«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صورة المرأة وصورة الآخر
في رواية »الموعود بالجنة« للكاتبة سحر الأشقر
نشر في أخبار الأدب يوم 07 - 06 - 2013

علي الرغم مما تثيره كتابات المرأة من جدل حول طبيعتها النصية والموضوعية في التعبير عن عالمها الإنساني الخاص، ورفضها القاطع لأي مصطلح يصنف كتاباتها الإبداعية تصنيفا يضعها علي هامش المشهد الإبداعي، أويدّني من جهدها الموضوعي علي أي مستوي مثل مصطلح الأدب النسوي أو الأنثوي أو النسائي إلا أن هناك ثمة جهد ورؤية خاصة لا شك تكمن في نصوص المرأة الكاتبة الإبداعية من حيث اختيار موضوعات الكتابة ونسقها وإيقاعها والتقنيات المستخدمة في طريقة كتابتها وتشكّل ملامحها، بحيث تتفاعل فيها كتابات المرأة مع بعض هذه المصطلحات سواء من قريب أو بعيد، كما تتفاعل معها رؤيتها تجاه الواقع الخاص بجنسها وتجاه قضايا عدة ترتبط بحياتها وما يجري علي الساحة من مجريات واقعية ومتخيلة وفاعلة تدخل تحت ما يسمي بصوت الأنثي في التعبير عن ذاتها.
وساحة الرواية من الساحات التي شهدت هذا الجدل الدائر حول إشكالية الأدب الذي تكتبه المرأة، والأسئلة المطروحة حول هذا الموضوع كثيرة : فهل تكتب المرأة أدبا خاصا بها؟، هل الأدب النسوي هو أدب الوعي المتقدم المقترن بجرأة اقتحامية؟، هل هو الأدب الاحتجاجي؟، هل هو أدب التمرد وحرق المراجل؟، هل هو أدب النحيب علي أعتاب خسارات النساء؟ هل هو أدب الميلودرامات الاجتماعية؟. اسئلة كثيرة تثار حول ما تكتبه المرأة من إبداع. والإجابة علي ذلك يكمن في الإبداع ذاته هو الذي يتحدث ويجيب من داخله بكل وضوح عن الظاهرة التي ما زالت تراوح المشهد الروائي والسردي الآن، والمرأة الكاتبة عن المرأة هي التي ما زالت تبذل قصاري جهدها لتؤثث لنفسها صفحة إبداعية في المشهد الروائي المعاصر وهي كثيرا ما تحاول أن تدفع صخرة سيزيف إلي أعلي التل مع كل تجربة هي تتعلم من الإخفاقات والنجاحات حتي تصل إلي لحظة التنوير التي يتوق إليها المبدعين في كل زمان ومكان.
وفي روايتها الأخيرة الموعود بالجنة ترفد الكاتبة سحر الأشقر صفحة من حياة أسرة ارتبطت بواقعها الخاص من خلال رؤي لشخصيات انتخبتهم من الواقع الاجتماعي العام لتجسد من خلالهم صورة المرأة في تعاملها مع الواقع الإنساني بكل ما يطرح من علاقات مأزومة وجرأة في التناول والممارسة ونظرة حياتية مستمدة من الواقع الاجتماعي والنفسي وعلاقات المرأة مع الرجل بجميع توجهاتها المألوفة والشاذة، وصورة الرجل الذكورية الراسخة في مجتمعنا وأبنية القيم بكل توجهاتها التي يعمل عليها الرجل في تعامله مع المرأة في مفارقة ناتجة عن سوسيولوجية اجتماعية تفرزها الشخصية المريضة والسوية علي السواء داخل نسيج النص.
إن الطرح الذي تطرحه الكاتبه في روايتها الموعود بالجنة يثري هذا المجال خاصة إذا كانت الكاتبة تستطيع أن تحدد برؤيتها الأنثوية أبعاد الصياغة الدلالية الخاصة بمحتوي ما تحمله صورة المرأة داخلها من رؤي وأفكار تشير إلي قضيتها الأساسية مع الرجل وصورتها الكاشفة داخل مجتمعها وعالمها وطبيعة ممارساتها ورؤيتها تجاه الحياة.
