يعتبر هجوماً على كل الاعضاء، فإن اوروبا سوف تضطر إلى اعادة النظر في شئونها الامنية. وفي ضوء ان اوروبا تتمتع بالثراء نفسه الذي نتمتع به، وبها التعداد السكاني نفسه الموجود لدينا، ولديها مفاعلان نوويان فلماذا لا نتركهم وشأنهم، فحتى الاباء في مرحلة ما عليهم ان يتركوا ابناءهم يعتمدون على انفسهم ويسيرون على اقدامهم؟ \r\n \r\n حقيقي ان خفض عدد القوات الاميركية في اوروبا 300 ألف في 1990 إلى اقل من 100 ألف يوحي بأننا ندرك انه لا يوجد تهديد حقيقي للقارة يبرر هذا الوجود العسكري الكبير. وفيما يتعلق بروسيا ذات الميول الانتقامية، لماذا يمكن ان تقدم موسكو على اعادة احتلال اوروبا الشرقية التي تركتها لتوها بسبب التكاليف الباهظة المترتبة على بقاء القوات الروسية هناك؟ \r\n \r\n ان تسليم الناتو إلى الاوروبيين لن يعني التخلي عن اوروبا او يعني اتخاذ اميركا لسياسة انعزالية. فكل ما سوف تعنيه مثل تلك الخطوة هو اننا نعيد لانفسنا الحرية الكاملة في اتخاذ القرار الخاص واين سنحارب، وما اذا كنا سنحارب ام لا، ونترك هذا القرار الخطير لجيل سيكون عليه ان يقاتل، ولا نتركه لامثال دين انتيسون وجون فوستر دالاس، وغيرهم من رجال الدولة الذين رحلوا خلال الخمسين عاماً الماضية. \r\n \r\n ان التجربة المؤلمة في العراق تعيد البحث والنظر في مسألة من لديه الحق في شن الحرب.واذا تضمن هذا البحث هذا التساؤل الذي تأخر طرحه والخاص بمن هو المستفيد من التزام اميركا بالدفاع عن كل دولة في اوروبا، ومن هو الذي يدفع الثمن، ستكون وقتها على اول الطريق السليم. وفيما يتعلق بكتاب افتتاحية صحيفة «جورنال»، فإننا سوف نتشرف بحضورهم في الاجتماع المقبل ل «اميركا اولاً». \r\n \r\n \r\n «أنتي وور»