ان هذه العلاقة بين الشعب الأميركي والجيش الأميركي كانت المسؤولة عن الانسحاب الأميركي من فيتنام‚ كان الجيش هو جيش الشعب لأنه كان يتشكل من المجندين في خدمة العلم‚ \r\n \r\n خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية كان التجنيد يتم على أسس فاسدة‚ كان الفقراء هم من يخدمون أما الأغنياء وميسورو الحال من أمثال من يخدم في إدارة بوش حاليا فكان لديهم «اولويات أخرى»‚ كما كتب ديك تشيني نائب الرئيس يقول ذات مرة لم تستطع الطبقة السياسية وضع نهاية لحرب فيتنام حتى بعد ان أصبحت عبثية تلك الحرب واضحة للجميع لأن تلك الطبقة تم ابتزازها من قبل مؤيدي الحرب الذين قالوا ان الانسحاب سيظهر أميركا كعملاق لا حول له ولا قوة وانه سيؤدي الى انتعاش الانظمة الاستبدادية في جميع انحاء العالم وهو شيء صرح به الرئيس الراحل نيكسون‚ الولاياتالمتحدة عادت اليوم لتلك المفاهيم القديمة التي عفا عليها الزمن فيما يتعلق بالعراق‚ \r\n \r\n فالوضع القائم في العراق لا يرقى لتوقعات ووعود الإدارة الأميركية وهو شيء يزداد وضوحا مع مرور الوقت‚ داعمو هذه الحرب يقولون ان فك الارتباط مع العراق يعني «حزم الأمتعة والفرار» والديمقراطيون مجبرون على انكار وجود أي نية لديهم لحزم الأمتعة والفرار ابدا وهذا يعني ابقاء الحرب متأججة‚ وهو أمر لن يجعل الأمور افضل‚ \r\n \r\n مع فيتنام‚ فإن الاستعصاء السياسي انتهى مع ما حدث داخل الجيش الذي كان يدفع ثمن الفشل السياسي ثم بدأت المعنويات بالانهيار‚ \r\n \r\n الجنود الأفراد توصلوا الى قناعة مفادها ان العقد الذي يربطهم مع الحكومة قد انكسر وعادوا بالتالي الى بلادهم لمعارضة تلك الحرب كما فعل مرة جون كيري‚ اعداد كبيرة من الجنود عبروا عن غضبهم او يأسهم من خلال الانغماس في المخدرات او اظهار علامات على التمرد مثل قتل قادة الوحدات الصغيرة الذين كانوا يجبرون جنودهم على المضي في القتال او بالانتحار‚ \r\n \r\n بعد عام 1973 تم البدء باعداد جيش من المحترفين وبالتالي اعتاقه من الحدود المفروضة على اعماله والتخلص من نظام تحويل المدنيين الى جنود وضباط مؤقتين وهذا يعني وضع نهاية لمقولة جيش الشعب‚ كان يمكن رؤية القوة المحترفة عندما كان يتم تجميع قوات الاحتياط وقوات الحرس الوطني لدعم الجيش النظامي الاحترافي‚ \r\n \r\n المخططون في 1973 لم يقدروا ان هذا الاعتماد على قوات الاحتياط سيخلق علاقة أكثر حدة بين الجيش والمجتمع المدني‚ لقد كانوا متأكدين الى درجة الهوس ان حروب أميركا ستكون قصيرة ترفرف عليها رايات النصر‚ فقوات الاحتياط ستخدم لفترة قصيرة في الوقت الذي يمكن فيه للجيش الاحترافي ان يخوض حربين الى ثلاث حروب في آن واحد مع كسبها بالطبع‚ \r\n \r\n الآن الولاياتالمتحدة تدخل عامها الثاني وهي تخوض حربين لم تنتصر في أي منهما وكلتا الحربين مرشحتان للاستمرار لسنوات قادمة‚ جنود الاحتياط والحرس الوطني الذين تم التعاقد معهم في الأساس للخدمة في نهاية الاسبوع مرة في كل شهر واسبوعين في كل صيف يجدون انفسهم الآن وقد حشروا في خدمة عسكرية نشطة مستمرة بالنسبة للبعض منهم للسنة الثانية على التوالي‚ الجنود النظاميون تم تمديد مدة خدمتهم دون ان يلوح في الأفق ما يشير بقرب انتهائها هؤلاء تركوا خلفهم زيجات وتجارة ومهنا حرة‚ وهم يواجهون ضغوطا هائلة أدت الى انهيار الكثيرين منهم‚ ولا يزال مخططو الجيش يعتمدون على الحرس الوطني فقط من أجل توفير 43% من القوات الأميركية التي ستوجد في العراق في العام القادم‚ \r\n \r\n مرة أخرى هناك احساس بالاستغلال وعقود اخلاقية محطمة في حرب لم يعرف حتى الآن كل شيء عن دوافعها وأهدافها‚ وقد عادت لتظهر من جديد تلك الشقوق في التضامن والنظام‚ \r\n \r\n هناك انتقادات شديدة توجه لمنتج السينما الليبرالي مايكل مور وتتهمه بإثارة النعرات الطبقية لانه في فيلمه الأخير «فهرنهايت» 11/9 يقول ان النخبة الأميركية تستغل وطنية الجنود المتطوعين الذين غالبا ما يأتون من الطبقات الدنيا في المجتمع الأميركي‚ معظم هؤلاء الجنود هم من السود‚ ان هذا ليس إثارة للنعرات الطبقية‚ بل هو قول الحقيقة لحكومة أهملت في حساباتها الى حد الخطر‚ \r\n \r\n وربما يكون بإمكان الشعب الأميركي ان ينهي الشلل السياسي‚ ويقول لا لاستمرار حروب أميركا العبثية‚ ان بامكان الشعب الأميركي ان ينقذ جيشه من سوء الاستغلال الذي تمارسه بحقه قيادة سياسية مفلسة‚ \r\n