تايلاند.. 25 انقلابا عسكريًا في 80 عاما.. والملك العجوز كلمة السر

سجلت تايلاند رقما قياسيا في الانقلابات وذلك بمعدل 25 انقلابا منها 19 انقلابا ناجحًا في 82 عامًا، ما يجعها بامتياز «بلد الانقلابات».
ويرجع السبب إلى تكرار هذه الانقلابات ونجاح معظمها إلى قوة المؤسسة العسكرية وارتباطها القوي بالملك بوميبول أدرنجادى (مواليد سبتمبر 1927) والذي تولى الحكم في يونيو 1949 ويحظى بحب واحترام معظم التايلانديين.
ويعتبر يوم ميلاد الملك هو العيد الوطني للبلاد مما يدفع الجيش إلى التحرك في حال تجاوزات الحكومات الحدود وخاصة في قضايا الفساد، فكان تفشى الفساد والمحسوبية في عهد رئيس الوزراء الملياردير ثاكسين شيناواترا، السبب الرئيسي الذي استند إليه قادة الانقلاب في تبرير حركتهم الانقلابية.
وكان أخر انقلاب تشهده تايلاند هو انقلاب 19 سبتمبر 2006، عندما أعلن القادة العسكريون برئاسة الجنرال سونثى بونيار أتجلين الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء تاكسين شيناواترا بحجة «الحفاظ على وحدة تايلاند».
وأعلن زعيم الانقلاب العسكرى سونثى بونيار أتجلين (59 عاما) أن ما قام به الجيش كان ضروريا للحفاظ على وحدة تايلاند والسلام المجتمعي، وأعلن أيضا أن المجلس العسكري لا ينوى الاستمرار في السلطة وسوف يعيدها بمقتضى الملكية الدستورية إلى الشعب في أقرب وقت ممكن، كما أعلن قادة الانقلاب حينها، استمرار العمل بقوانين مكافحة الفساد رغم تعليق الدستور، للتحقيق فى ثروة رئيس الوزراء المخلوع (البالغة 2.2 مليار دولار).
ويبدو سير الأحداث في 2006 هو نفسه السيناريو الذي أطاح بشقيقته ينجلوك شيناواترا في20 مايو 2014، حيث أصر على البقاء في منصب رئيس الوزراء بالرغم من الشكوك القوية التي أثيرت بشأن الانتخابات العامة التي أجريت في شهر أبريل 2006، وقاطعتها أحزاب المعارضة، والتي ألغت نتائجها المحكمة الدستورية، بموجب مداخلة استثنائية من الملك بومبيول.
وقد تقرر إجراء انتخابات جديدة مع نهاية 2006، إلا أن قادة الجيش توصلوا إلى يقين بأن «شيناواترا» لن يغادر منصبه إلا مجبرا، خاصة بعد أن تمكن من شراء الأصوات والأحزاب بملياراته، وبدا أن استشراء الفساد في عهد «شيناواترا» كان أحد أسباب ترحيب قطاع كبير من التايلانديين بالانقلاب العسكري.
ويعتبر الجنرال سوتثي بونيار اتغلين، الذي قاد الانقلاب فى تايلاند، أول مسلم يتولى قيادة الجيش فى البلاد حيث الغالبية بوذية، والجنرال 59 عاما، عارض علنا رئيس الوزراء ثاكسين شيناواترا بشأن السياسة الأمنية المعتمدة في البلاد.