لم يتصور احد ان هؤلاء الضعيفات الصغيرات اللائي لا تزيد اعمار بعضهن عن اربعة عشر عاما يمكن ان يثرن الدنيا ويحركن الامين العام للامم المتحدة الذي لم يتحدث ببنت شفة ضد الانقلاب منذ وقوعه في 3 يوليو ليعرب عن قلقه على مصيرهن، وقد ساعد في هذه الضجة الكبرى القاضي الذي اصدر حكما فاسدا كامل الاركان والاكثر من ذلك انه ربما كان يريد الشهرة فسمح لكاميرات التليفزيون ان تدخل للقاعة وهو ما يرفضه كثير من القضاة رغبة في تصويره حتى يكون هو حديث الناس ولكي يتقرب للسيسي وقادة الانقلاب لكن الكاميرات ركزت على الطالبات اللائي ظهرن امام الاعلام العالمي بصورة دمرت الانقلابيين واظهرت فسادهم وفساد قضائهم ومحاكماتهم القائمة على الانتقام حتى من طالبات صغيرات كانت البراءة تكسو وجوههن الوضيئة وابتساماتهن التي جلبت لهن التعاطف الدولي والمحلي وجعلت كثيرا من مؤيدي السيسي والانقلابيين ينقلبون عليهم وقد تمثل هذا في مظاهرات الجامعات التي ملأت اركان مصر و أدت الى استقالة جماعية للاتحادات الطلابية وتعطيل للدراسة والامتحانات في الجامعات وغضبة طلابية غير مسبوقة ادت الى تغير مسار الحراك الطلابي في مصر بانضمام كثير من الطلاب الذين كانوا لا يشاركون في التظاهرات اليها، كما زادت نسبة النساء اللائي يشاركن في التظاهرات ضد الانقلاب بشكل ملحوظ والامر لم يعد متوقفا على المحجبات فقط بل تجاوزهن الى فئات كثيرة في المجتمع حتى ان مستشارة الرئيس المؤقت عدلي منصور خرجت على وسائل الاعلام للتحدث عن امكانية عفو الرئيس الذي لا حول له ولا قوة عن الفتيات اللائي حكم عليهن بهذا الحكم الصادم ، لكن خرج عليها من يقول لها ان الرئيس المؤقت ان كان له قرار فهو لا يستطيع اصدار العفو إلا بعد الحكم النهائي وليس الحكم الابتدائي المهم ان هذا القاضي ورط السيسي والنظام الانقلابي كله في الحكم الذي اصدره، لكن هذا الحكم أدى الى حراك شعبي غير مسبوق على مستوى النساء وعلى مستوى الطلاب وعلى مستوى الاسر التي رأت في كل طالبة منهن ابنة لها، اما على المستوى العالمي فقد اكدت ان هناك انقلابا غاشما ليس لديه سوى قانون الغاب يطبقه حتى على الاطفال. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا