كثيرا ما دافعت صحيفة "الوطن" التي يمتلكها رجل الأعمال محمد الأمين أبرز مؤيدي الانقلاب ، عن انتهاكات وزارة الداخلية، وممارسات بعض أفرادها القمعية بحق المواطنين العزل، وتجاهلت الاعتداءات التي تعرض لها عشرات الصحفيين خلال أدائهم لعملهم، ووجهت الاتهامات المُعلبة والكاذبة للمتظاهرين السلميين بالإرهاب، والاعتداء على الشرطة، والمباني العامة . اليوم الثلاثاء اشتكت الصحيفة ورئيس تحريرها - على موقعها الإليكتروني - من أن عددا من أفراد وأمناء الشرطة اعتدوا بالأسلحة على خمسة محرريها والعاملين الإداريين بها، وحاصروا مقرها في الدقي بمعدات رفع سيارات المرور (أوناش المرور)، وأغلقوا المدخل الرئيسي لها، ووجهوا وصلات السباب لإحدى الصحفيات بالجريدة بحجة أنها كانت تركن سيارتها في مكان مخالف . وعقب مشادة كلامية حضر قرابة 20 فردا وأمين شرطة، بحسب الوطن ، واعتدوا على محرري الجريدة، والعاملين بها، بأدوات حديدية أحضروها معهم، فأصابوا كلا من الصحفيين: رامي الجزيري، ومصطفى محمد، وثلاثة من الإداريين بالجريدة، وأحضر أحدهم "ونش" المرور، وحاول أن يصدم به العاملين بالجريدة، ثم حاصروا مدخلها، وأغلقوه، وأشهروا أسلحتهم في وجه المحررين، مهددين بإطلاق النار عليهم لدى أي محاولة لفتح الباب، أو الدخول، والخروج منه ، حتي حضر مدير أمن القاهرة لمقر الجريدة لينهي هذه المعركة . وقد نُقل الصحفي رامي الجزيري إلى المستشفى بعد إصابته بجرح قطعي في الرأس، نتيجة ضربه على يد أحد أمناء الشرطة بآلة حادة على رأسه، فيما استمر حصار أفراد وأمناء الشرطة لمقر الجريدة، أكثر من نصف ساعة، قبل أن يصل عدد من القيادات الأمنية؛ لمتابعة الواقعة،ة بحسب رواية "الوطن"، ورئيس تحريرها مجدي الجلاد . وعلق صحفيون أنهم يتمنون أن يكون الحادث بداية في تغيير السياسة التحريرية، وقالوا أن "من أعان ظالما سلطه الله عليه" ، وها هي الوطن تزوق عنف الداخلية في صورة نيران صديقة . تحقيق دون نتائج ! وسرد مجدي الجلاد، رئيس تحرير جريدة "الوطن"، واقعة الاعتداء التي حدثت أمام الجريدة، موضحًا أن هاجر محمد، مديرة تحرير "الميديا" بالوطن، استوقفت سياراتها الخاصة أمام الجريدة، مضيفًا: "أتت سيارة شرطة لكلبشة السيارة فقالت للهم هاجر: أنا واقفة أمام السيارة". وقال الجلاد، إن رقيب شرطة أصرَّ على كلبشة السيارة وبدأ بالتعدي بألفاظ خارجة، ما اضطر أحد المصورين بالجريدة، ويدعى رامي الجزائري للتدخل لاحتواء الموقف، مشددًا على رقيب الشرطة أصرَّ على أخذ السيارة بالونش وبدأ في التلفظ بألفاظ خارجة والتلويح باليد . وتابع: "محرر الوطن رامي الجزائري قال لرقيب الشرطة أنا أحترم البدلة التي ترتديها إلا أن الرقيب خلع ملابسه وأتى بحديدة من داخل سيارة الونش وضرب رامي على رأسه وتسبب له في إحداث إصابة كبيرة بالرأس". وواصل الجلاد حديثه مؤكدًا أن أمن الجريدة استطاع إدخال رامي إلى الداخل وأغلقنا أبواب الجريدة، موضحًا أن هناك عددًا من الأمناء انضموا للرقيب وبدؤوا في الوقوف أمام الجريدة، مشيرًا إلى أنه تم نقل رامي إلى المستشفى بسيارته الخاصة . وأضاف أنه أجرى اتصالًا بمدير أمن الجيزة اللواء كمال الدالي، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، منوهًا بأنه جرى تحقيقًا في مكتبه الخاص بالجريدة، مضيفًا: "رامي يتواجد الآن بقسم الدقي وهو مصاب"، دون أن يوضح الجلاد الي ماذا أنتهي التحقيق .