تستمد أحداث الشأن العام لمشروعيتها من خلال تواجد غطاء قيمي (قانون - عرف - قيمة مجتمعية - أخلاق - بعد ديني) لها، ومن أكبر ورطات الإنقلابيين غياب أي غطاء قيمي لهم وكان أكبر ما يؤصلون به لإنقلابهم أعداد المتظاهرين في 30-6 مع أن قائد الإنقلاب هو من خطط للحدث وأهدافه وتوقيته والمشاركين فيه (شهادة منى مكرم عبيد وغيرها) وهو من صور الحدث (طائرات الجيش) وهو من أذاع ونشر الفيديوهات بعد معالجتها وإخراجها فنياً وهو من حصر الأعداد (قائد الإنقلاب هو صاحب الكذبة الكبرى بتاعة ال 33 مليون) وهو من حكم بضرورة الإنقلاب لتعديل المسرصمدت هذه الكذبة أيام، ثم تآكلت مع صمود ونمو الإعتصامات والمسيرات الرافضة للإنقلاب وبعد فضح الأعداد الحقيقية ل 30-6 وبعد الحشود الهائلة الرافضة للإنقلاب والتي تجوب كل شوارع وميادين مصر منذ ما يزيد عن الشهر وبعد إعلان أغلب وكالات الأنباء العالمية عن كونه إنقلاباً صريحاً. ثم حاول قائد الإنقلاب أن يشغل الناس بالإجراءات الشكلية من قسم يمين منصور أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية ثم إعلان التعديل الدستوري وقسم يمين الرئيس المعين وغيرها من الإغراق في التفاصيل البروتوكولية عله يظفر بغطاء قانوني ولو مزيف، ولكن كل هذه الإجراءات لم تصمد لأيام أمام موجات الرفض المتصاعد للإنقلاب ثم اخترع قائد الإنقلاب طلب التفويض وهو أن تطلب من الشعب أن ينزل ليطلب منك -ويأمرك :) - أن تتصدى للإرهاب المحتمل، وحدثت مجزرة التفويض لتصنع مع مثيلاتها "مجزرة الحرس الجمهوري" وسلسلة الإعتداءات الدموية في النهضة والإسكندرية والمنصورة مشهدا دموياً مقيتا للإنقلاب وأهله وهو ما أدى لتآكل كل مبررات الإنقلابثم خرج علينا الإنقلابيون بحجج أن خلع مرسي يماثل خلع مبارك، ولهؤلاء نقول هيهات: - مبارك جثم على صدر الشعب لعقود بالتزوير - مبارك لم يكن له أنصار في الشارع وقت عزله - والأهم: أن مبارك استجاب للضغوط، لتهافت موقفه ولثقته في أن المجلس العسكري لن يسمح لأحد بالوصول إليه- وتخلى عن منصبه وفوض المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو ما رفضه مرسي تماماً ولذلك فلا يوجد أي وجه للمقارنة بين الموقفين، ولو اعتمدنا حشود 30-6 لإسقاط مرسي فالمنطق يقول بإسقاط الإنقلاب بالحشود الهادرة في كل أرجاء مصر بأعداد تفوق أعداد 30-6 بمراحل. وعندها يخنس الإنقلابيون ويحركون لأي مساحة جديدة من مساحات المراوغة والتضليل ولما أسقط في أيدي الإنقلابيين وعجزوا عن إسكات صوت الحق أو إيجاد أي غطاء قيمي لإنقلابهم، شرعوا في محاولة النيل من شرف قضية خصومهم -وهم من لم يوفروا طاقة في شيطنتهم إعلامياً منذ ما يزيد عن ال 3 أشهر- بنشر الأكاذيب والأباطيل عليهم بصرة فجة واختاروا من الأكاذيب ما ينافي أي منطق إمعاناً في الاستهانة بالمؤيدين قبل المعارضين في خطوة ليس لها أي تفسير إلا الرغبة في إذلال الشعب كله وإخضاعه لقوة السلاح ودجل الإعلام مهما كانت العواقب ولكن واجهتهم العقبة الكؤود والتي تكسرت عليها كل خططهم حتى الآن، عقبة ثبات وصمود الرافضين للإنقلاب وأخيراً فإن الثبات والصمود اللذان أنعم الله بهما على المعارضين للإنقلاب هما اللذا قلبا السحر على الساحر وسيكونان -بإذن الله- أهم أسباب إسقاط الإنقلاب وإزالة كل آثارهاللهم انصرنا بنصرك وثبتنا على الحق يا قوي يا عزيز