- كان هذا وصف الشباب الذي فاجأنا وفاجأ العالم بثورة يناير، وهو وصف دقيق بليغ لهذا الشباب الرائع النقي. - تعرض هذا الشباب بعد الثورة لحملة منظمة للضغط عليه ليكفر بالتغيير ولينسى حدوتة الحرية والكرامة. كانت الحملة عاتية وبإمكانيات دولة، وكان الضغط على رموز الثورة أشد وأقسى. - خزائن الله تعالى لا تنفد وعطاؤه لا ينتهي .. بعد انقلاب 3 يوليو، رأينا أمواجا جديدة من الشباب أكثر إصرارا وصلابة، ,وأكثر استعدادا للبذل .. وللصبر. - قصص وملاحم الشباب في الشهور الأخيرة كأنها أساطير من نسج الخيال، لكنها حقيقة واقعة على أرض مصر الطاهرة. - بسالة الشباب أمام آلة البطش الرهيبة، وأمام استعداء وتحريض آلة إعلام الفتنة، بسالة تُشعر جيلي بالخجل. أقرأ أحيانا بعض خواطر ووصايا الشباب على صفحاتهم، فلا أطيق إكمالها للوخز الذي تحدثه في روحي. - بسالة الشباب وعطاؤه عجيب أيضا أمام تساقط الرموز وافتقاد القيادة، بل وغياب العلماء والدعاة إلى حد كبير. ورأيت هذا الشباب الطاهر يلتمس العذر لكثير من العلماء والدعاة الذين التزموا الصمت، لكن موالاة بعض العلماء والدعاة للانقلابيين سكين بارد يذبحهم ببطء، ولولا تثبيت الله تعالى لهم لكان لهم شأن آخر. - رأينا فتاة تكتب وصيتها بالتفصيل الشديد، رأينا أمًّا تحتضن ابنها القتيل وتطلب منه أن يسامحها، وكلماتها كلها طمأنينة أنه في رضوان الله، رأينا أخوين شقيقين يقتلان في نفس الساعة وتُشيع جنازتهما سويا، ورأينا أبا مكلوما يقسم أنه فخور باستشهاد ابنه الوحيد. - الأمم – بل والحضارات – تقوم على البشر .. على الناس .. هؤلاء هم الرصيد الحقيقي لأي أمة أو حضارة، وليست الأموال ولا الأسلحة ولا المباني والجسور والتجهيزات. - كل ما وقع ويقع وسيقع من تدبير الله تعالى وبحكمته البالغة ولا شك. قد نجهل هذه الحكمة وقد تخفى علينا، لكن شعورا قويا لدى كثيرين بأن الله تعالى يهيئ الأمة لأمر عظيم عظيم، وأن الأرض تتهيأ له من خلال هذه المحنة، وأن غدا سيشرق أفضل من أحلامنا جميعا.