وقد عبر نائب الرئيس الأميركي عن انتقاداته الخفيفة القناع، للنظام السياسي الصيني الذي ما يزال موصوما بالقمع، وذلك بعد يومين من المحادثات الودية مع قادة البلاد في بكين. وتعمد تشيني ان يقول انه يلقي خطابه في نفس الجامعة التي خاطبها قبل عشرين سنة الرئيس رونالد ريغان، عندما كانت العلاقات الاميركية الصينية حديثة العهد. وقال مسؤول اميركي انه على عكس ما حدث لخطاب ريغان، فإن خطاب تشيني لم تحذف منه اي اجزاء اثناء بثه من قبل التلفزيون الصيني. وقال المسؤولون الاميركيون ان خطاب تشيني ذو طبيعة مزدوجة، اي انه يشير الى تحسن العلاقات الاميركية الصينية في نفس الوقت الذي يعبر فيه عن عزم الولاياتالمتحدة على ممارسة ضغوطها من اجل مزيد من الديمقراطية، حتى ولو على المستوى النظري البحت، وهو ما يمثل السمة المميزة للعلاقات بين البلدين. وكان تشيني قد قال في بكين اول من امس ان العلاقات التي كانت تتميز بكثير من التنازع بين واشنطنوبكين، «صارت علاقة مدهشة، اذ بينما يختلف البلدان حول بعض القضايا، فهما يجدان طرقا عديدة للتعاون». وفي المحادثات التي استمرت يومين حث تشيني مضيفيه على ممارسة مزيد من الضغط على كوريا الشمالية حتى تنزع اسلحتها النووية، بينما احتج الصينيون مرارا على انحياز ادارة الرئيس جورج بوش الى تايوان التي تعتبر نفسها دولة مستقلة بينما تعتبرها الصين اقليما من اقاليمها. ولكن تشيني، القليل الكلام عادة، قال ان محادثاته مع الرئيس هو جينتاو، ورئيس الوزراء وين جياباو، والرئيس السابق جيانغ زيمين، اشعرته بكثير من التفاؤل حول احتمالات المزيد من تحسن العلاقات في المستقبل. وصرح للصحافيين مساء اول من امس بقوله: «عندما تنظر الى ما انجز على الجانبين، اي في الولاياتالمتحدة والصين، فانك تصل الى ان البلدين كانا يسيران في الاتجاه الصحيح. وعندما تفكر في الحجم الضخم للعلاقة الاقتصادية حاليا والصين هي الشريك التجاري الثالث بالنسبة لنا وتنظر الى حجم الاستثمارات وتبادل البضائع والخدمات ورؤوس الاموال، فانك ترى علاقة مدهشة». ومضى قائلا: «لقد انطلقت علاقاتنا من لا شيء تقريبا لتصبح واحدة من اهم الروابط الثنائية في اي مكان في العالم. واعتقد انه سيكون خطأ بالنسبة لنا، نحن الاميركيين، ان نقلل من اهمية الخلافات حول مناهج العمل، واختلافات نظمنا السياسية، واختلافات الثقافة والتاريخ. وبالقدر نفسه فإن ثمة مناطق واسعة لنا فيها مصالح استراتيجية مشتركة. وليس ثمة ما يمنعنا من تحقيق درجة عالية من التعاون، وان نتفادى النزاعات والمواجهات التي ستكون بمثابة الكارثة بالنسبة للجميع». وقال تشيني انه لا يستطيع ان يحدد اي معايير للتقدم في محادثاته تلك. وقال: «هذه ليست هي الطريقة التي نعمل بها في اغلب الاحيان». ولكنه يعتبر زيارته ناجحة، ويرجع ذلك جزئيا الى ان البلدين «يمكن ان يختلفا حول بعض القضايا من دون ان يكون في ذلك تهديدا للعلاقة في عموميتها. لم ات الى هنا لاغير السياسة الصينية. بل جئت لعرض صورة واضحة لماهية سياساتنا. واعتقد اننا حققنا ذلك»، كما قال. \r\n *خدمة «لوس انجليس تايمز» خاص ب«الشرق الأوسط»