يتساءل كثيرون في مصر والعالم .. لماذا لم يسقط انقلاب 3 يوليه 2013 رغم كل هذه المظاهرات والاحتجاجات والدماء الذكية التي أريقت ، واستمرار تخبط الانقلابيين وفسادهم وجرائمهم وانهيار مصر علي يديهم ؟! ويتساءلون بالمقابل : لماذا كل هذا النفاق والكذب وتبرير والتطبيل للباطل ، الذي يلجأ له أنصار الباطل في وسائل إعلام النظام الحكومية والخاصة ومن يسمون "النخبة" ، فيصفقون للقاتل ولا يترحمون علي الشهداء ويثنون علي السفاح ولا تطرف لهم عين لقتل الأبرياء في الشوارع ، ولا إهانة النساء وسحلهم وسجنهن واغتصابهن حتي ولو كانوا من طالبات جامعة الأزهر العريقة ؟!. فمن علامات النفاق و"الهاشتاج" التسلط على أهل الإيمان بأنواع الأذى القولي والفعلي من الاستهزاء والاستخفاف والوشاية والبهتان والكذب والتشويه والسباب ، وعض اليد التي مدت إليهم وعدم الوفاء . لسنا في حاجة أن نقول أن المجتمع الذي يكثر فيه المتزلفون تختفي فيه أخلاق كثيرة، ويصبح الحديث عن الإصلاح السياسي ترفا ، لأن عملية تحويل التزلف والتطبيل إلى مشروع يتكسب الإنسان من ورائه تقضي أولا على كرامة الإنسان، ثم يتحول إلى عملية "تنافسية"، كما يفعل إعلام ونخبة وفناني وراقصات الانقلاب حاليا ، وينتهي الحال إلى أن يصبح عادة يفعلها المرء حتى من دون مردود !. النفاق أنواع .. سياسي واجتماعي وإعلامي واقتصادي وأخلاقي ، والانقلاب ليس فقط انقلاب عسكري من أجل سلطة ، ولكنه انقلاب في الأخلاق والمبادئ ، والنفاق الإعلامي للزعيم والقائد تراث عربي عريق وعميق في إسفافه ، وفى زمن الانقلاب نجد النفاق والتزوير ماركة مسجلة ، وصلت لحد اختلاق قرأن من أجل تمجيد "زعيمهم" !. حملة جمع التوكيلات للسفاح جزء من هذا النفاق تشارك فيه الأحزاب السياسية القائمة المستفيدة من الانقلاب (حزب المؤتمر قدم 23 ألف توكيل والتجمع اليساري جمع 180 ألف توكيل والحزب العربي الناصري جمع 50 ألف توكيل وحزب الوفد جمع 25 ألف توكيل وحزب النور قال أن أعضاءه جمعوا توكيلات "بشكل شخصي" !) . الفلول وثوار الأمس الوهميين (المتنافسين) أصبحوا علي قلب رجل واحد يتسابقون على جمع التوكيلات للسيسي ليس نوعا من النفاق السياسي له فقط ، ولكنه لوي ذراع أيضا ، فالتوكيلات هي التي ستؤهلهم للترشيح معه وتولي المناصب مستقبلا بعدما فشلوا في الوصول بالصندوق الانتخابي !. القرآن الكريم بينً قصة النفاق في المجتمع وأوضح أن فيها "صناعة الكذب" ولذلك قال تعالى : (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) .. ولهذا ما خاف من النفاق إلا مؤمن ، ولا أمن من النفاق إلا منافق كما قال الحسن البصري ، ولما كان خطر النفاق أشد من خطر الكفر فقد جعل الله سبحانه المنافقين في الدرك الأسفل من النار .. أي أشد من عذاب الكفار . عندما يهيمن النفاق على سلطة الأمة لا تحزن فهو من سنن الظالمين التي سيذروها الرياح .. أما أقل ما يفعله الفرد لإسقاط الباطل فهو : (ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم..) (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا..)