ورواية الموعود بالجنةس تطرح رؤية تتشكل من واقع مأزوم في طبيعته وإن كان هناك ثمة أمور أنثوية تحملها شخصيات الرواية بعضها يبدو لأول وهلة وكأنه يمتح الصورة الدائمة للمرأة في عدة شخصيات كاشفة عن كنه ما ترفده طبيعتها في صورها المختلفة الرومانسية والواقعية والمريضة والداعرة والمتسلطة وغير ذلك من طبائع المرأة الكاشفة والمضمرة في نسيج النص.
صورة المرأة
المرأة كما أوضحنا هي المحور الرئيسي للنص وإن كان الرجل يشاركها في شغل مساحة سردية كبيرة علي مستوي الأحداث لها فاعلياتها الخاصة من منظور الذكورية المهيمنة والمسيطرة علي الواقع الاجتماعي خاصة ما يتصل منه بواقع المرأة جسديا ونفسيا، إلا أن المحرك الرئيسي لهذا الجهد الروائي يكمن اساسا في صورة المرأة المتمحورة بصورها المختلفة في نسيج النص برمته والتي تتحرك من خلالها الأحداث لتكّون في النهاية صورة درامية لواقع مأزوم في بعض جوانبه يأخذ من القضايا الاجتماعية والسياسية، وتابوهات السرد من خلال المسكوت عنه الأيديولوجي والجنسي ملامح تشكّله، فثمة رؤي تتخلق داخل نسيج النص تبرزها شخصيات أنثوية تبدأ من شخصية الممرضة وهي شخصية ملتبسة بدأ بها النص في عيادة طبيب أمراض النسا هشام، وهي وإن كانت شخصية ثانوية مهمشة إلي حد كبير في تجسيد صورتها إلا أن الكاتبة استطاعت من خلال هذه الشخصية أن تبرز جانبا مهما من جوانب المرأة اللعوب العارفة ببواطن الأمور بإيحاءاتها ودلالة نظراتها للطبيب والمرضي علي حد سواء، وهي وإن كانت أبرزتها كعامل مساعد في مستهل الكتابة النصية إلا أن دورها في تجسيد واقع ما كانت عليه عيادة الطبيب الذي تعمل لديه وهو الدكتور هشام إحدي الشخصيات الرئيسية كان لها دورها المعمق والفاعل في إدارة دفة تعامل طبيب أمراض النسا الشاب خاصة مع النساء المترددين عليه في العيادة والعليمة بممارسته الذاتية الشاذة معهم، بل إنها أيضا كانت تسلمه نفسها في الأوقات العجاف علي حد قوله، هو يقول عنها : تلك الممرضة السمجة التي تعتني بجسدها الذي تعشقه، تبدو فخورة بجنونها الذي هو من نوع خاص، وهو علمها بكل خبايا الأشياء، فذاكرتها الكمبيوترية، كسم تخرجه من شفتيها، بفحيح مبحوح مغري، يجعلها تترنح علي عرش قذر من الأوهام النرجسية. (ص22).
