* إقامة قوة تدخل إسلامية متنقلة تتكون من مقاتلين من ذوي الصلة بتنظيم القاعدة ونشرهم على الحدود التركية – السورية كتب – محمد العفيفي : قال موقع ديبكا الإسرائيلي أن قطر تتدخل بشكل مباشر في سوريا من خلال التعاون مع المتمردين علي نظام بشار الأسد حتي يسقط هذا النظام سريعا، وأضافت المصادر العسكرية والإستخباراتية للموقع إنه ” في الوقت الذي أدى التدخل العسكري إلى إسقاط معمر القذافي في ليبيا هكذا تتدخل قطر حاليا في التمرد السوري على أمل أن يؤدي الأمر لإسقاط سريع للرئيس السوري بشار الأسد”. وأشار “ديبكا” إلى أن “قطر هي الداعمة بالسلاح وإقامة قواعد تدريبات في تركيا وتمويل جيش سوريا الحر FSA, والذي يضم بين صفوفه قرابة 20 ألف جندي”، وهو الجيش الذي بدأ مؤخرا في تشكيل أطر عسكرية كبرى من الكتائب والألوية حسبما يذكر الموقع الإسرائيلي. واكدت تلك المصادر للموقع الإسرائيلي إنه طوال شهر ديسمبر قرر رئيس الأركان القطري الجنرال حمد العطية وبعد أن حصل على موافقة أمير قطر والسعوديين زيادة حدة المعركة العسكرية ضد الأسد، وبدأ بحسب الموقع في إقامة قوة تدخل إسلامية متنقلة تتكون من مقاتلين من ذوي الصلة بتنظيم القاعدة وتم نشرهم على الحدود التركية – السورية، مشيرة إلى أن هذا الجيش يتكون من 2500 عنصر إسلامي، ويتشكل في الأساس من قرابة 1000 من المقاتلين الليبيين التابعين لميليشيا (الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة/ Islamic Fighting Group in Libya-IFGL,) وقرابة 1000 من المقاتلين التابعين لما اسمته للمنظمة الإرهابية العراقية السُنية (أنصار السُنة) وهي المنظمة التي نفذت يوم 22 ديسمبر خمسة عشر إعتداءا في بغداد وتسببت في مقتل أكثر من 80 شخصا وإصابة أكثر من 200. وتقول مصادر ديبكا العسكرية والإستخباراتية أنه عبر قطارين جويين أحدهما من ليبيا والآخر من العراق، ونقل القطريين طوال شهر ديسمبر آلاف المقاتلين إلى مدينة أنطاكيا الجنوبية التركية الوقعة على الحدود مع سوريا في محافظة هاتاي، مؤكدة إن في هذه المدينة التي تضم قرابة ربع مليون نسمة تم تأسيس قيادة عسكرية للقوة السُنية الجديدة ومعسكرين عسكريين أحدهما للقوة الليبية و الآخر للقوة العراقية، ويتم استخدامهما بحسب “ديبكا” كقواعد تدريب، ولكن في الوقت نفسه منطلق للخروج لتنفيذ عمليات شمالي سوريا في مناطق إدلب، حمص، وجبل الزاوية، هناك حيث تدور معظم المعارك بين الجيش السوري الموالي لبشار الأسد وبين المتمردين السوريين. وقال الموقع الإسرائيلي أن قائد القوة السُنية الجديدة هو (عبد الحكيم بلحاج)، والذي كان حسبما يشير “ديبكا” قائدا للميليشيا الإسلامية التي احتلت طرابلس وخلعت نظام القذافي من السلطة بالتعاون مع قوات خاصة قطرية وأردنية قبل خمسة أشهر – في أغسطس، ونائباه في قيادة القوة السُنية في تركيا هما (المهدي الحتاري) والذي كان حتى وصوله إلى أنطاكيا قائد لواء طرابلس، و(آدم كيكلي) الذي يعتبر كاتم أسرار بلحاج. وأقام الضباط القطريون أيضا بحسب الموقع الإسرائيلي إتصال بين القيادة الليبية والعراقية وبين قادة جيش سوريا الحر العامل في المنطقة، وبدءا من الأسبوع الماضي تعمل القوتان بالتنسيق التنفيذي واللوجيستي، وأشار إلى أن جميع هذه العمليات العسكرية على الحدود التركية – السورية تتم تحت أعين ورصد الجيش وأجهزة الإستخبارات التركية والتي تتغاضى عنها، ولا تتدخل بها وكأنها لا تحدث. وتشير مصادر ديبكا العسكرية ومصادر مكافحة الإرهاب بحسب الموقع الإسرائيلي إلى أن هناك خمسة أسباب جوهرية إستراتيجية شرق أوسطية وراء إقامة هذه القوة السُنية الجديدة بعضها يرتبط مباشرة بأمن الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل والباقي يرتبط بالوضع الأمني في دول الخليج الفارسي، سوريا، ليبيا، والعراق .. وهذه الاسباب التي ذكرها الموقع الإسرئيلي هي: أولا: هذه هي المرة الأولى في التمرد العربي المستمر منذ عام (ديسمبر 2010) والتي يتم فيها تشكيل قوة إسلامية عسكرية متنقلة تتكون بالكامل من مقاتلين حاربوا في الماضي بين صفوف تنظيم القاعدة، أو من مقاتلين تابعين لمنظمات إسلامية متطرفة كانت على صلة بتنظيم القاعدة. ثانيا: هذه القوة تحصل على التمويل من دول الخليج الفارسي، وتحصل على الدعم الصامت من الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول حلف الناتو، خاصة تركيا، بمعنى آخر، هذا الأمر يدل على حقيقة إلى أي مدى تتعمق الحرب السُنية – الشيعية، بينما يقف الغرب إلى جوار السُنة بوضوح. ثالثا: هذا الأمر يحمل مردود إستراتيجي بعيد المدى على إيران، والتي تتزايد عُزلتها في العالم العربي، وترى إيران كيف أن قوات دول الخليج GCC تقاتل الشيعة في البحرين، والآن مليشيات إسلامية تقاتل السلطة العلوية في سوريا من دون أن تتدخل. رابعا: زعيم حزب الله حسن نصر الله أيضا مُلزم حاليا بأن يضع في الإعتبار معنى هذه التطورات، خاصة وأنه للمرة الأولى يتم نشر قوة سُنية قتالية على مقربة من الحدود اللبنانية. كما أن المداهمات التي تقوم بها هذه القوة داخل سوريا لمحاربة الجيش السوري ستثير مخاوف نصر الله خاصة من إمكانية أن تحدث عمليات مماثلة في المستقبل ضد منظمته. خامساً : حقيقة أنه في هذه الأيام يتم تشكيل قوة سُنية متنقلة تتحرك من ساحة إلى أخرى، سوف تشعل الضوء الأحمر لدى القيادة السياسية، العسكرية، والإستخباراتية الإسرائيلية، حيث لا يوجد أي ضمان لأن لا تستطيع قطر في المستقبل نقل هذه القوة أو بناء قوة تدخل سُنية أخرى ستحاول الوصول إلى قطاع غزة.