افتقد المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة والذين يتعرضون منذ ثلاثة أيام لحرب كبيرة من قبل الدولة العبرية الرئيس محمد مرسي والذي كان له دور كبير في وقف العدوان السابق على القطاع في تشرين ثاني (نوفمبر) 2012 ، فيما قالت صحيفة واشنطن بوست أنه في ظل فشل الوسطاء الدوليون وعدم تدخل السيسي أصبحت الأزمة تحتاج الي الرئيس مرسي الذي عزله السيسي بالقوة العسكرية . وكان للرئيس مرسي دور كبير وبارز في وقف العدوان السابق وتحرك بأسرع وقت بعد الضربة الأولى لغزة وهدد الدولة العبرية بأنه سيتحرك بقوة إذا لم توقف عدوانها على غزة وأرسل رئيس وزراءه الدكتور هشام قنديل إلى قطاع غزة إثناء القصف وكذلك مساعدات طبية عاجلة . ويعتبر المواطنون الغزيون انه لو كان الرئيس مرسي يحكم مصر لما تجرأ الاحتلال على شن هذه الحرب وان النظام المصري الجديد شجع الاحتلال على هذه الحرب في إشارة منهم إلى موقفه الذي وصفوه ب "المخزي" من هذه الحرب . وكانت وزارة الخارجية المصرية قالت أنها تعمل على وقف العنف بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي مؤكدة فشلها في الوساطة ، فيما قال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي "الموساد" داني ياتوم، اليوم الخميس أن الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي "يرغب برؤية حماس وهي تنزف" ، وقالت صحف إسرائيلية أن رئيس المخابرات المصرية أكتفي بنقل رسائل تهديد من إسرائيل لحماس والجهاد و"قلص" وساطته بعد عدم رد حماس علي طلبه وقف إطلاق الصواريخ . وأعلن موقع ديبكا، القريب من المخابرات العسكرية (الإسرائيلية ) أن عبد الفتاح السيسي أعطى الموافقة المبدئية ل(إسرائيل) لشن عملية عسكرية على قطاع غزة بهدف تدمير البنية العسكرية لحركات المقاومة، بما فيها حركة المقاومة الإسلامية حماس، وهو ما يفسر زيارة رئيس المخابرات المصري اللواء فريد التهامي إلى تل أبيب ولقاءه عددا من القيادات الأمنية ، أما الإعلام المحسوب على السلطة فراح يؤسس لشرعنة تلك الحرب (الإسرائيلية) على ما وصفته إحدى قنواته بالبؤر الإرهابية في غزة . وفتحت مصر صباح اليوم الخميس معبر رفح بشكل جزئ بعد إغلاق متواصل لمدة شهرين تقريبا وذلك بعد نداءات متواصلة لإخلاء الجرحى وكذلك إدخال المساعدات الطبية ، وقال فلسطينيون أن "هذا النظام ظل يغلق معبر رفح ويخنق قطاع غزة لحين ما أقدم على فتحه بعد الإحراج الذي تعرض له وذلك لإخلاء الجرحى فقط " . مرسي وقف بجانب الفلسطينيين من ناحية أخري قال (آدم تايلور) الكاتب في الشئون الخارجية بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أنه : "مع وفاة عشرات الفلسطينيين وانكماش الأسر الإسرائيلية، بدا أن المجتمع الدولي منقسمًا وغير واثق بشأن كيفية التعامل مع الموقف، وبدا الوسطاء الدوليون من ذوي الخبرة عاجزين، وفي الواقع، الرجل الذي بدا أنه قادرًا على التدخل كان قائدًا على مستوى العالم لبضعة أشهر، وخلال المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية، كان دور الرئيس محمد مرسي «شيئًا من الوحي»، وبعد اختتام المباحثات بدا أن جميع الأطراف متفقين على أن مصر لعبت الدور الأساسي في حل الأزمة"، بحسب وصفه . وأضاف "مرسي لعب لعبة مختلفة عن سابقه حسني مبارك، الذي سبق أن انحنى للضغوط الإسرائيلية والأمريكية لعزل قطاع غزة وحركة حماس، حيث خفف مرسي إمكانية السفر للفلسطينيين عبر معبر رفح جنوب قطاع غزة . وأضاف : "عندما بدأت المفاوضات في نوفمبر 2012، لم يتفاجأ أحد من أن مرسي وقف بجانب الفلسطينيين،ولكن المفاجئ كان أنه بدا قادرًا على القيام بذلك بدون استعداء الإسرائيليين، وعلى سبيل المثال، تعهد الرئيس المصري بالالتزام بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وأبقى خطوط الاتصال مع إسرائيل والولايات المتحدة مفتوحة مع نمو التوتر" . يستكمل تايلور "لقد أثبتت الاتصالات والنية الحسنة أنها مثمرة، فقبل دقائق من دخول الهدنة التي تم التوسط فيها حيز التنفيذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنًا إنه يريد التعبير عن تقديره لجهود مصر في تبني وقف إطلاق النار" . ويضيف، تغير الوقت، ومرسي ليس بالجوار للمساعدة في التوسط في الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية اليوم، لقد أجبر قائد مصر المنتخب ديمقراطيًا لأول مرة على الخروج من منصبه قبل عام، ويواجه عددًا من التهم الجنائية مرتبطة بفترة توليه المنصب، وحل محله في نهاية المطاف قائد الجيش المصري عبد الفتاح السيسي في انتخابات هذا العام أصابت العديد من المراقبين الدوليين بخيبة"، وفقا لتعبيره . ويرى تايلور "أن ما يقوم به السيسي بشأن الموقف الفلسطيني غير واضح"، قائلا «منذ انتخابه أحكم الحدود مع قطاع غزة بشكل كبير، ولكن قبل انتخابه، قال إنه لن يستقبل أي رئيس وزراء إسرائيلي دون تنازلات للفلسطينيين"، على حد قوله . ويتساءل تايلور «هل كان مرسي سيكون قادرًا على نزع فتيل التوترات الحالية بين الاسرائيليين والفلسطينيين؟» ويجيب «ربما لا، فهذا الوضع مختلف عن الوضع في 2012 ويمكن القول أنه أكثر تعقيدًا بكثير" . وختم مقاله، قائلا: "من الصعب إنكار أنه مع- ما وصفه- ب«الانقلاب العسكري» الذي أطاح بمرسي، تم إخماد بصيص أمل في دبلوماسية الشرق الأوسط، ولسنا متأكدين بشكل كامل ماذا حل محله"، على حد قوله.