أعلن جيش تايلاند الإحكام العرفية في أنحاء البلاد اليوم الثلاثاء لاستعادة النظام بعد ستة أشهر من احتجاجات الشوارع التي تركت البلاد بدون حكومة تعمل بشكل مناسب لكنه نفى أن هذا الإجراء المفاجئ يصل إلى حد الانقلاب العسكري ، وسبق لقادة الجيش أن قاموا بانقلاب ثان عام 2006 للإطاحة برئيس الوزراء المتهم بالفساد "تكسين" ، لصبح بذلك عدد الانقلابات التي جرت في البلاد علي مدار 81 عاما الماضية 25 انقلابا . وكان أخر انقلاب وقع في 19 سبتمبر 2006، قادة الجنرال سونثى بونيار اتغلين ، وهو مسلم الديانة من الأقلية المسلمة المتمركزة بجنوب البلاد وعين رئيس الوزراء المخلوع بنفسه لحل أزمة الأقليات في الجنوب وإظهار انه لا اضطهاد حكومي لهم بد أنه عزل لاحقا وعين بديل له . ويخشي مراقبون أن يكون الانقلاب الحالي أخطر من سابقيه وأن يدفع الجيش للبقاء في السلطة بمعاونة من الملك التايلاندي العجوز الذي يؤيد تحركات الجيش ، خصوصا بعدما استفحلت الأزمة السياسية في البلاد بين الحكومة وأحزاب المعارضة التي قامت بشل حركة الحياة في العاصمة عدة مرات بالتظاهر واحتلال مقر الحكومة . واحتشد محتجون مؤيدون ومعارضون للحكومة في أماكن مختلفة بالعاصمة ولمنع وقوع اشتباكات وأمرهم الجيش بالبقاء حيث هم وعدم القيام بأي مسيرات ، كما دعا الجيش وسائل الإعلام الى عدم إذاعة المواد التي تؤثر على الأمن القومي وأمر 10 قنوات تلفزيون فضائية بالكف عن البث ومنها محطات تديرها جماعات موالية وأخرى مناوئة للحكومة . وتمر تايلاند بأزمة سياسية منذ الاطاحة برئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا الاخت الصغرى لرئيس الوزراء السابق (تاكسين) وتسعة من وزرائها في السابع من مايو بعد ان قضت محكمة بأنها أساءت استخدام السلطة. وحاول الجيش الوساطة في الازمة في أواخر العام الماضي وجمع بين ينجلوك رئيسة الوزراء آنذاك وزعيم الاحتجاجات سوتيب توجسوبان وقلل من مخاوف وقوع انقلاب مؤكدا ان السياسيين هم الذين عليهم حل هذا النزاع . وقال كان يوينيونج بوحدة مخابرات سيام للابحاث "لم تجر مشاورات مع الحكومة وأعتقد ان الجيش سيوسع ببطء سلطاته ويختبر المياه." وقال "لكي ينجح هذا يحتاج الجيش الى التصرف كقوة محايدة وألا ينظر إليه على انه منحاز للمحتجين المناهضين للحكومة. انه يحتاج إلى إعلان موعد للانتخابات وبدء عملية الإصلاح السياسي في نفس الوقت." وقالت الولاياتالمتحدة التي قطعت المساعدات عن حليفتها تايلاند بعد انقلاب عام 2006 أنها تراقب الوضع عن كثب ، وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية في بيان "نتوقع من الجيش ان يحترم ما التزم به لكي يكون هذا إجراء مؤقتا لمنع العنف وعدم تقويض المؤسسات الديمقراطية."