وبأي مقياس تاريخي فان استطلاعات الرأي بدأت تظهر فجأة ان موقف بوش في خطر فعلي‚ وخلال الخمسة والثلاثين عاما الماضية سعى ستة رؤساء اميركيين لاعادة الانتخاب وكانت نسب الموافقة على ادائهم في مايو ويونيو من عام الانتخابات مؤشرا قويا على الاتجاه الذي ستسير فيه نتيجة الانتخابات الفعلية‚ \r\n \r\n الرؤساء نيكسون وريغان وكلينتون في عام 1972 و1984 و1996 كانت نسبة الموافقة على الاداء لديهم اكثر من 50% قبل يوم الانتخابات بخمسة اشهر وجميعهم حقق الفوز في نوفمبر‚ \r\n \r\n الرؤساء فورد في 1976 وكارتر في 1980 وبوش الأب في 1992 كانت لديهم نسب الموافقة على الاداء اقل من 50% قبل يوم الانتخابات بخمسة اشهر وقد خسروا الانتخابات‚ \r\n \r\n خلال آخر استطلاعات للرأي اجريت في الاسبوع الماضي فان نسبة الموافقة على اداء بوش كانت في حدود 45-49%‚ وهناك موشرات عن وجود خطر اوسع يحدق بالجمهوريين‚ بالرغم من ان مجلس النواب يبدو آمنا في يد الحزب في نوفمبر فان الافتراض كان قبل أشهر قليلة بان مجلس الشيوخ سيبقى على حاله الا ان هذه المقولة تغيرت وقد يلحق التغيير بمجلس الشيوخ‚ فهناك عدد من المقاعد التي يشغلها الجمهوريون قد لا تبقى في ايديهم في الوقت الذي تتراجع نسبة الموافقة على اداء بوش وعليه فان امكانية عودة «الديمقراطيين» للسيطرة على مجلس الشيوخ برزت فجأة وبصورة حادة‚ \r\n \r\n ومن الواضح ان الاقتصاد الاميركي يتوسع ولكن وجود اسعار اعلى للطاقة وارتفاع نسب الفائدة قد لا يدفع الناخبين للتصويت لبوش بالرغم من تسارع الطلب على العمالة‚ \r\n \r\n وفوق كل ذلك وبالرغم من كل الانتقادات التي توجه لبوش الا ان هناك الكثير من الناخبين الذين لم يقتنعوا بعد بفضائل جون كيري‚ \r\n \r\n ومن الواضح ان الرئيس بوش بدأ يفقد عنصر الوقت‚ وفي هذه المرحلة عادة ما يكون الناخبون قد قرروا من الذي يريدون انتخابه ولكن يبقى المترددون الذين يمكن ان يلعب تصويتهم دورا حاسما في ترجيح كفة مرشح على حساب مرشح آخر‚ \r\n \r\n قبل اشهر قليلة بدا وكأن احداثا جساما فقط يمكن ان تحرم بوش من فترة رئاسية ثانية‚ الآن كل واحد من هذه الاحداث وقع على ارض الواقع ولا يخفى على احد ان وضع بوش ليس على ما يرام وهو بحاجة للكثير من الحظ من اجل انقاذ رئاسته المهددة‚ \r\n