كذلك كانت الشخصيات النسائية الأخري بأدوارها الفاعلة والمهيمنة علي نسيج النص تكرس الكاتبة من خلالهن وضعية المرأة في مجتمعها الطبقي، الذي ينتقد هذه الوضعية وينقدها ويعريها كجزء لا يتجزأ من وضع اجتماعي مرفوض عقليا وحسيا وشعوريا، بدءا من الأم (ملك)، وهي شخصية كما هو واضح أيضا من أسمها تملك من جماع المتناقضات الكثير، تزوجت من رجل ريفي ثري يكبرها بعشرين عاما، أنجبت منه ولدين هما هشام وعامر، وشخصية (ملك) حسبما رسمتها الكاتبة شخصية تسلطية بفعل ظروف تجربة عاطفية قاهرة تعرضت لها في مرحلة الشباب، كانت تحب طبيبا شابا يدعي هشام، تركها وتزوج أبنة طبيب كبير لطموحاته وتطلعاته الذاتية، بينما تزوجت هي زواج المصلحة لتنقذ عائلتها الأرستقراطية بعد إفلاس والدها ومرضه، لذا كانت حياتها العاطفية الأولي تطاردها دائما نتيجة لهذه الصدمة وتنسحب علي كل ممارساتها بماضيها علي واقعها الآني، ما دعاها أن تعيش الوهم الدائم في كل مناحي حياتها فتسمي أبنها الأول هشام علي أسم حبيبها الطبيب هشام، وأن تسير به إلي نفس المصير الذي آل إليه حبيبها فيصبح هشام الصغير طبيبا هو الآخر له عيادته الخاصة : ذلك الأصل الذي حاولت، أن أصنع أبني علي صورته؟ أسميته نفس الأسم أدخلته كلية الطب، أغدقت عليه بحنان، ليعوضني عن الحلم الذي اغتالني. (ص8) كانت تفرّق في المعاملة بينه وبين أبنها الثاني عامر، الرافضة له علي طول الخط والذي لم يكن علي شاكلة أبنها الأول شكلا ومضمونا : لم أجد أدني استعداد لأن يسلبني عامر جزءا من اهتمام أخيه. هشام ملامحه أرستقراطية.. بشرته بيضاء ناعمة، كأن عين الشمس تخشي عليه، فترفض أن تنظر له، والآخر بملامحه الريفية وبشرته السمراء الخشنة، كأنه يعمل في الحقل ليل نهار، دائما ولدايّ يختلفان، وسرعان ما يتفقان، وقبل أن يتآخيا، أفتح لمليكي (أبني الأكبر) أبواب المملكة، كي يستمتع بدروس الموسيقي علي أنغام البيانو، يذهب للنادي يمتطي ظهر جواده.. يتعلم الفروسية، يشتد بنيانه بتمرينات الراكت والبنج والجولف، أما الآخر (ابني الأصغر) فيمضي الأجازة الصيفية بالعزبة، يتابع الأرض مع أبيه. (ص10)، إن نزعة الإقصاء التي مارستها الأم (ملك) مع أبنها الثاني عامر كان مردها إلي عقدتها النفسية التي نشأت جراء الإقصاء الذي مارسه معها حبيبها هشام في مرحلة الشباب، لذا كان أبنها الأول هشام هو الأثير لديها تدافع عنه بكل ما تملك من قوة وتمنحه حنانها بقسوة بالغة حتي إنها كانت تطرد الفتيات اللاتي كن يحاولن الاختلاط به أثناء الدراسة بدافع الغيرة والاحتفاظ به لنفسها، أما عامر فكان أبن أبيه كما كانت تنعته، كانت هذه النظرة الشاذة من الأم ملك تجاه أبنيها نابعة من أرستقراطيتها الزائفة وفقدها لحبها الأول بطريقة هزت أنوثتها وأفقدتها جزءا مهما من عاطفتها المشبوبة ولكنها عوضتها في أبنها الأول الذي أحبته حبا غير طبيعيا ما جعل أبنها الآخر عامر يحتل مكانة خاصة لدي