بدت مصر في الصحف المصرية الصادرة اليوم الجمعة 6 حزيران/ يونيو 2014 كما لو كانت تُدار برئيسين .. أولهما: الرئيس المؤقت عدلي منصور، الذي صدق على 8 قوانين جملة واحدة وهو يودع قصر الاتحادية ، والثاني : الرئيس المنتظر عبد الفتاح السيسي الذي قام بجولات ميدانية تفقد خلالها عددا من المشروعات.. قبل تسلمه مهام منصبه واحتفت بها الصحف في الصفحات الأولي كأنه الرئيس الفعلي قبل أن يتسلم مهام عمله رسميا ويؤدي اليمين الدستورية بعد غدا الأحد . وأبرزت الصحف هذه المفارقة، دون أن تقصد أو تنتبه ، وأطلقت على كلا الرجلين كلمة "الرئيس"، وأبرزت تحركاتهما معا .. "المؤقت" الذي صدق على القوانين الثمانية قبل ساعات من تركه منصبه، وبعضها خلافي يثير ضجة واعتبره خبراء غير قانوني وقالوا ان البرلمان المقبل من حقه إلغاءها ، كقانوني : مجلس النواب، ومباشرة الحقوق السياسية.. و"الرئيس المنتظر" الذي أبرزت الصحف الجولات الميدانية التي قام بها لتفقد مشروعات طاقة وشباب، إذ بدأ عمله قبل تسلمه مهام منصبه، حسبما قالت تلك الصحف .. الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مدى قانونية ذلك . فقد قالت صحيفة "اليوم السابع" في مانشيت باللون الأحمر أعلى الترويسة : الرئيس السيسي يؤدي القسم أمام 12 مستشارا بالدستورية.. بالصور.. تفاصيل جولات السيسي في محطات للطاقة الشمسية..الرئيس بدأ العمل قبل حلف اليمين وضابط يسرب الصور ويعلن للمتحدثين عن اسمرار بشرة السيسي : لم يكن في مصيف أو نزهة . وفي الصفحة الأولى نفسها، قالت اليوم السابع: الرئيس منصور ل "اليوم السابع" في أول تصريح بعد خطاب الوداع : لم أحسم موقفي من العودة ل "الدستورية".. أعشق المنصة وحان الوقت لرد حقوق الشعب.. ومصادر : لن ينظر الطعون على القوانين التي أصدرها. ومع صورة تقول :"السيسي خلال تفقده أحد مشروعات الشباب"، قالت صحيفة (المصري اليوم) : الرئيس يبدأ العمل قبل حلف اليمين.. إجازة رسمية يوم التنصيب.. وتأكد حضور السودان وإثيوبيا وتونس . أما "الأهرام المسائي" فلم تشأ أن تغضب أيا من الرئيسين .. إذ قسمت أعلى الصفحة الأولى بين "الرئيسين" نصفين .. نصف على اليسار للسيسي (4 أعمدة مع صورة شخصية للسيسي) بعناوين تقول: بداية جادة للسيسي.. سياسيون يشيدون بالزيارات الميدانية غير المعلنة للرئيس الجديد ويؤكدون أنها مؤشر لاهتمامه بقضايا الشباب . وعلي نصف الصفحة على اليمين (4 أعمدة مع صورة شخصية لمنصور) قالت الجريدة : "منصور يودع الاتحادية ب 8 قرارات جمهورية.. أصدر قانوني الحقوق السياسية والنواب.. وتغليظ عقوبات التحرش وإهانة الزي الأزهري.. وإقرار ضريبة الدخل المؤقتة" . وتساءل قانونيون عن مدى قانونية هذا "العبث" الذي يحدث وهذا الرقم القياسي من القوانين، الذي لم تشهده مصر في تاريخها، الذي صدر من رئيس مؤقت برغم أن المجالس النيابية المنتخبة لم تكن لتفعل ذلك، ولا تستطيعه ، واعتبره بعضهم "إساءة بالغة لاستخدام السلطة التشريعية" . كما تساءل سياسيون عن مدى قانونية هذه الجولات الميدانية التي تفقد فيها "رئيس منتظر" مشروعات شبابية وخدمية ، دون أن يسمى "رئيسا بعد"، واعتبروا هذا "استغلال واضح لإمكانات الدولة" . 8 قوانين في يوم واحد وأصدر عدلي منصور، الرئيس المؤقت قبل انتهاء مهام عمله بساعات ومغادرة قصر الرئاسة، 8 قرارات بقوانين، ولم ينتظر قدوم الرئيس المنتخب السيسي، الذي سيؤدي اليمين يوم الأحد المقبل، حيث أصدر قانوني مباشرة الحقوق السياسية ومجلس النواب، بالإضافة إلي 7 قرارات جمهورية أخري تتضمن تعديل بعض أحكام قوانين العقوبات والإجراءات الجنائية وعقوبة التحرش الجنسي ، وفرض ضريبة إضافية مؤقتة علي الدخل ، وفي شأن تنظيم السجون . وقرارات أخري بشأن ممارسة الخطابة والدروس الدينية في المساجد تمنع غير المعينين بوزارة الأوقاف والوعاظ بالأزهر الشريف من ممارسة الخطابة والدروس الدينية بالمساجد معاقبة من ارتدي الزى الأزهري من غير المخول لهم بالحبس والغرامة ، وكذا تخصيص مساحة من الأراضي المملوكة للدولة لصالح وزارة التجارة والصناعة والاستثمار لإقامة منطقة صناعات لدباغة الجلود .