نحن بحاجة إلى قطيعة مع نظام الحكم الذي أودى بمصر إلى ما نحن فيه من فساد وتخلف وحكم عسكر وظلم متبادل. نحن بحاجة إلى قطيعة مع تلك الجمهورية الأولى التي فسدت بفعل المجرمين والفاسدين والظلمة. مصر بحاجة إلى الجمهورية المصرية الثانية: جمهورية تقوم على أسس جديدة صحيحة من الدولة المدنية على أكتاف الجماعة الوطنية المصرية بكل توجهاتها، ومع الاعتزاز بتنوع وثراء الهوية المصرية الجامعة لكل أبناء مصر، والحرص على الكفاءات والمواهب والإبداع طريقاُ للتقدم. من يظنون أن مشكلة مصر في حاكم .. أو في دستور أو في نظام حكم مخطئون. مشكلة مصر في نمط تفكير سياسي يحتاج إلى تطوير كامل. مشكلة مصر في رغبة البعض في إصلاح كيان آيل للسقوط لا يمكن إصلاحه بدلا من التفرغ للتغيير وإسقاط ذلك النظام كما طلب الشعب في 25 يناير وإستبدال الكيان الآيل للسقوط بكيان جديد قائم على أسس راسحة حقيقية معاصرة .. كيان يمكن أن نسميه: الجمهورية المصرية الثانية. شيوع المظالم بين المصريين .. تردي الأخلاق العامة .. انتشار ظواهر الفوضى في كل مكونات المجتمع .. تمزق النسيج الوطني وانتشار الأنانية الفردية على حساب المجتمع .. إنهيار أخلاقيات العدل والأمن والحرية على كل مستويات الدولة. كل ذلك يؤكد أن منظومة الحكم الحالية آيلة للسقوط التام، وأننا لسنا بحاجة إلى تغيير حاكم فقط ولكن الأهم أننا بحاجة إلى تغيير نمط حكم وطبيعة التفكير السياسي لمصر. التحالف المصري سيسعى إلى وضع أسس الجمهورية المصرية الثانية ضمن إطار عمله ورؤيته للتغيير، ونأمل أن يكون نواة سياسية جديدة للجماعة الوطنية بحيث يمكن أن تنطلق مصر للأمام بعد سقوط الانقلاب. قد تبدو الكلمات حالمة أو نظرية، وقد يبدو الواقع المؤلم ضاغطا. ولكن المحنة هي محاضن الأفكار الجديدة وهي نقطة البداية في مشروعات التقدم، فلننظر إلى اللحظة الحالية على أنها لحظة موت كيان فاسد .. وهي أيضا لحظة ولادة كيان أفضل بإذن الله. أثق أننا نشهد تدريجيا ولادة الجمهورية المصرية الثانية، وأن الأنقلاب سيعلن في نهايته وقبل سقوطه عن نهاية جمهورية القهر والفساد والظلم التي أرهقت شعب مصر طوال عقود مضت، وأعاقت نمو الأمل المصري .. وحان وقت التغيير .. لا الإصلاح .. وقد دارت العجلة .. وستذكرون ما أقول لكم. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا