نشرت السلطات السودانية قوة قوامها ثلاثة لواءات من جنود قوات الدعم السريع حول العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك في أعقاب اعتقال زعيم حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي الذي حذر من سيناريو سوري بالسودان. وشدد جهاز الأمن والمخابرات الوطني على حتمية بقاء تلك القوات في حالة جاهزية كاملة حتى إشعار آخر، كما أمرت شرطة الخرطوم منتسبيها بالدخول في حالة الاستعداد ذاتها دون ذكر أية أسباب لذلك. وتأتي هذه الإجراءات بعد يوم من اعتقال السلطات السودانية زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي بتهمة التعرض للدولة والانتقاص من هيبتها وتشويه سمعتها خارجيا، والتي تصل عقوبتها إلى الإعدام وفق القانون الجنائي السوداني لعام 1991. وكان المهدي قد اتهم تلك القوات بارتكاب فظائع في بعض المناطق التي دخلتها في إقليم دارفور وجنوب وشمال كردفان، مطالبا في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي بمحاسبة المخطئين فيها. وفي رسالة بعث بها من داخل سجن كوب، قال المهدي لأنصاره إن الانتفاضة بأساليب مدنية مع استعداد النظام لمواجهتها ربما تؤدي للسيناريو السوري. وكان حزب الأمة -الذي أعلن في وقت سابق حالة التعبئة وسط أنصاره- قد أعرب عن رفضه اعتقال زعيمه، وندد بما وصفها ب"الطريقة الاستفزازية" لعملية الاعتقال. واعتبر بيان صدر عن الحزب السبت بهذا الصدد أن النظام بهذا الإجراء يكون قد تراجع عن جهود الحوار الوطني التي أطلقها مؤخرا، وعاد إلى المربع الأول. واعتقلت السلطات السودانية الصادق المهدي بعد مثوله أمام نيابة أمن الدولة على خلفية بلاغ قدمه جهاز الأمن والمخابرات الوطني الذي يتهمه فيه ب"الانتقاص من هيبة الدولة، وتشويه سمعة قوات نظامية، وتهديد السلام العام، وتأليب المجتمع الدولي ضد البلاد بإيراد معلومات كاذبة وظالمة ومسيئة عن قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن".