\r\n \r\n رأي احد وركب رأسه ومضى في الطريق الذي رسمه لنفسه‚ \r\n \r\n الآن بدأت تنشط الجماعات الاسلامية وبدأ الاصوليون المسلحون في شن هجمات ضد المدنيين واستطاعوا التأثير على استمرارية توقف صادرات النفط في العراق وبدأت القاعدة في ضرب أهداف في السعودية‚ ما سبق وحذر منه الحكام العرب اصبح حقيقة واقعة لا مجرد توقعات أو تكهنات‚ \r\n \r\n في 30 مايو اعلنت جماعة تركية شبه عسكرية تسمى كونكرا جيل كانت تعرف فيما سبق بحزب العمال الكردستاني بقيادة عبد ا لله اوغلان المسجون‚ ان وقف اطلاق النار الذي اعلنته في 1999 أي قبل خمس سنوات قد ينتهي سريانه في 2 يونيو‚ هذه المنظمة التي يشير اسمها اختصارا الى «مؤتمر الشعب الكردي» والتي تتجاهلها معظم وسائل الاعلام الأميركية‚ يأتي اعلانها باستئناف حرب العصابات ضد القوات التركية ليشكل مشكلة كبرى لحكومة انقرة وللبيت الابيض‚ \r\n \r\n الان تتمركز القوات التركية داخل الجانب العراقي من الحدود المشتركة وفي المقابل نجد انه يوجود في شمال العراق حوالي 5 آلاف مقاتل تابعين لكونكرا جيل وهذا يعني ان شمال العراق قد يتحول الى ميدان معركة بين الطرفين‚ طوال العام الماضي والجنرالات الاتراك يحثون القيادة الأميركية في الموصل على مهاجمة المقاتلين الاكراد وهو شيء وعد به العسكريون الأميركيون ذات مرة ولكنهم حتى الآن لم يفعلوه‚ واذا ما نفذ الاكراد تهديدهم واستأنفوا القتال‚ فإن هذا القتال قد يطال المنطقة الغنية بالنفط في شمال العراق وهذا في حد ذاته يمثل السيناريو الكابوس حيث سيتوجب ساعتها على الأميركيين ان يقاتلوا ثلاث حركات لرجال حرب العصابات هم الاكراد الاتراك والسنة والشيعة من اتباع الصدر‚ وهذا الاحتمال يبقي الجنرالات الأميركيين في القيادة المركزية مستيقظين طوال الليل‚ خاض حزب العمال الكردستاني على مدار 15 عاما حربا دامية ضد المؤسسة العسكرية التركية مما أدى الى مقتل اكثر من 30 ألف شخص واستنزاف بلايين الدولارات التي كان الاقتصاد التركي في امس الحاجة اليها‚ وانتشر الصراع كالسرطان الى ان تم القاء القبض على عبد الله اوغلان من قبل الكوماندوز الاتراك في 1999‚ عبد الله اوغلان في اسره حث اتباعه على اعلان هدنة وكانت الحكومة التركية تواقة لها من اجل تمكين تركيا من الانضمام للاتحاد الأوروبي‚ \r\n \r\n الآن ومع احتمال تفجر الاعمال العدائية مرة أخرى ومع تمركز القوات الأميركية ضمن المسافة الهجومية لكلا الطرفين فإن مستقبل وجود صراع مفتوح سليقي كامل منطقة شمال العراق وجنوب شرق تركيا في اتون نزاع لا يرحم‚ \r\n \r\n يتساءل احد المحللين السياسيين في واشنطن قائلا «اذا ما هاجمت القوات الأميركية مقاتلي كونكرا جيل كما تصر على ذلك انقرة فهل سينقلب حلفاء أميركا من الاكراد ضدها؟»‚ ويضيف هذا المحلل قائلا «واذا ماهاجم الاتراك الاكراد في حرب استباقية فهل سيتدخل الأميركيون لوقف حلفائهم الاتراك؟»‚ \r\n \r\n وفي بيان صادر عن كونكرا جيل حذرت السياح من السفرالى تركيا قائلة ان على السياح الراغبين في زيارة تركيا الامتناع عن فعل ذلك‚ وعلى رجال الاعمال الذين يفكرون بالاستثمار في تركيا ان يعيدوا التفكير في هذا الأمر‚ \r\n \r\n ويتساءل المحللون الآن‚ هل هذا البيان الجديد يعني ان الحرب اصبحت وشيكة مرة أخرى في المنطقة؟‚ ولماذا يتم الآن بالتحديد استئناف الاعمال القتالية؟ منذ الاطاحة بصدام حسين اقام الاكراد في شمال العراق مؤسساتهم الخاصة بهم ويتصرفون كما لو كانوا مستقلين‚ واصبحت علاقتهم مع بقية البلاد ذات اهمية ثانوية‚ الآن الجماعات والفصائل الدينية المختلفة تتنافس على النفوذ في العراق ويبدو ان الزعماء الاكراد يتحركون نحو تحقيق طموحهم الذي راودهم كثيرا بالاستقلال‚ \r\n \r\n في باقي اجزاء العراق تتصارع الاحزاب الدينية السنية والشيعية لكسب اليد العليا على الحكومة التي عينها الأميركيون‚ القاعدة الآن تعتبر مسؤولة عن شن الكثير من الهجمات في الوقت الذي يتزايد فيه العنف على مستوى العالم اجمع‚ \r\n \r\n اعلان كونكرا جيل لاقى اهتماما ضئيلا للغاية في الولايات المتحدة‚ ذلك ان أميركا منشغلة حتى أذنيها بالشأن العراقي والافغاني‚ ان استئناف العنف من اجل تحقيق الاستقلال من قبل الاكراد سيشجع الجماعات الأخرى على التحرك من اجل ما يعتبرونه حريتهم المفقودة في منطقة مليئة بالاقليات والقوميات والاجناس المختلفة‚ \r\n \r\n لقد سعى بوش الى اقامة ما اسماه العراق الديمقراطي‚ ولكن يبدو ان هذا البلد سيصبح محفزا كيماويا لتفاعلات عنف اكبر في المنطقة‚ \r\n \r\n هيرالد تربيون \r\n