\r\n فيما يلي الجواب: الحكومة تلاعبت بالمعلومات وضخمتها بطريقة تجاوزت ما قدمته السي آي ايه سيئة الطالع. فبدلا من استخدام دليل السي آي ايه في تفسير الامور، فقد شكلت الحجة من اجل قرار سياسي مطبوخ سابقا. \r\n نعم، لقد قالت السي آي ايه (بشكل خاطىء) ان العراق ما زال يمتلك مخزونا من العناصر البيولوجي والكيماوية. وقد اعتقدت وكالات الاستخبارات الاجنبية ومفتشو الاممالمتحدة ذلك ايضا (مثلما اعتقدت انا) لان صدام حسين رفض تقديم ادلة بعكس ذلك، وكان حسبما يبدو يخاف من ان يبدو ضعيفا. \r\n لكن الحكومة زركشت تقارير السي آي ايه، واستشهد الرئيس بوش بتقارير الاستخبارات قبل الحرب بان العراق يملك اسطولا من الطائرات بلا طيار. والتي يمكن ان تنشر المواد البيولوجية والكيماوية في الولاياتالمتحدة، ولم يذكر ابدا ان سلاح الجو الاميركي - الذي يملك معظم الخبرات في هذا النوع من الطائرات - قد نفى هذه المزاعم نفيا قاطعا. \r\n لقد أصر وزير الخارجية كولن باول ونائب الرئيس ديك تشيني على ان العراق يملك مركبات متنقلة تنتج اسلحة بيولوجية وجاءت هذه الحكاية من منشق اعطى اسما حركيا هو كيرفبول، الذي اتفق مع صانعيه، وكان يشار اليه، للاستخبارات الالمانية، من قبل مساعدين للمنشق العراقي المفضل لدى البنتاغون احمد الجلبي. \r\n ان معظم المعلومات ان لم يكن كلها، حول اسلحة الدمار الشامل والتي وفرها المؤتمر الوطني العراقي برئاسة الجلبي كانت خادعة. لكن كبار المسؤولين المدنيين في البنتاغون رحبوا بها لانها تبرر التدخل في العراق. \r\n لقد شكا احد المحليين في وكالة الاستخبارات الدفاعية من مصداقية كيرفبول قبل وقت قصير من ذكر باول للمركبات المتنقلة في خطابه الذي القاه في الخامس من شباط 2003 امام الأممالمتحدة، ووفقا لتقرير لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ فان عميل وكالة الاستخبارات الدفاعية المتوتر قد تلقي جرعة من الواقعية السياسية من قبل رئيسه في السي آي ايه الذي قال: ضع في اعتبارك ان الحرب ستقع بغض النظر عما قاله كيرقبول او لم يقله وان السلطات ليست مهتمة بما يعرف كيرفبول عما يتحدث عنه. \r\n لذلك فان كثيرا من المزاعم حول الميل الى الحرب في البيت الابيض والبنتاغون لم تؤثر على الجو الذي كتبت السي آي ايه تقاريره فيه. \r\n لكن التضخيم كان اكثر وضوحا ازاء اهم قضيتين مرتبطتين باسلحة الدمار الشامل: فيما اذا كان صدام قد احيا برنامجه للاسلحة النووية، وفيما اذا كان قد يعطيها للارهابيين. \r\n مفتشو الاممالمتحدة فككوا برنامج العراق النووي في منتصف التسعينيات ولم يجدوا اي دليل على احيائه، كما ان وزارة الطاقة الاميركية وذراع وزارة الخارجية الاستخباراتي قد شكوا في مزاعم السي آي ايه بان العراق قد استأنف البرنامج. \r\n حتى المسؤولين في السي آي ايه ومحللين من وزارة الخارجية نفوا الادعاء سيء الصيت بصفقة يورانيوم من النيجر للعراق، لكن مسؤولي الحكومة تحدثوا عن تجديد البرنامج النووي على انه امر مؤكد، فقد قال تشيني في شهر آب 2002: ان كثيرين منا مقتنعون بان صدام حسين سيصبح لديه اسلحة نووية في وقت قريب جدا. \r\n وواصل نائب الرئيس الايحاء بان صدام حسين مرتبط عملياتيا بالقاعدة. \r\n كما لو أن هذا هو المجال الوحيد الذي كانت السي آي ايه مصيبة ازاءه لكن الوكالة رفضت اية نظريات حول علاقة عمل وثيقة بين صدام والقاعدة ويظل بوش وتشيني يوحيان بان علاقة اعمق كانت موجودة. \r\n لماذا نرى ان كل هذه الامور هامة الان؟ لان خلق تهديد خيالي يشوه مصداقية التهديدات الحقيقية ويجعل بلدنا اقل استعدادا لمواجهتها فقد كان صدام خطرا بعيد المدى ولو ان العقوبات ضده رفعت فقد كان يمكن ان يعود الى برامج اسلحته، وعند ذلك كان يمكن للزعيم العراقي ان يهدد منطقة الشرق الاوسط ومصالحنا فيها لكن ليس شواطئنا. \r\n كان هذا التهديد حقيقيا، ولو ان الحكومة طرحت حجة نزيهة فقد كان يمكن لها ان تدعو الى عقبات طويلة الاجل، او كان يمكن لها ان تطرح حجة افضل للحرب لو فشل المجتمع الدولي في ابقاء صدام تحت مظلة الاحتواء. \r\n ولكن بدء حرب بناء على اسس زائفة قد ضحى بمصداقية الولاياتالمتحدة وقد افسد حجة الرئيس بالحق في هجمات استباقية عندما تتهدد المصالح الاميركية - فمن سيصدق ادلتنا؟ \r\n كما ان نفس العمى المتعمد الذي قاد البيت الابيض الى معلومات انتقائية حول اسلحة الدمار الشامل ادى الى التقليل من المصاعب في عراق ما بعد الحرب، وينبغي ان يكون ذلك تحذيرا لكن هل ادرك البيت الابيض الرسالة! \r\n ان قولبة الاستخبارات لتلائم استنتاجات سابقة طريقة مؤكدة للفشل. \r\n فيلادلفيا انكوايرر \r\n