"نار الانقلاب تحرق الصديق والعدو"، هكذا يقول لسان حال الإعلامي باسم يوسف وهو يرى محاصرة العشرات من مؤيدي الانقلاب بعضهم من البلطجية أو ما يطلق عليهم تهكما "المواطنين الشرفاء" لمسرح راديو بوسط البلد، اليوم الأربعاء لمنعه من تصوير حلقة جديدة من برنامجه "البرنامج"، اعتراضا على سخريته من قائد الانقلاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي خلال الحلقة الماضية، رغم أن يوسف نفسه كان أداة من أدوات الانقلاب. وكان النائب العام المستشار هشام بركات قد أمر بالتحقيق في بلاغ ضد باسم يوسف بتهمة تكدير الأمن العام على خلفية محتويات الحلقة الماضية. يذكر أن باسم يوسف أحد الأركان التي استند عليها إعلام الانقلاب في الحرب ضد الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي، دون أن يدري أن نار الانقلاب تحرق الصديق والخصم على حد سواء. ويرى الكثير من المحليين أن الدولة البوليسية التي كانت سمة غالبة في عهد الرئيس المخلوع مبارك قد عادت عقب الانقلاب بشكل أكثر شراسة، فقالت صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان " تحت عنوان "من سينجو في مصر؟" قالت افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز: "بعد مرور عامين من مخاطرة آلاف المصريين بأرواحهم، لإسقاط الديكاتور حسني مبارك، زادت الحكومة التي يتحكم فيها الجيش من نطاق نظام قمعي، قد يكون في النهاية أسوأ من النظام الذي أسسه وأداره مبارك. يذكر أن يوسف ليس الحالة الأولى التي يعادي فيها الانقلاب أحد أركانه، فقد تعرض الدكتور محمد البرادعي مستشار الرئيس المعين السابق لحملة ضارية واتهامات بالعمالة، لا لشيء إلا لاعتراضه على المجازر الدموية التي صاحبت فض اعتصام معارضي الانقلاب، وبعد أن كان البرادعي ينظر إليه وكأنه "غاندي" في عيون الانقلابيين. وكذلك كشفت التسريبات التي بثتها شبكة "رصد "من حوار السيسي أن طموح وزير الدفاع لا يقف أمامه مؤيد أو معارض للانقلاب، مثل حديثه عن مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي.