كشفت الحكومة السودانية النقاب عن معلومات جديدة بشأن توقيف الفتاة المرتدة أبرار الهادي، وأوضحت أن الوثيقة الاضطرارية التي كانت تنوي الفتاة السفر بها مزورة وغير قانونية. وابلغ المدير العام للعلاقات الثنائية بالإنابة في الخارجية السودانية السفير محمود حسن الأمين، القائم بأعمال سفارة دولة جنوب السودان بالخرطوم في لقاء له معه أن الوثيقة التي استخرجتها السفارة للمواطنة السودانية أبرار لا تتفق مع العلاقات بين البلدين، ولفت إلى أن القائم بالأعمال الجنوبي وعد بنقل الاحتجاج لحكومة بلاده، وذكر أن إصدار الوثيقة تم بحسن نية ولأغراض إنسانية. كما استدعت وزارة الخارجية السودانية القائم بالأعمال الأمريكي وأبلغته رفض تدخلات السفارة الأمريكية في الخرطوم في سفر الفتاة، وأكد الأمين رفض الحكومة لتصرف السفارة الأمريكية في الخرطوم الذي قال بأنه يمثل انتهاكاً للقوانين ونظم الهجرة بالبلاد واحتقاراً للقوانين. وقال مكتب الإعلام بجهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني في بيان نشر في صحفته الرسمية على فيسبوك "اعتقلت شرطة جوازات مطار الخرطوم المواطنة أبرار - في إشارة إلى اسم المرأة عندما كانت مسلمة- بعد تقديمها أوراق سفر اضطرارية صادرة من سفارة دولة جنوب السودان وتأشيرة سفر للولايات المتحدة". وأضاف المكتب أن السلطات السودانية اعتبرت ذلك "مخالفة جنائية واستخفافا استدعت على أثره وزارة الخارجية السفيرين الأميركي والجنوب سوداني". وأوضح البيان ذاته أن مسئولا رفيعا بوزارة الخارجية بيّن أن "الوثيقة الاضطرارية تمنحها الدول لمواطنيها بعد التأكد من أن المواطن ليس لدية مشكلة جنائية أو أمنية وفيها ختم داخلية البلد محل إقامة المواطن، كما أنها تصلح فقط للاستعمال مرة واحدة ويكون الشخص مسافرا لموطنه فقط، أما في حالة المواطنة أبرار فالوثيقة صادرة من سفارة دولة جنوب السودان وهي ليست جنوبية ومتوجهة لأميركا وهي ليست موطنها". واحتجزت مريم يحيى إبراهيم (27 عاما) أثناء محاولتها مع زوجها الأميركي وطفليها السفر جوا من الخرطوم الثلاثاء. ومريم المولودة لأب مسلم وأم مسيحية - حسب بعض الروايات- حكم عليها بالإعدام في 15 مايو/أيار الماضي وفقا للقانون المطبق في السودان ويحظر على المسلم اعتناق ديانة أخرى. وحكم أيضا على مريم - التي تزوجت مسيحيا وهي أم لطفل عمره عشرون شهرا سجن معها وطفلة رضيعة- بمائة جلدة بتهمة الزنى بسبب زواجها من غير مسلم . وكانت الفتاة "أبرار الهادي" قد شغلت، بقصتها وارتدادها عن الدين الإسلامي وحكم المحكمة عليها، الرأي العام المحلي والعالمي، وظهرت اجتهادات دينية هنا وهناك حول قضيتها، ودارت دائرة السياسة المحلية والعالمية كذلك بشأن القضية التي حظيت باهتمام كبير في الوسائط الإعلامية.