الثقافة والحرية صنوان لا يفترقان، خاصة عندما ترنو الأولى إلى دور اجتماعي من العيار الثقيل، اي العيار الذي يوازي ما تؤديه مؤسسات غائرة في القِدم، مؤسسات لم تزل تتشبث "بحلم الأسلاف" الذي قد لا يكون. لذا تفتح الحريات آفاقاً واسعة للعقل المبدع كي يجرب الاضطلاع بالإصلاح، مع ملاحظة التوافق بين الإصلاح والصالح، أي الإصلاح والحصانة، كي لا تنزلق الثقافة إلى مهاو لا يمكن سبر أغوارها. ربما قال المتابع إن "الثقافة" تبدو لفظة مبهمة في سياق هذا الجدل الذي نطوره في سياق هذه المقالة والمقالة السابقة ليوم السبت الماضي؛ أي أنها تعامل وكأنها امرأة جميلة ولكن مجهولة، أو شخصية بلا ملامح، بلا طعم ولا رائحة. والحق، فإن الثقافة هي خلاصة ما فكر به القدماء، ليس فقط هنا في العالمين العربي والإسلامي، بل كذلك عبر العالم القديم، الشرقي والغربي. لذا فإن الثقافة "جوهرة" ينبغي المحافظة عليها وإدامة لمعانها وحمايتها من الضالين والطارئين والذين لا يفقهون لها معنى أو لا يرون لها دوراً اجتماعيًّا إصلاحيًّا حقا. بل إن علينا أن نرتقي بمنظورنا إلى الثقافة فوق "عروض الأزياء" وبرامج "مطبخك سيدتي" وعروض "الرقصات الشعبية" أو "العاب الأطفال" في مجتمعات الخليج العربي، على الرغم من أهمية مثل هذه الحقول. إن الأصح هو المنظور الذي يباشر الثقافة بنفس درجة مباشرته المؤسسات الاجتماعية الأكثر تشكيلية كالمؤسسة الدينية والحكومية والقضائية، كي تناط بها وظائف الإصلاح والمراقبة، الارتجاع للماضي واستشراف المستقبل. لذا فإن هذا "الجنس" من الثقافة الجادة والتشكيلية لا يقبل التدخل أو الشعور بالخوف والإملاءات. هو جنس يقبل التدخل والتحوير، الدعم والإغناء، فقط من مؤسسات راسخة كالمؤسسة الجامعية والمؤسسة الدينية اللتين تدخلان حقل الثقافة، عنصرين أصيلين، على سبيل الإغناء والارتقاء بالإنسان. لقراءة المقال كاملا اضغط هنا