الأب مصطفي الذي احتضنه وعوضه عن حنان أمه، لذا فإنها كانت رافضة له لأنه يمثل لها الواقع المأزوم الذي تعيشه الآن من وجهة نظرها، علي الرغم من ذلك فإن الأخوين كانا يحاولان التمسك كل منهما بالآخر كرد فعل لمعاملة الأم القاهرة لهما، كانت حياة الأم مستحيلة القياس بالنسبة لما كانت تفعله مع أبنيها وزوجها الذي كتب لها كل ممتلكاته إرضاء لفارق السن الكبير بينهما، فقد كان دائما ما يقف عاجزا عن التصرف عند مشاهدته التفرقة في المعاملة بين ولديه في أكثر من موقف، لذا فقد احتضن أبنه الثاني عامر ليعوضه عن حنان الأم بحنان الأب وجعله نديمة في القرية يساعده في الاعتناء بالأرض، لذا نشأ هشام مدينيا وأصبح طبيبا ونشأ عامر نشأة ريفية وانتهي إلي أن أصبح أستاذا في الأزهر الشريف، ولكنهما منذ الصغر كانا لا يفترقان في السمات والأخوة والحب، علي الرغم من هذه المفارقة في التربية بين كل من الأخوين إلا أن هناك صلة روحية تبقي جزءا من مشهدية الأسرة داخل كل منهما، هي عند هشام وإن كانت متضخمة ذاتيا بعض الشئ نتيجة لتدليل أمه له والتي أسقطها علي النساء المرضي اللائي كن يترددن علي عيادته، إلا أن هناك مسحة من الإنسانية لا زالت باقية داخله، وتجذرت في ذاته بعمق وقد بدأت بوادرها تظهر حينما كان يدرس في لندن وتعرف علي (لورا) الفتاة الأنجليزية اليهودية التي تزوج بها هناك وأنجب منها يوسف، وحينما حاولت أن تدفعه للسفر معها إلي إسرائيل، يرفض هذا العرض رفضا باتا، فتعاقبه لورا بأن تهرب بأبنهما يوسف إلي إسرائيل وتترك هشام نهبا لهذه المأساة التي ألمت به في غربته خارج الأسرة، وكانت هذه أول مأساة حقيقية يتعرض لها هشام في حياته : تكشف لورا قناعها المزيف، تفاجئني بجنسيتها الإسرائيلية وحلمها هي وأبوها وباقي الصهاينة بإسرائيل الكبري، التي تمتد من النيل للفرات، وقبل أن أستوعب الصدمة الأولي.. فجأتني بالصدمة الثانية، وهي عضوية أبيها بالكنيست، وانتمائه لحزب المفدال الديني القومي. (ص22)، كانت هذه الصدمة الأخري مدعاة للتحولات التي ألمت بشخصية هشام وجعلته يحاول الانتقام من جنس المرأة بأكمله.
ثمة نساء آخريات يختزلن الواقع المأزوم في نسيج النص، وهن من المترددات علي عيادة الدكتور هشام أبن ملك وطبيب أمراض النسا المعروف للعلاج، بعضهن كن يقعن في براثن وحبائل شخصيته الآسرة، والبعض الآخر يحاول هو الإيقاع بهن لأغراض في أنفسهن مثل (ميرفت) المرأة اللعوب التي تتفنن في منحه نفسها بغرض الحمل، لتوهم زوجها أن الحمل تم عن طريقه، وما أن يتم لها ذلك حتي تفاجأ بأن زوجها غير قادر علي الإنجاب فتنتحر، وحسناء الفاتنة التي كانت ترمي بشباكها حوله انتقاما من زوجها الذي يخونها مع النساء، وكان هو بدوره يتعامل معها لإذلالها من منطلق معرفته بهذه النوعية من النساء المنحرفات : تشدني حسناء من يدي، أنهرها بقسوة، أشير لها بالانصراف.. الكشف الآخر حان ميعاده، كنت هكذا معها، انتقم