\r\n وبطبيعة الحال تتفاوت آراء وتوقعات العراقيين بشأن الموقف من اعمال العنف، باختلاف موقعهم من السلطة السابقة والسلطة الجديدة التي تولت مسؤولياتها امس. \r\n ويقول شهود عيان ومراقبون ان هناك تذمراً كبيراً لدى الشارع العراقي من الجماعات المتطرفة وان العراقيين يحملون هذه الجماعات مسؤولية قتل الابرياء من نساء واطفال وافراد شرطة. وأكد هؤلاء ان الجماعات الاسلامية فقدت هويتها حيث كانت تحظى بتأييد الشارع العراقي وخاصة في المثلث السني عندما كانت تشن هجمات ضد القوات الاميركية، اما الآن فقد حادت هذه الجماعات عن اهدافها حيث تركز عملياتها على افراد الشرطة والمواطنين الابرياء مما افقدها تجاوب وتعاطف الشعب العراقي. وقال عدد من سكان مدينة بغداد ان الجماعات الاسلامية المتطرفة وخاصة جماعة انصار الاسلام وجماعة «جيش انصار السنة» وأبو مصعب الزرقاوي اصبحت الآن تثير سخط العراقيين وغضبهم حيث اخذوا يرون فيها مصائب حلت بالعراق ويطالبون بتصفيتها وترحيلها عن البلاد، مشيرة الى ان العديد من الشرائح العراقية تعتقد ان الاضرار التي اصابت العراقيين من هذه الجماعات تفوق الاضرار الناجمة عن الاحتلال الاميركي وبالتالي فإن تصفية الجماعات الاسلامية اصبحت مطلباً شعبياً يجمع كافة العراقيين على تحقيقه. كما اوضح هؤلاء ان سكان مناطق وسط العراق وهم من السنة قد تبرأوا من الزرقاوي والجماعات الاسلامية المتطرفة التي لم تفعل شيئاً لصالح الشعب العراقي، وانما تعيث في الارض فساداً وتقتل الابرياء وتروع المواطنين. ولكن الامر مختلف في مدينة مثل بعقوبة. ففي أحد مقاهي هذه المدينة الكثيفة بالنخيل، كان هناك عدد من الرجال العاطلين عن العمل جالسين على مصاطبها الخشبية يتحدثون عن الجنود الأميركيين. \r\n قال فلاح إنه قام بنقل صديق له بسيارته كي يقوم بهجوم على دوريات أميركية. وانتظر الاثنان في حقل مجاور للطريق العام، وحينما اقتربت مدرعات الهمفي أطلق صديقه قذيفة من سلاح ال «آر بي جي». وقال فلاح إن الجنود الأميركيين ردوا على النار لكن العراقيين ظلوا مستلقين على الأرض حتى ذهاب الدورية. \r\n وقال فلاح «أنا لم أسأل صديقي إن كان لديهم رئيس أم لا، وفيما إذا كانوا ينظمون عملهم أم لا. أنا حقا لا أبالي بذلك طالما أنني أستطيع المشاركة في طرد الأميركيين خارج البلد. نحن جميعا من المقاومة». \r\n أثناء حديث فلاح التف حوله ما يقرب من عشرة أشخاص وراحوا يهزون رؤوسهم تعبيرا عن الموافقة. \r\n اعترف الأميركيون بأنهم لا يستطيعون هزم التمرد بأساليب عسكرية فقط; بل إن استعمال القوة المتكرر قد عمق لدى المتمردين شعورا بعدم صدق نوايا الأميركيين. وقال الميجور جنرال جون باتيست آمر فرقة المشاة الأولى الذي يشرف على جزء كبير مما يعرف ب «المثلث السني» إن هذا التمرد «لا يمكن الانتصار عليه استنادا إلى القوة العسكرية فقط. إنه بحاجة إلى حل سياسي واقتصادي أيضا». \r\n وليس معروفا تماما كم هو عدد المشاركين في التمرد لأن المسؤولين الأميركيين يفتقدون وبشكل كبير إلى مصادر بشرية موثوق فيها من حيث المعلومات الاستخباراتية التي تزودهم بها. ولا يبدو أن التمرد لديه تركيب قيادي مركزي في «المثلث السني» حسبما قال محلل استخبارات عسكري. فالخلايا تعمل بشكل مستقل لكنها أحيانا تعطي بعضها البعض دعما لوجستيا أو استخباراتيا. \r\n وهناك انقسام بين أفراد التمرد حول استخدام القنابل التي تؤدي إلى قتل أبناء وطنهم، فبعضهم يصر على أن المقاتلين الأجانب وحدهم قادرون على مذابح من هذا النوع. وبعض من الهجمات هي نتيجة للتوتر القائم بين الفئات المختلفة اثنيا أو طائفيا. \r\n *خدمة «نيويورك تايمز» وكان نقل السلطات قد بدأ في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وجرى تنام في قوة التمرد مما دفع الجيش الأميركي إلى فرض إجراءات صارمة على أنصار صدام حسين. ومنذ ذلك الوقت بدأ دورهم بالتضاؤل وأصبح طابع التمرد يأخذ شكلا متمازجا من اتجاهين; أحدهما وطني والآخر ديني. وتحت تأثير المشاعر الدينية تمكن قادة التمرد من كسب أعداد أكبر من المقاتلين في تلك المنطقة حسبما كتب أحمد هشام البروفسور في كلية الحرب البحرية الأميركية في بحث قدمه حول التمرد أخيرا. \r\n وقال البروفسور أحمد هشام الذي استجوب آمري وحدات أميركيين ومتمردين في العراق، إن الحركة المعادية للاحتلال قد «استفادت كثيرا» من توجهها الجديد القادر على كسب التأييد الشعبي. وقال هشام «ليس هناك أي امكانية للتساهل حول ذلك. فمن توفر الفرصة المواتية التي جاءت في ربيع 2004 فشلت الولاياتالمتحدة على كل المستويات عدا على المستوى التكتيكي العسكري; ومن المفارقة أن هذا الجانب هو الأقل أهمية من غيره في الحملة الهادفة لمحاربة التمرد». \r\n \r\n *خدمة «نيويورك تايمز» \r\n