أعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي عن فرض حظر للطيران فوق مدينة بنغازي وضواحيها حتى إشعار آخر، وحذرت قيادة الجيش الليبي من أن أية طائرة عسكرية سيتم رصدها فوق مدينة بنغازي وضواحيها ستتعرض للاستهداف المباشر من قبل وحدات الجيش الليبي والوحدات التابعة للغرفة الأمنية المشتركة وتشكيلات الثوار التابعة لها. وكانت طائرة ليبية موالية للواء المنشق خليفة حفتر قصفت معسكرا لكتيبة السابع عشر من فبراير التابعة للثوار ومواقع لكتيبة أنصار الشريعة، انطلقت من مطار بنينة العسكري قرب بنغازي. وبعد الحادث الذي ترددت أصداؤه في أرجاء ليبيا، شهدت بنغازي استنفارا واسعا للثوار ونزوحا لسكان المناطق التي قصفت. وبدت تلك العملية العدائية أنها محاولة انقلابية على الثورة الليبية قامت بها الطائرة من طراز "سي فايف" الموالية للمنشق خليفة حفتر والتي انطلقت من مطار بنينة العسكري. وقال رئيس الحكومة المؤقت عبد الله الثني في مؤتمر صحفي إن خروج أية مجموعات عسكرية بدون إذن وزارة الدفاع أمر "غير مشروع"، مشيرا إلى أن عهد الانقلابات ولّى ولا مكان ل"الإرهابيين" في ليبيا بعد ثورة 17 فبراير التي أطاحت بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي أواخر عام 2011، مضيفا أن ما يحدث في بنغازي "محاولة لاستغلال الوضع الأمني للانقلاب على الثورة". وكان حفتر أعلن في فبراير الماضي في بيان مصور بدا خلاله بالزي العسكري مبادرة "لوضع خارطة طريق" تتضمن عدة نقاط، من بينها تعليق عمل المؤتمر الوطني والحكومة, وتشكيل لجنة رئاسية، وهو ما وصف حينها بأنها محاولة انقلاب فاشلة. ويشار إلى أن مدينة بنغازي تشهد هجمات يشنها مسلحون على قوات الأمن والجيش ورجال القانون والإعلام والنشطاء السياسيين بسبب انتشار المليشيات المسلحة في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد بصفة عامة منذ مقتل القذافي عام 2011.