يعتزم رئيس الوزراء نوري المالكي إعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد بهدف السيطرة على الاحتجاجات المتنامية ضد سياسته الطائفية في الحكم. ونقلت صحيفة المدى العراقية عن مصدر برلماني تأكيده أن المالكي أرسل كتاباً إلى مجلس النواب يعلمه فيه برغبة حكومته في إعلان الطوارئ. وفي ما يبدو أنه إعداد للمجتمع الدولي وهيئاته الرسمية، قالت الخارجية العراقية إن استمرار تنظيم داعش بقتل وخطف المواطنين وإشاعة الخوف في صفوفهم أمر لم يعد ممكنًا السكوت عليه وشددت على أنه اصبح من حق الحكومة اتخاذ الإجراءات الأمنية والعسكرية لتأمين عودة الامور إلى نصابها وحماية المواطنين في الفلوجة وغيرها من مدن العراق. وزعم بيان الخارجية أن محافظة الانبار وخاصة مدينة الفلوجة باتت تسيطر عليها (المجموعات الإرهابية) وفي مقدمها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، الأمر الذي يبرر لقوات الجيش إعلان الطوارئ واقتحام المدينة. وأضاف المصدر أن "المالكي أرسل في الساعة الأخيرة من ليلة الخميس الجمعة كتاباً إلى مجلس النواب يحيطه علماً بأن رئيس الوزراء سيعلن حالة الطوارئ في عموم البلاد حفظاً للأمن ولمقتضيات المصلحة العامة ". ورجح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن تدهور الوضع الأمني في الأنبار وديالى والخروق التي شهدتها بغداد أمس تقف وراء إقدام المالكي على اتخاذ هذه الخطوة التي قال انها كانت متوقعة". بدوره يقول بليغ ابو كلل، المتحدث باسم ائتلاف المواطن، إن "إعلان حالة الطوارئ لا يمكن أن يكون وفقا للدستور إلا بقرار من البرلمان"، مضيفا بالقول "ليس من حق الحكومة أن تعلن حالة الطوارئ لأن ذلك معناه ان الحكومة عجزت في تقديم ابسط مقومات الأمن للمواطن". وقد اعتبر مراقبون للاوضاع العراقية هذا النداء بمثابة تهيئة للمجتمع الدولي وهيئاته المختلفة وللرأي العام الداخلي والخارجي لعمل عسكري يقوم به الجيش العراقي في الفلوجة لازاحة المسلحين الذين يسيطرون عليها منذ اربعة اشهر. من جهة أخرى، ذكرت مصادر طبية في الفلوجة أن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب ستة بينهم نساء وأطفال في قصف مدفعي وصاروخي من الجيش على المدينة. وأفاد شهود عيان بأن القصف تركز على أحياء المعلمين الثانية والجولان والوحدة ونزال والتأميم، وألحق أضرارا بمنازل ومتاجر. وتشهد الفلوجة منذ ثلاثة أيام عملية نزوح بسبب اشتداد القصف بعد تصريحات لرئيس الوزراء نوري المالكي، قال فيها إن أهالي الفلوجة هُجّروا من مدينتهم، وإن من بقي في المدينة هم من وصفهم ب"الإرهابيين" وعائلاتهم. وفي الرمادي مركز محافظة الأنبار اشتعلت النيران في عدد من المنازل بسبب قصف مدفعي وصاروخي من قبل الجيش على عدد من أحياء المدينة. وأفاد شهود عيان بأن القصف تركز على أحياء الملعب والضباط والبكر، ووقع بعد تعرض مقري اللواء الثامن وقيادة العمليات بغرب المدينة لقصف من مسلحي العشائر بقذائف هاون وصواريخ جراد. وفي السياق، ذكر شهود عيان أن قوات الحكومة العراقية فجرت أربعة منازل في منطقة البوشبلي التابعة للمشاهدة بشمال بغداد بحجة استخدامها من قبل مسلحي العشائر. يذكر أن مسلحي العشائر فرضوا سيطرتهم على مدينة الفلوجة وأجزاء من الرمادي في محافظة الأنبار منذ أشهر، بعد فض السلطات اعتصاما مناهضا للمالكي. وتشن قوات الجيش منذ ذلك الوقت عمليات عسكرية على المنطقتين لمواجهة من تصفهم بأنهم عناصر في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وتسببت المعارك في سقوط قتلى من الجانبين ومن المدنيين، كما أدت إلى مغادرة مئات الأسر مناطقها, وامتدت المواجهات في الآونة الأخيرة إلى منطقة أبو غريب غرب بغداد.