من انوثتها الطاغية. (ص29) وبعضهن كان هو يحاول الإيقاع بهن ولكنه كان يقابل بالرفض الشديد مثل (فضيلة) زوجة عامل المدرسة الابتدائية التي باعت الطقم النحاسي لتنفقه علي الاطمئنان علي حملها، الذي كانت تريده ذكرا بعد أن أنجبت أربع بنات لترضي بذلك زوجها، حاول الدكتور هشام الإيقاع بها لأنوثتها الطاغية وجمالها الآسر رغم شدة فقرها. إلا أنها صدته بشدة : تنظر لي بإشمئزاز، تلتقط ملابسها لترتديها، أمنعها، تلطمني بالقلم، أحاول أن أجردها من ملابسها، تقاومني وهي تبكي، صدق بكائها، صدّقني بكل الصادقين الذين مروا بصحراء حياتي، أبي، جدي، خالي، حبيبتي، (ص43)، لقد كانت شخصية هشام متضخمة إلي أبعد الحدود من ناحية المرأة وملتبسة في ممارساتها مع الجميع هو يتعامل مع النساء جميعا بوجه واحد حتي أمه كان يكره ممارساتها معه ويتهمها بأنها السبب فيما هو فيه، فهو يستطيع بوسامته وطبقته وماله ومركزه الاجتماعي أن يوقع بأي امرأة لذا فقد كان مسيطرا علي هذه الناحية خاصة وأنه يعمل في مجال أمراض النسا وهو ما أتاح له أن يشبع هوايته الجنسية مع كل ما تروق له من مريضاته، حتي مع ممرضته التي كانت تساعده علي ذلك مقابل ما يعطيه لها من نقود وما يقضيه معها في بعض الأحيان، لقد كانت هذه النزعه ناتجة عن تدليل أمه له، ومحاولتها إبعاده عن جنس النساء كله لتستأثر به لنفسها كعقدة أولية حدثت لها فترة شبابها مع الدكتور هشام الكبير، وعقدة نفسية حدثت له أيام الشباب حينما كان مرتبطا برباط الرومانسية مع الفتاة الريفية (سلمي) ازميلته في الكلية والتي أبعدتها أمه عنه بحيلة رخيصة دبرتها بإحكام فكان تأثيرها فيه عميقا ظل معه حتي النهاية، كما كان أيضا يريد أن ينتقم من المرأة بصفة عامة كما كان يفعل شهريار انتقاما من فعلة الإسرائيلية لورا التي سرقت أبنه وهربت به إلي أبيها عضو الكنيست في إسرائيل، كانت هذه الثيمات النفسية التي حكمت شخصيتي الأم (ملك) والأبن هشام، يمكن اختزالها في عبارة مفترضة قالها جان بيلمان نويل في كتابه التحليل النفسي والأدب وهي عبارة الأنا ليست سيدة بيتهاس. ومعني هذا أن هناك أشياء تفكر بداخل الأنا وتوجّه أفعالها مع أفكارها دون حتي أن تحاط علما بحدوث بعض الظواهر. أما الأدب فعن طريقه نعي إنسانيتنا التي تفكر وتتكلم، فيه يمكن للإنسان أن يسائل نفسه وقدره الكوني والتاريخي واشتغاله الذهني والاجتماعي. (الرواية والتحليل النصي.. قراءة من منظور التحليل النفسي، د . حسن المودن، الدار العربية للعلوم ناشرون/ منشورات الاختلاف، بيروت/ الرباط 2009 ص13)
الأيديولوجية في النص
