\r\n بدرجة معينة الى فقدان تعاطفه (القليل أو الكثير) مع المطالب الوطنية الفلسطينية. الجمهور الفلسطيني لم يصغ لهم. استطلاعات الرأي في المناطق أشارت الى تأييد ملموس للعمليات الانتحارية. الناطقون بلسان حماس والمجموعات الفلسطينية الاخرى رفعوا من مرتبة الانتحاريين في المدن الاسرائيلية «قنبلة الفقراء والمضطهدين النووية» التي لا تستطيع اسرائيل ان تجد لها حلا. \r\n \r\n اليوم يبدو ان التوقعات الفلسطينية قد تحققت على ارض الواقع. اسرائيل تنفذ في كل يوم عشرات العمليات في الضفة وغزة ملحقة معاناة وضررا كبيرا بالسكان، ولكن قلة قليلة فقط تتأثر من ذلك مؤخراً، مثلا قتل خمسة شبان فلسطينيين في نابلس واثنين في بيت لاهيا وجباليا شمالي القطاع وآخر في رفح (كل القتلى اعتبروا «قادة كباراً» أو «مسلحين»). \r\n \r\n منازل المواطنين العرب دُمرت أو تضررت خلال الاجتياحات التي نفذت في نابلس ورفح وتم تفجير منزل واحد في بيت لحم واقتلعت اشجار زيتون كثيرة وجُرفت اراضي زراعية في الزاوية وبيت حانون شمالي القطاع. كذلك تواردت تقارير عن اصابات خلال عمليات الاجتياح العسكرية الاسرائيلية في صفوف الاطفال والنساء وجرت عمليات اعتقال في الخليل ورام الله وعدة قرى في الضفة. \r\n \r\n حكايات الإذلال والإهانة على الطرقات أمام الحواجز وفي محيط المستوطنات لا تزال تتواصل لا بل وتتزايد بين الحين والآخر. ايضا ملاحقة المقيمين غير القانونيين في شرقي القدس لم تتوقف على الرغم من انهم جميعا تقريبا من أبناء القرى المحيطة بالقدس وهم في احيان كثيرة أناس بائسون يسعون خلف لقمة العيش والذين تعتمد كل حياتهم على العمل والدراسة والخدمات المتوفرة في القدس. \r\n \r\n الوحيدون الذين ينقلون كل هذه الأنباء هم الصحافيون الفلسطينيون ووسائل الاعلام العربية والاجنبية بدرجة آخذة في التناقص. الرأي العام الاسرائيلي لا يكترث لكل هذه الأحداث والسبب من وراء ذلك واضح وهو أنه لا توجد عمليات ولا يوجد برهان أكثر وضوحا من ذلك على ان كل ما يفعله الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الاسرائيلي في الضفة وغزة يساعد في الردع. \r\n \r\n الجدار الفاصل والجدران مثال جيد على ذلك. مسار الجدار في الضفة وفي محيط المستوطنات قضى على مصادر رزق ألوف من الفلاحين العرب الذين عادوا للعمل في اراضيهم بعد ان خسروا مصادر عملهم في اسرائيل. الجدار الذي يُشيد في القدس يُدمر نسيج حياة ألوف السكان الفلسطينيين في قرى رام الله وأبوديس وبيت لحم. ولكن الرأي العام الاسرائيلي أصبح بليدا ولا يبالي بالمعاناة الفلسطينية لنشوء معادلة واضحة في البلاد: هم يعانون - ولكننا لا نتعرض للعمليات التفجيرية. هم يفقدون مصادر رزقهم وأولادهم لا يستطيعون الذهاب الى المدارس والعيادات، الا أننا نستطيع ان ندخل الى الباصات والمتاجر مع قدر أقل من الخوف والقلق. \r\n \r\n كل هذا يمكن ان يغير في لمحة، ولكن النجاح الاسرائيلي في العمليات الوقائية والهجومية والجدوى التي يجنيها الأمن الاسرائيلي من العقوبات الجماعية التي تفرض على الفلسطينيين تُفسح المجال أمام المزيد المزيد من حكم الطغيان والجبروت الاسرائيلي في المناطق. \r\n \r\n \r\n عن «هآرتس» \r\n \r\n