لم يزد عددهم عن 50 ألفاً... اقتحموا ميدان التحرير مرددين هتافات "عيش حرية عدالة اجتماعية"، وظلوا كذلك حتى منتصف الليل عندما أجهزت عليهم قوات الأمن بعد أن أطفأت أنوار الميدان لتفريقهم .. لم يكن يوم 25 يناير 2011 يوماً غير عادي، فالمظاهرات التي خرجت بشوارع القاهرة كنت محدودة ولكنها أحدثت أثراً قوياً إذ كسرت حاجز الخوف واليأس لدى المصريين لتدفعهم للخروج في 28 يناير فيما عرف بجمعة الغضب. وعلى مستوى المحافظات، فلم تشهد محافظات مصر وقتها مظاهرات حاشدة وإنما كانت محدودة النظاق كمثيلتها في القاهرة، إلا أن ما حدث في السويس وقتها كان بمثابة الشرارة التي أطلقت ثثورة المصريين وذلك بعد سقوط أول شهيد هناك على أيدي قوات الشرطة. واليوم.. وبعد مرور 3 سنوات على ثورة المصريين.. يبدو المشهد مختلفاً عن ذي قبل.. فالآلاف الذي زحفوا إلى ميدان التحرير اعتبروا ميادين القاهرة الأخرى قبلتهم للتظاهر وللمطالبة بإسقاط الانقلاب وحكم العسكر بعد أن أحكم العسكر سيطرتهم على ميدان التحرير الذي جعلوا حكراً على مناصريهم من مؤيدي الانقلاب. وإذا كان يوم 25 يناير 2011 قد أشعل فيه نار الغضب سقوط شهيد واحد في السويس، فإن ميادين مصر بالأمس شهدت مجزرة جديدة للانقلاب، لاسيما في منطقتي ألف مسكن والمطرية بالقاهرة والتي سقط فيهما ما لا يقل عن 30 شهيداً. سلطات الانقلاب لم تتوانى عن استخدام كافة الوسائل لقمع المظاهرات، فلم يعد الخرطوش أو خراطيم المياه، السبيل لفض المظاهرات كما كانت تفعل الشرطة خلال مظاهرات 25 يناير 2011، ولكن الأمر تطور لديهم ليصل لحد قنص المتظاهرين من المروحيات وفتح الأسلحة الآلية والجرينوف عليهم. وشهدت محافظات الجمهورية أمس مظاهرات حاشدة رفضاً للانقلاب وظهرت أسماء محافظات لم تكن على خارطة الثورة في يناير 2011 مثل اسوان وبعض محافظات الصعيد، وكانت للمرأة دورها الفاعل في مظاهرات الأمس، وهو ليس بالدور الجديد خاصة للمتابع للمظاهرات منذ الانقلاب. على الجانب الآخر، وفي الوقت الذي كان فيه الشهداء والجرحى يتساقطون،، كانت تتساقط "كوبونات" الجوائز على المحتشدين بميادين تأييد الانقلاب، وهي التظاهرات التي تحولت عن وجهتها أكثر من مرة،، فبدأت في الأصل للاحتفال بذكرى الثورة، ثم تحولت لمظاهرات دعم الفريق عبدالفتاح السيسي رئيساً انتهاء بالحفلات الراقصة وحوادث التحرش والاشتباكات بين مؤيدي الانقلاب بعضهم البعض! 25 يناير 2014، أراده البعض إحياء لأحد أهم الأيام في تاريخ المصريين، وعمل البعض الآخر على تشويهه وتشويه ميدانه، إلا أن الشاهد في النهاية يقول، إن دماء شهداء 25 يناير 2014 طهرت ذكرى يناير 2011 من التشويه والأذى الذي لحق بها.