وفي تحليل النص تبرز رؤية الأيديولوجية المتجذرة في نسيج أحداث النص من خلال شخصية يوسف وأمه الإسرائيلية لورا التي أنجبته، ثم هربت به إلي إسرائيل بعد أن رفض هشام مرافقتها إلي هناك لتمسكه بهويته وذاتيته العربية : نشأ يوسف في ظل مجتمع صهيوني، بعدما هربت به أمه (لورا) لإسرائيل، كان يعلم أن جذوره شرقية، دائما يتذكر أبيه الذي حرم من أحضانه، ليصطدم بقسوة جده لأمه، طالما جاهد بشتي الطرق، لينخرط حفيده داخل هذا المجتمع، ويصبح جزءا لا يتجزأ من أحلامه التي تمتد من النيل إلي الفرات. (ص49)، وقد خصصت الكاتبة بذكاء كبير هذه الثيمة الأيديولوجية للخطاب الأدبي السياسي في مشهدية اعتراضية حول الصراع العربي الصهيوني وإن كان هذا الخطاب يستحق أن يفرد له مساحة أكبر من تلك المعطاه في نسيج النص بل هو يستحق رواية مستقلة عن هذه المشهدية النصية في تيمة تستحق الإفاضة في مجرياتها، إلا أن الكاتبة وظفت مشكلة الإنساني العربي وعلاقته مع الآخر الصهيوني في ظل مسوغات روايتها إشارة إلي وجهين نقيضين هما، الوجه السياسي، والوجه الإنساني المضمر، وهي إضافة مهمة استقلت بنفسها عن مجريات المشاهد الأخري للنص، وإن كانت مرتبطة بها من ناحية التغلغل في المفارقات العجيبة التي تحيلنا إلي شخوص وأحوال تمر بها الأسر المصرية وتنحصر رؤيتها عبر رؤي اجتماعية وأيديولوجية قد تكون غرائبية في بعض الأحوال مثلما حدث في هذه المفارقة النصية في المشهد الخاص بلورا وأبنها يوسف، ولعل الروايات التي تناولت هذه التيمة المتجذرة بقوة في المشهد الروائي العربي المعاصر وهي ثيمة مهمة في هذا المشهد تبرز الصراع العربي الإسرائيلي في أشكال متعددة حسب رؤية الكاتب نحوها مثل روايات زرجال في الشمس والعائد إلي حيفا وباقي أعمال غسان كنفاني، وسداسية الأيام الستةس والوقائع الغريبة لأبي النحس المتشائل لإميل حبيبي، وسأسطورة ليلة الميلاد لتوفيق المبيض، وسالحرب في بر مصرس ليوسف القعيد، وسكنت جاسوسا في إسرائيلس لصالح مرسي، وسسلام علي الغائبينس لأديب نحوي، وسالمرصدس لحنا مينه وغيرها من الأعمال الكثيرة التي تناولت هذا الصراع وأصلت فيه معالم التعامل مع الآخر الصهيوني من خلال رؤية روائية سردية تعاملت مع هذه التيمة بحرّفية أبرزت الجانب الإيجابي في الصراع العربي الإسرائيلي من جوانبه المختلفة. وقد حفلت رواية زالموعود بالجنةس بهذه التيمة من خلال الأبن يوسف ز: كان جدي يصطحبني لأماكن العبادة القديمة فوق مرتفعات أورشليم، يمارس الطقوس والشعائر اليهودية، يتمسح بالأماكن المقدسة التي وطأها أجداده القدماء، يأخذ معه بقرة وكبش وحمامة، يأمر الحرس الذين يصاحبونه، يشطرونها إلي نصفين، وينتظر إلي أن تغرب الشمس، ليستقبل الرب، كما أخبره سفر التكوين بأن (النبي إبراهيم) كان يمارس هذه الشعائر، فيأتيه الرب في صورة دخان وشعلة من النار، ليعلن عهده لنبيه، كان جدي (عضو الكنيست) يمارس هذه الطقوس وسط جمع من حراسه، وكله ثقة بأنه حامي الحمي، والمؤمن الوحيد في هذا الكون الذي سينال شرف مقابلة الرب، لكنه كان ينتظر وينتظر والحشد الحارس له يترقب معه، لكن بلا جدوي، عندما يلمح ملامح السخرية بعينيّ، كان يتمني أن يلقي بي من فوق المرتفعات. (ص49/50)، كان هذا الصراع الخفي الدائرة بين الجد