خاص – القاهرة عقب إطاحة الانقلابيين بالرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، أصبح مصير ديوان المظالم -الذي تم إنشائه في يوليو 2012 بعد فوز "مرسى" برئاسة الجمهورية لحل المشكلات والمظالم الخاصة - وكذلك مصير الشكاوي التي قدمها آلاف المصريين له مجهولا، حيث تم دفن ديوان المظالم بالشكاوي الخاصة به بعد الانقلاب . "الشرق" حاولت التواصل مع مصطفى الشربتلي، رئيس ديوان عام المظالم برئاسة الجمهورية لكن دون جدوي، فهاتفه المحمول مغلق، وحسابه علي موقع التواصل الاجتماعي غير مفعل، وكانت اخر تدوينة له :" لن أعطيك تفويضا لكي تقتل باسمي المصريين فلن أشاركك في هذه الجريمة"، في إشارة لرفضه الانقلاب العسكري وكانت يوم 24 يوليو 2013، وتواصلنا مع وزارة العدل، ورد أحد المسئولين بها بأنهم لا يعلمون شيئا عن مصير ديوان المظالم، وأنهم لا علاقة لهم به. وحينما اتصلت برقم الخط الساخن الذي تم تخصيصه للديوان ( 16980) لتلقي الشكاوي عليه في عهد الرئيس محمد مرسي ، وجدنا أنه تم تعطيله، وجاء الرد من خلال رسالة :"الرقم الذي اتصلت به غير موجود بالخدمة يرجي التأكد من الرقم المطلوب ثم إعادة المحاولة". وكانت هناك ثلاثة خطوط تليفونية أرضية تم تخصيصها لخدمة من لديهم شكاوى وللتواصل مع ديوان المظالم، كان الرقم الأول الذي قمنا بالاتصال به 23900130-02 مرفوع مؤقتا من الخدمة، بينما رد شخص علي رقم 23910042-02 وقلنا له نريد أن نتقدم بشكوي ، فرد: عليكم بإرسال الشكاوي الخاصة بك من خلال البريد علي (رئاسة الجمهورية - قصر عابدين - إدارة العلاقات العامة) وقام بإغلاق الهاتف سريعا . بينما ردت سيدة علي الرقم الأرضي الثالث ( 23910040-02) وقالت لنا:" والله العظيم هذا تليفون منزل، وليست لنا أي علاقة بديوان المظالم"، وحينما سألناها: لماذا أقسمتي بالله، فردت: هناك المئات من الاتصالات التي كانت تصلني خلال عهد "مرسي" وعشرات الاتصالات بعده وجميعهم يسألون عن ديوان المظالم، واختتمت بقولها :" لقد ذهب مرسي ومعه ديوان مظالمه، ومن يريد ديوان المظالم عليه أن يذهب لمرسي" !. ورغم أن تقارير صحفية تحدثت منذ شهر تقريبا عن أنه يجرى إعادة ترتيب إجراءات تشغيل "ديوان المظالم" مع وضع آلية عمل جديدة تضمن وصول الحق لمستحقيه، إلا أن ما حدث هو افتتاح إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء المؤقت، يوم الأحد 23 مارس الماضي 2014 ، مركزا لتلقى شكاوى المواطنين، بمركز معلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وهو ما وصفه البعض بأنه علي غرار ديوان المظالم . ولا يوجد أي تصريح رسمي من السلطة الحالية بعد الانقلاب بشأن تجميد أو وقف أو إلغاء أو استمرار العمل بديوان المظالم أو مصير الشكاوي التي قدمت له، ولكن المرجح أنه تم إلغائه خاصة بعد إعلان "محلب" إنشاء مركزا لتلقي الشكاوي، وأن مصير الشكاوي التي قدمت له – والتي لم يتم حلها بعد – ذهبت إلي صناديق القمامة . وأحد الموظفين بقصر عابدين - رفض نشر اسمه – أكد لصحيفة "الوطن" الخاصة أن ديوان المظالم لم يعد له وجود، وقال إن العاملين فى الديوان عادوا إلى عملهم برئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء . أكثر من نصف مليون شكوي وتلقي ديوان المظالم آلاف الشكاوي من العديد من المواطنين في كافة أنحاء الجمهورية، وبالرغم من أنه لا يوجد رقم رسمي بشأن إجمالي عدد الشكاوي التي وصلت مقر الديوان، إلا أن مصادر رئاسية أكدت – سابقا - أن ديوان المظالم تلقى منذ بداية عمله نحو نصف مليون شكوى من المواطنين ارتفعت إلي مليون تقريبا ، 25% من هذه الشكاوى تعلقت بطلبات عمل، و13 % لتوفير سكن، و17 % طلبات لمساعدات عينية، بينما كانت 7% فقط للمساعدات المالية، كما حازت طلبات العلاج على نفقة الدولة على نسبة 29% و9% كمطالب أمنية، وإن الخط الساخن الذي تم تخصيصه لتلقي الشكاوي تلقي مليونا و124 ألف مكالمة هاتفية منها طلبات مباشرة وأخرى استعلاما عن طلبات تم تقديمها بالفعل . وآخر تصريح ل مصطفى الشربتلي، رئيس ديوان عام المظالم برئاسة الجمهورية، قال- خلال حواره مع جريدة الأهرام بتاريخ 15 يونيو 2013 أي قبل مظاهرات 30 يونيو بأسبوعين فقط - إن الديوان تلقى نحو 261 ألف شكوى حتى مارس الماضي 2013 ، مشيرًا إلي أن أكبر حجم للشكاوي علي مستوي الدولة كانت من نصيب وزارة الداخلية، التي وصل إليها في مايو قبل الماضي 61.567 شكوي . أي خير من الانقلابيين ؟ عبد الصمد صلاح، خريج كلية الآداب جامعة المنيا بتقدير عام جيد عام 2002، قال ل"الشرق" إنه تقدم بشكوي في شهر مايو قبل الماضي لديوان المظالم بقصر عابدين، كي يحصل علي وظيفة حكومية، نظرًا لظروفه الصحية والاجتماعية الصعبة للغاية، وحصل علي رقم خاص بالشكوي التي تقدم بها، وأنه – وأسرته - بني الكثير من الآمال والأحلام علي الاستجابة لشكوته، إلا أن انقلاب 3 يوليو جاء ليطيح بكل أحلامه، وهو ما أفقده الأمل في الحصول علي وظيفة حكومية أو أن تنظر له الدولة بعين الاعتبار . وبسؤاله عن عدم تواصله مع مركز الشكاوي الذي أنشأه المهندس إبراهيم بمركز المعلومات، أجاب باستغراب :" هؤلاء الانقلابيين سيفتحون ديوان الظالمين ؟!.. لا يمكن أن انتظر منهم شيئا خير أبدا " . وكان الرئيس مرسي قد صرح في ميدان التحرير، في 29 يونيو 2013، وقبل يوم من أداء اليمين في المحكمة الدستورية العليا، بأن بابه "مفتوح لكل الشعب وأنا على اتصال دائكم معكم" ، وكان ينتوي أن يتحول ديوان المظالم برئاسة الجمهورية إلى مؤسسة كبيرة تبحث بالتعاون مع كل أجهزة الدولة قضايا المواطن ومشاكله، مؤكدا تلقيه شخصيا تقارير منتظمة عن تلك الشكاوى بشكل يومي .