قال الصحافي البريطاني روبرت فيسك – في مقاله الاخير الساخر من مسرحية أنتخابات مصر - أن التفويض الذي حصل عليه عبد الفتاح السيسي من المصريين، في ظل انتخابات خاوية على عروشها وإقبال ضعيف لم يتجاوز 20% من الناخبين ، لا يتناسب مع عمليات تتويجه كإمبراطور علي غرار نابليون بونابرت وقيادة مصر في المرحلة المقبلة . وتساءل عن طبيعة التفويض الذي سيحصل عليه السيسي في ظل غياب الإخوان المسلمين، الذين دعوا لمقاطعة الانتخابات والملايين الذين تركوا بدون شخص يريدون التصويت له، وقتل 1500 مدني من الإخوان المسلمين برصاص القوات الأمنية في فض اعتصام رابعة في أغسطس الماضي، والذين لم يظهروا في أي حملة من الحملات الانتخابية رغم انهم مصريون ومواطنون في بلادهم مثل السيد السيسي ؟ وأضاف : "ماذا تعني هذه الانتخابات إذا ؟. وقال أن الملصقات الدعائية للسيسي التي تزعم أن رئاسته ستكون هي (الطريق لاستعادة الدولة المصرية) ، تشبه نفس النغمة التي جاء بها نابليون للسلطة بعد عام 1789 وما فعله من مذابح دموية لاحقة أنتهت به للهزيمة في معركة "واترلوا" الشهيرة . وتساءل "فيسك" في مقال بصحيفة "الاندبندانت" اليوم الثلاثاء بعنوان : (تنصيب الإمبراطور) أو (Egypt elections: The coronation of the emperor) : هل تنصيب السيسي "هو تعبير عن الحلم المصري الذي ولد في أحضان الثورة، حيث فشل المصريون بإنتاج قائدهم فانتهوا لانتخاب قائد عسكري وعدهم بأن لا مكان للإخوان المسلمين في مصر وأنه الرجل الذي سيحدد لهم القيم والمبادئ ؟!" . "وأضاف : "سيتوج نابليون (يقصد السيسي) ، فبعد الإرهاب والموت والفوضى، من سيشعر بالحنق على تتويج الإمبراطور؟ ولماذا ؟ مع أن الملصقات الانتخابية للمشير عبد الفتاح السيسي تصفه برئيس مصر، وكل ما تلاحظه في صورته، الباسم والسمين وربما قلنا الممل أنه ببدلة وبربطة عنق، وفي صورة أخرى يجلس مرتاحا على كرسي وثير، فمن قال إن هذا الإمبراطور لا يملأ مكانه؟" . الشعب يريد ديكتاتور جديد وسخر من اختيار المصريين للسيسي قائلا : " الشعب الذي قاتل مبارك وضحى وواجه بطلجيته انتكس لطفولة ثانية وأخذ يطالب بعودة ديكتاتور جديد مثل ناصر والسادات ومبارك " . وقال فيسك أن اللجان الانتخابية التي زارها هو وأصدقاؤه المصريون كانت خاوية ولم يجدوا في مراكز الاقتراع سواهم بالإضافة إلى حراس الصناديق من الجيش والشرطة ، وأن مراكز الاقتراع في وسط القاهرة "لا تعكس إقبالا واسعا بالأعداد التي يريدها السيسي، ووجدت مركز اقتراع في شارع 26 يوليو بدون أي شخص باستثناء رجال الشرطة والجنود ، وعلاء، صديقي ذهب لمدرسة في منطقة الجيزة مساء الاثنين وكان المقترع الوحيد، وهبة شرف، مسئولة فرع مكتبة في القاهرة قضت دقيقة واحدة في مركز الاقتراع في هليوبوليس لأنه لم يكن هناك سوى ناخبين في المركز ، وقال لي أحد الذين صوتوا لصباحي إنه وجد 300 في مركز الاقتراع" . وقال فيسك أن التقارير التي تحدثت عن تهديدات لموظفي الحكومة بأنه سيتم اقتطاع 100 دولار أمريكي من رواتبهم، إن لم يثبتوا أنهم شاركوا في التصويت ، لم تدهشه ، ولا الحشد الاعلامي من الصحافيين المؤيدون للسيسي . لماذا سأختار السيسي ؟! وحاول فيسك شرح أهمية السيسي لمن يؤيدوه في الداخل والخارج رغم ديكتاتوريته في صورة سؤال من تختار ؟ ، موضحا ضمنا أن السيسي يقدم نفسه لخادم للغرب ، ولهذا يؤيده الغرب والخليج حيث قال : "لو كنت مصريا لمنحت صوتي للسيسي، ليس لأنه شخص ملهم، فأي شخص يقول لشعبه إن الديمقراطية تحتاج إلى 10 أو 20 عاما لن يدخل كتب التاريخ كمحرر عظيم !!" . ولخص هذه الأسباب التي تدعوه للتصويت لوزير الدفاع السابق في ثلاثة هي : (أولا) : أن السيسي يعد المصريين بالأمن بعد ثلاثة أعوام من الاضطرابات، و(الثاني) أن دول الخليج تقف وراءه بأموالها باستثناء قطر، و(الثالث) أن أمريكا ستلتزم الصمت علي حكمه وتفتح خزينتها للمصريين، فضلا عن الأسلحة التي سيقدمها الأمريكان لمصر لضمان أمن إسرائيل ، وخاصة أن السيسي عرض شيئا يحب الغربيون والإسرائيليون سماعه وهو مكافحة الإرهاب، تماما كما فعل مبارك من قبله ليحمي الغرب . ويؤكد فيسبك أن أبرز مشكلة للسيسي بخلاف مشاكل كثيرة ، هي الاقتصاد الذي يقف على حافة الانهيار ، وطبيعة التفويض الذي يبحث عنه؟ وتساءل عن معنى فوز السيسي – كما تروج حملته - بنسبة 82% أي أعلى من النسبة التي حصل عليها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ، "إذا كانت نسبة المشاركة لا تتعدى 20% مما يعني أنها ستكون أقل بكثير من نسبة المشاركة في انتخابات عام 2012." ؟!. وتوقع فيسك أن يعود المصريون للشوارع مرة أخري إذا تعرضوا للإهانة مرة أخرى . http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/egypt-elections-the-...