الإسرائيلي والحفيد العربي يظهر ويختفي حسب ما تمليه المواقف والأحداث، وتمثل شخصية الجد هنا شخصية الآخر الصهيوني، بكل سطوتها وطغيان شخصيتها علي واقع الأسرة في إسرائيلن كما تمثل شخصية يوسف من وجهة نظر الجد شخصية العربي الذي يمكن أن يوظف لخدمة الكيان الصيهوني أو أن يصفي بحجة عدم خدمة الوطن. نبرات جدي وهو يتهمني، بأنني نبتة شيطانية بلا جذور، تذكرني بذلك المسؤول الذي يعمل بإحدي الجهات الأمنية الإسرائيلية، وهو يصف غير اليهود بالحيوانات الناطقة التي يجب القضاء عليها. (ص50)
البناء الفني
يعتمد البناء الفني في تشكل النص علي عدة تقنيات قامت بها الكاتبة ولنا فيها حديث أرجو أن أكون موفقا في تحريره كما أرجو أن يتسع صدرها للحديث عنه، حيث إننا حاولنا أن يكون تحرير النص هو محور جدوي التحليل وبؤرته، دون إقصاء كلي للكاتبة أو القارئ أو السياق. نبدأ هذا التحليل بالعنوان وهو العتبة الأولي أو الأيقونة الكاشفة والعلامة الدالة لمحور النص بأكمله وقد جاء العنوان في رأينا بعيدا تماما عن المحور الرئيسي للنص وإن كان قد طال وانسحب علي الجزئية الأخيرة الخاصة برحيل شخصية عامر شقيق الدكتور هشام وتوأم روحه حيث ختمت الكاتبة رحيله إثر إجرائه لعملية جراحية في القلب وكانت شخصيته ورحيله المفاجئ ينطبق عليها بمقاييس النص مفردتي الموعود بالجنة وهو العنوان الذي حملته الرواية وتصدر المشهد برمته، مع أن مشاهد المرأة جميعها كانت توحي بكثير من الدلالات والدالات المرتبطة بعتبة النص الأولي بحيث يتطابق الأثنان في معني واحد، كما أن استخدام أيديولوجية الصراع مع الآخر بما لها من رؤية لها فهي موظفة توظيفا خاصا داخل النص، وقد كانت هي الأخري في حاجة إلي التدليل عنها في بؤرة النص الأصلية وهي العنوان هذه واحدة. الرؤية الثانية هي أن الكاتبة استخدمت أسلوب الراوي المشارك بكثرة في فصول النص المختلفة، حيث أفرطت في استخدامه من خلال المولوج الداخلي عبر كل شخصية بما في ذلك الشخصيات التي جاءت بطريقة عرضية لتوضح أمور محددة في فصول النص المختلفة، ونذكر علي سبيل المثال هذا المونولوج الخاص بمشهد (أم هدي) زوجة عامر عندما حضر عامر لخطبة أبنتها، وكانت رومانسيتها في هذا البوح الداخلي بمثابة جملة اعتراضية، لقد تواجد صوتها داخل النص وكأنها شخصية رئيسية علي الرغم من أنها شخصية مهمشة غير موظفة توظيفا رئيسيا حتي تدلي بدلوها كبوح ومونولوج داخلي مؤثر ومتفاعل مع الأحداث : أطربني عريس أبنتي باللفظ المقدس (أمي)، سكن الصدي أعماقي، فكان أبني الذي تمنيت إنجابه (ص26) وأحيانا تتعمد أن يكون هناك أكثر من راو في الفصل الواحد مما يجعل الأمر بمنأي عن وضوح الرؤية عند المتلقي في بعض الأحيان حيث يتأرجح الحكي بين أكثر من شخصية في بوح ومونولوج داخلي يقطع السياق الأول في الفصل الواحد مما يشتت جهد المتلقي في قراءة الحدث والتفاعل مع الشخصيات الراوية في كل بوحها وهواجسها.
