لقي العشرات من الأشخاص مصرعهم في اشتباكات وحرائق بمناطق في أوكرانيا، في حين أطلقت دول غربية على رأسها الولاياتالمتحدة وألمانيا تهديداتها لروسيا بالتوقف عن إشعال الحرب. وشملت التهديدات الغربية فرض مزيد من العقوبات على روسيا على خلفية موقفها من المناصر لتقسيم أوكرانيا واحتلال القرم. وتوعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما موسكو بعقوبات قاسية جديدة إذا حدث ما يعرقل الانتخابات المقرر تنظيمها في أوكرانيا في 25 مايو الحالي، وقال في مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن العقوبات الجديدة قد تستهدف قطاعات محددة في الاقتصاد الروسي. ومن جهتها حذرت ميركل من أن أوروبا على استعداد للانتقال إلى المرحلة الثالثة من العقوبات الاقتصادية على روسيا، التي ستشمل قطاعات اقتصادية بعد أن استهدفت العقوبات السابقة عددا من الأفراد. وفي تلك الأثناء أعلنت الداخلية الأوكرانية أن 38 شخصا لقوا حتفهم في حريق شب بمبنى دار النقابات في مدينة أوديسا بجنوب أوكرانيا، مؤكدة أن الحريق كان متعمدا، وقد شب إثر مواجهات عنيفة جرت الجمعة بين مؤيدين ينادون بوحدة أوكرانيا وناشطين موالين لروسيا، وأشارت إلى أن ثلاثين من الضحايا قضوا مختنقين بأوكسيد الكربون وثمانية توفوا بعد قفزهم من النوافذ. يأتي ذلك فيما قتل جنديان أوكرانيان في "معارك عنيفة" مع انفصاليين موالين لروسيا قرب سلافيانسك، شرق البلاد، وقالت وزارة الدفاع إن الجنديين قتلا عندما هاجمت مجموعة من "المتطرفين المسلحين" اللواء 95. جلسة طارئة بمجلس الأمن من جانب آخر عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الجمعة بطلب من روسيا بعد تدخل الجيش الأوكراني في بعض المناطق لمحاولة إخراج الانفصاليين الموالين لها من عدد من مقار الدوائر الرسمية والساحات العامة. الغرب لا يعبأ بسوريا كما يفعل مع أوكرانيا تساءل الكاتب كون كوجلن عبر صحيفة ديلي تلجراف حول "تردد الغرب في مواجهة موسكو بسبب دعمها لبشار الأسد"، حيث قال: " إذا كان بإمكاننا إضعاف بوتين بسبب أوكرانيا، فلماذا لا نسدد له اللكمات فيما يتعلق بسوريا ؟". وتناول الكاتب الاتهامات الجديدة التي تلاحق نظام الأسد باستخدام غاز الكلور في قصف مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وقال إن وزارة الخارجية الروسية سارعت إلى نفي تلك الاتهامات على الرغم من وجود أدلة تم الحصول عليها من المواقع التي تعرضت للقصف بمروحيات. وأضاف الكاتب أن روسيا لم تكتف بالنفي بل واتهمت المعارضة بتنفيذ تلك الهجمات وهو ما اعتبره كوجلن ليس بجديد على موسكو التي طالما لجأت إلى " طرح الأكاذيب" لحماية حليفها في الشرق الأوسط، ويقصد النظام السوري الذي عجز الغرب عن مواجهته قلقا من روسيا. ثم انتقل كوجلن إلى الأزمة في أوكرانيا قائلا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجد أنه لا يوجد ما يخشاه فقرر أن يبدأ حملة عسكرية لضم أوكرانيا تحت النفوذ الروسي مجددا. وقالت الصحيفة إن بوتين بدأ بضم القرم، ولكن الغرب أدرك فجأة أنه ليس مجرد "نمر من ورق" وتصدى للتحرك الروسي، خصوصا عندما تعلق الأمر بضمان وحدة دول الاتحاد الأوروبي واستقلالها. وذكرت الصحيفة أن أمريكا ودول أوروبا استخدمت "القوة الناعمة" وهي العقوبات الاقتصادية التي أتت بثمارها وهزت الاقتصاد الروسي ما دفع بوتين إلى العدول عن تهديده بشن هجوم شامل شرقي أوكرانيا. ثم يطرح كوجلن في نهاية مقاله التساؤل مجددا: إذا كان الغرب قادرا على إجبار موسكو على رفع يدها عن أوكرانيا فلماذا لا يمكن عمل الأمر ذاته مع سوريا؟. وكانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي قد فرضت عدة جولات من العقوبات في مسعى لإثناء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أي تدخل في المناطق التي يتحدث سكانها اللغة الروسية في شرق أوكرانيا، وإذا اتسع نطاق هذه العقوبات فسيشمل على الأرجح قطاعي الطاقة والبنوك