\r\n عندما أقول إنه لا يوجد ثوار فيت كونج في العراق، فإنني أعني أن (المتمردين) العراقيين المعارضين للولايات المتحدة اليوم لا يستطيعون أن يقنعوا أحدا عندما يدعون أنهم التعبير الصادق عن الوطنية العراقية، كما ادعى الفيت كونج ذلك إبان الحرب الفيتنامية. أفراد القوات التي تقوم بقتل الأميركيين ورجال الشرطة العراقيين هم في الأساس من السنة الذين يريدون استعادة الحكم، والمزايا التي تمتعت بها طائفتهم، وتمتع بها حزب البعث، أو من الإسلاميين الأجانب والمحليين، الذين يحاولون تقويض أية إمكانية من إمكانيات التحديث، والتعددية، والعلمانية في العراق. \r\n \r\n فعليا، تدل جميع الاستفتاءات التي أجريت منذ سقوط صدام حسين على أن أياً من تلك المجموعات – التي حاولت أن تخفي أهدافها الحقيقية خلف قناع من العداء لكل ما هو أميركي، لا تمثل الأغلبية الساحقة من العراقيين الذين يريدون انتخاب حكومتهم بعيدا عن الترويع. \r\n \r\n ولكن المشكلة هنا هي أن الحروب لا يتم كسبها عن طريق الانتخابات، وإنما يتم كسبها عن طريق هؤلاء الذين يتوافر لديهم الاستعداد للقتال والموت في سبيل قضيتهم. إن الشبان العرب المسلحين والمقنعين الذين يحركهم مزيج خطر من الإسلام الراديكالي، ومشاعر العداء لكل ما هو أميركي، وإحساس طاغ بالهوان، ورغبة عارمة في هزيمة الأجنبي المكروه حتى لو أدى ذلك إلى القضاء عليهم هم أنفسهم في النهاية.. لا يمكن ردهم على أعقابهم إلا من قبل جيش عراقي تحركه مشاعر الاستقلال والرغبة في تقرير المصير. \r\n \r\n بالطبع لا يمكن أن تكون رغبتنا في إقامة عراق مستقر أكبر من رغبة الأغلبية الصامتة من العراقيين أنفسهم في ذلك. ونظرا لأن الحرب التي نخوضها هي حرب مدن، فإننا لا نستطيع كسب تلك الحرب، وإنما الذي يستطيع كسبها هم العراقيون أنفسهم. وإذا ما حاولنا أن نحارب هذه الحرب بأنفسنا، فإننا سنقوم بقتل أعداد كبيرة من العراقيين الأبرياء، مما يؤدي في النهاية إلى انقلاب الشعب العراقي بأسره ضدنا. \r\n \r\n بيد أنه لكي نكون منصفين نحو العراقيين، نقول إن قيامنا بمطالبة الأغلبية الصامتة بالنهوض، والتصدي للمتمردين الآن وفورا سوف يكون طلبا مبالغا فيه لأن المجتمع المدني في العراق، وبعد عقود من حكم صدام الوحشي، لا يزال يخطو خطواته الأولى نحو العودة إلى حالته الطبيعية، كما أن نسج خيوط الثقة بين الطوائف والجماعات المختلفة في ذلك البلد لازال في بداياته كذلك. \r\n \r\n إن الهدف من الاحتلال الأميركي برمته كان يتمثل في بناء إطار دستوري يمكن تطوير هذا المجتمع فيه. \r\n \r\n كان ذلك يمثل رهانا خطرا دائما.. ولكنني أعتقد أنه بعد وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فإن هدف بناء دولة لائقة في قلب العالم العربي- الإسلامي الفاقد للاتجاه، والذين يقوم بإنتاج الملايين من الشباب المحبط العاطل، يعتبر هدفا جديرا منا بالمحاولة. ولكن المشكلة أن ذلك يتطلب موارد ضخمة، كما يتطلب شرعية.. وإدارة بوش لم تقم سوى بتقديم القليل من الاثنين. \r\n \r\n منذ البداية كانت هذه الحرب على الدوام حرب كارل روف \r\n \r\n (قائد حملة بوش الانتخابية) حيث اشتملت على الكثير من الأحاديث والادعاءات مثل قول بوش (إنني رئيس حرب)، والكثير من اللافتات والإعلام التي ارتفعت قبل الأوان كي تعلن (أن المهمة قد أنجزت) على الرغم من ضآلة الموارد التي خصصت لها،لأن الرئيس كما قيل لم يكن راغبا في مطالبة الأميركيين بالتضحية. كان شعار بوش هو:(نحن في حالة حرب، ومع ذلك دعونا نحتفل.. دعونا نخفض الضرائب، دعونا نتغاضى عن ضريبة الجازولين، ولا نقوم بحشد أعداد أكثر مما ينبغي من الجنود الاحتياطيين.. دعونا نحل الجيش العراقي ونترك حوالي 500 ألف عراقي دون عمل، لأن أحمد الجلبي وأصدقاءه يريدون منا أن نفعل ذلك). \r\n \r\n منذ اليوم الذي بدأت فيه أعمال السلب والنهب في بغداد، كان من الواضح أنه لا توجد لدينا قوات كافية لإقامة إطار آمن وللتحكم في الحدود العراقية. كنتيجة لذلك، بدأت المليشيات المحلية تظهر في كل مكان. وإذا ما قمت بتشغيل التلفاز، فإنه يمكنك أن تطالع كيف أصبح هؤلاء مسلحين جيدا، في الوقت نفسه الذي كان دونالد رامسفيلد، يصر فيه على أنه توجد لدينا قوات تكفي للسيطرة على العراق. \r\n \r\n إنني أعرف أن الشيء الصائب الذي يتعين علينا القيام به الآن هو أن نواصل السير في طريقنا، ونهزم الأشرار، وننزع سلاح المليشيات، ونحاول أن نبني إطارا سياسيا يُبقي الأغلبية الشيعية المذبذبة الآن إلى جوارنا، لأننا إذا ما فقدناهم فإن معنى ذلك أن اللعبة قد انتهت. ويجب علينا أن نعرف أن ذلك سيتطلب منا وقتا، وسيتطلب تضحيات، والطريق الوحيد أمامنا لتوفير ذلك هو أن نقوم بتجنيد الأممالمتحدة، والناتو، وجميع حلفائنا، بحيث نجعل من الهدف الخاص بإقامة دولة لائقة في العراق هدفا عالميا. \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\"