ربما تواجدت هذه السمة جلية واضحة في سيرة المرأة الذاتية وفي التعبير عن نفسها مما يبرز نسقا خاصا وضعت فيه الكاتب كل أحوالها وأحاسيسها ومشاعرها المضمرة والظاهرة. ولا شك أن الإشارات التي تمنحها الكاتبة لنفسها ربما تكون هي إشارات وعلامات تكمن أحيانا في محور اللغة المستخدمة في التعبير عن النص، وأحيانا أخري في الأحداث المتباينة والمشحونة بعوامل نفسية تطال بعض الشخصيات الرئيسية داخل النص، وتتمحور كثير من علامات النص نحو تحليل الشخصيات قدر الإمكان، خاصة في النهاية حينما رحل عامر بعد أن وصي أخايه بأن يعمل تنفيذ وصية أبويهما بإنجاب ما يخّلد أسم مصطفي عبد الحميد وينتهي النص بهذه النهاية المفتوحة حينما فكر هشام بأن يتزوج زوجة أخيه الراحل حتي ينفذ ذات الوصية، ولكن الأحداث تتلاحق حينما كانت زوجة عامر تنادي أخيه بأسم عامر مما جعل هشام يترك فنجان القهوة دون أن يرتشف منه رشفة واحدة ويرحل في صمت، وتنتهي الرواية بهذه النهاية المفتوحة والدالة علي أن الحياة مستمرة رغم الموت :س كان صرير عجلات السيارة، يختلط بصوت زخات المطر، التي تجعل الطريق أمامي ضبابا، وشعاع ضوء خافت يخترق الأشجار الكثيفة، المحاط بها الطريق الممتد للمقابر=. (ص94). وتعكس صورة هذه الأحداث مدي ما يعبر عنه الأدب في جرأته ومشهديته الواقعية والاجتماعية والنقدية كما=: تجسد بعض المقتطفات القصصية التي تستعين بها الدراسة طبيعة الواقع المأزوم الحادث في نسيج النص، ووضعية المرأة في ظل هذا الواقع وانعكاس الأوضاع علي علاقتها بالرجل حتي في أكثر جوانب هذا الواقع خصوصية. وكيان المرأة كما يتبدي في هذه المقتطفات يختزل إلي عنصر أنوثة يؤدي وظيفة إنجاب الأطفال والحفاظ علي الملكية الفردية من الصلب إلي الصلب، أو إلي أداة متعة، وهي في كلتا الحالتين شئ يملكه الرجل. ومفهوم الجنس الذي يطالعنا في هذه المقتطفات مفهوم من آلاف المفاهيم المتخلفة التي تحكم واقعنا الآن، ولكنه مفهوم يجسد بأكثر مما يجسد أي مفهوم آخر طبيعة هذا الواقع، ويعلق عليه تعليقا صارما وموجعا. والرجل الذي ينظر إلي الجنس كعملية عدوان وقنص وصيد وغزو وانتصار وإذلال يصدر عن نفسية المقهور، وهو رجل حرمه مجتمعه من كل شئ: من الحرية والفاعلية والإيجابية والقدرة علي الفعل وإغناء الذات وتوكيد الإرادة وتحقيق الهدف والتفاعل الخلاق، وألهاه بمعارك وهمية يحرز فيها انتصارات وهمية تكرس وضعه وإحباطه وعجزهس. ( من صور المرأة في القصص والروايات العربية، د . لطيفة الزيات، دار الثقافة الجديدة، القاهرة، 1989 ص80) كذلك كان المشهد المرتبط ب (فضيلة) المرأة الفقيرة الجاهلة التي حاولت أن ترضي زوجها بأن تنجب له ذكرا فوقعت في براثن الطبيب الشبقي الذي حاول معها وعندما تمكن منها وحملت منه التناص مع واقعة ريري وعيسي الدباغ في رواية السمان والخريف لنجيب محفوظ حينما طرد عيسي الدباغ المرأة العاهرة ريري بعد ما علم أنها حامل منه، وحينما طرد هو من السلطة وقابلها في الإسكندرية ورأي أبنته التي أحس أنها أبنته عاوده الحنين إليها فما كان منها إلا أن لفظته تماما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.