\r\n ويشير المراقبون إلى أن الانقلاب لم يمثل مفاجأة بالنسبة لقطاعات كبيرة من الشعب التايلاندي، بل كان أمراً متوقعاً بسبب انتشار الفساد وفشل رئيس الوزراء السابق\" تاكسين شينا واترا\" في معالجة الأوضاع في الأقاليم الجنوبية المُسلمة، والتي كانت تهدِّد بالتحول إلى مواجهة عسكرية كاملة مع الجيش بعد تعدد الصدامات المسلحة وخطر انتشار العنف في تلك الأقاليم، وعدم اليقين السياسي الذي كان سائداً في البلاد بعد سبعة أشهر كاملة من المواجهات بين أنصار \"شيناواترا\" والخوف من تأثير ذلك على صناعة السياحة المزدهرة في تايلاند التي يزورها سنوياً 11 مليون سائح وتمتلك اقتصاداً مزدهراً. \r\n \r\n وكان قائد الانقلاب أعلن في بيان متلفز أن مجموعته سيطرت على السلطة التنفيذية من الحكومة المؤقتة، وأمرت بحل مجلس النواب ومجلس الشيوخ، والحكومة والمحكمة الدستورية، وأعلنت ولاءها للملك، ووعدت بإعادة السلطة للشعب تحت الملكية الدستورية في أقرب وقت ممكن. ولاحظ المراقبون أن المجموعة العسكرية التي قامت بالانقلاب لم تعِد التأكيد مرة ثانية لما ذكره متحدث باسم الجيش الثلاثاء (أول من أمس) من أن الدستور قد حُلَّ، كما لم تشر إلى أن هناك تغييراً قد تم إدخاله عليه. وقد تم إغلاق البنوك والمكاتب الحكومية وبورصة تايلاند والمدارس وبعض الشركات والمؤسسات بعد أن أعلن قادة الانقلاب أمس الأربعاء عطلة وطنية. ولوحظ أن حركة المرور كانت محدودة في العاصمة وأن الجنود كانوا متمركزين عند بعض التقاطعات الحيوية. \r\n \r\n يذكر أن موقف \"شينا واترا\" قد أصبح حساساً منذ فبراير الماضي، عندما أمر بحلِّ البرلمان بسبب الاحتجاجات المتصاعدة في بانكوك على الصفقة التي باعت بموجبها أسرته الثرية إمبراطوريتها المالية إلى الذراع الاستثماري في الحكومة السنغافورية بمبلغ 1,9 مليار دولار معفية من الضرائب. وبعد أن تنحَّى في شهر أبريل الماضي رفضت المعارضة نتائج الانتخابات التي عقدها مما اضطره لإلغائها، ولكنه حرص مع ذلك على البقاء على رأس حكومة انتقالية كرئيس وزراء، ولم يفصح عما إذا كان ينوي الاحتفاظ بمنصبه إذا ما فاز في انتخابات جديدة كانت متوقعة قبل نهاية العام الحالي. وكان متوقعاً ايضاً أن يفوز بها حزبه الحاكم الذي يحظى بدعم ساحق في المناطق الشمالية الشرقية من البلاد التي تشتهر بزراعة الأرز بحسب المحللين السياسيين. \r\n \r\n ويعتقد على نطاق واسع هنا أن الانقلاب يحظى بمباركة \"بوميبول أدوليادج\" ملك تايلاند الذي تولى العرش منذ أكثر من ستين عاما ويحظى بتوقير كبير في البلاد. وهو ما بدا واضحاً من خلال الفيلم الذي أذاعه تلفزيون تايلاند وظهر فيه الجنرال \"سونثي بونيا راتجلين\" قائد الانقلاب مجتمعاً مع الملك، وقيام الجنود الذين ظهروا في شوارع بانكوك أمس وأول أمس بوضع أشرطة صفراء على ملابسهم وأسلحتهم وهو اللون الذي يرمز لولائهم لملك البلاد. ويعتقد المحللون أن الملك كان قلقاً بسبب تجميع حكومة \"شينا واترا\" لقدر من السلطة في يدها، أكبر مما يلزم. \r\n \r\n ومن المعروف أن التاريخ التايلاندي الحديث قد شهد العديد من الانقلابات والانقلابات المضادة ومحاولات الانقلاب، ولكن هذه أول مرة يسيطر فيها العسكريون على السلطة منذ عام 1991 الذي أطاح فيه جنرال يدعى \"سوتشيندا كرابرايون\" بالحكومة المدنية التي كانت قائمة آنذاك في انقلاب أبيض. وشكل حينها حكومة لم تكن تحظى بالشعبية، وسرعان ما أطيح بها هي الأخرى، بعد ذلك بعام عقب مظاهرات اندلعت في الشوارع. \r\n \r\n توماس فولر \r\n \r\n مراسل \"إنترناشيونال هيرالد تريبيون\" في بانكوك \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n