ما يزال البعض يتحدث ساخراً عن تناقض مواقف وتصريحات الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، حتى خرج الأخير ليعلن رسمياً عدم خوضه لانتخابات الرئاسة القادمة التي وصفها بعملية التدليس على الشعب المصري. تصريحات أبو الفتوح جاءت كالعادة متناقضة مع مواقفه السابقة والتي أعلن فيها دعمه للانقلاب - وإن لم يسمه وقتها انقلاباً - فضلاً عن أنه كان من الحاضرين لأول اجتماع لسلطة الانقلاب في السادس من يوليو الماضي، فضلا عن إشارات الثناء والتقدير من جانب أبو الفتوح تجاه السيسي التي أعلن عنها في أكثر من مناسبة. إلا أن أبو الفتوح عاد بعد ذلك ليقر بأنما حدث كان انقلاباً، رافضاً الاعتذار عن مشاركته في المشهد الانقلابي، كما أنه ظل طوال الفترة الماضية غير واضح في كلامه عن ترشحه للرئاسة من عدمه. موقف رئيس حزب مصر القوية، والحائز على ما يقرب من 4 ملايين صوت في انتخابات الرئاسة 2012، لم يكشف حقيقة تناقض مواقف أبو الفتوح بقدر ما كشف عن محاولات البعض القفز من سفينة الانقلاب قبل الغرق، خاصة وأن كل الطرق تؤدي إلى السيسي رئيساً وهو ما يعد بمثابة إعلان الوفاة الرسمية لثورة يناير، التي تنازع في الرمق الأخير حالياً وتحتاج قبلة للحياة، ما ينذر بمخاوف بشأن ردود أفعال جيل الشباب الذي فجر ثورته وقاطع مؤخراً أولى الاستحقاقات في عهد الانقلاب - الاستفتاء على الدستور -. ولعل إعلان أبو الفتوح عدم نيته الترشح لانتخابات الرئاسة، جعلت حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي مرشحاً وحيداً في مواجهة السيسي، فهل مشاركة صباحي من أجل استكمال المشهد الديكوري للانتخابات، أم سيحاول ثالث الانتخابات الرئاسية أن يستقطب الشباب الذين أعلنوا منذ البداية عدم اعترافهم بخارطة طريق «مسدود»؟!