أن تعويد الأطفال على الصيام لأول مرة أمر يحتاج إلى الكثير من المهارات الخاصة من قبل الوالدين بصفة عامة ومن الأم بصفة خاصة، ويجب على الأم أن تعمل بكل الطرق لزرع حب عبادة الصيام في أبنائها . وحول الخطوات التي يجب أن تتبعها الأم أثناء تدريب أبنائها على عبادة الصيام، تقول خبيرة الاستشارات التربوية والأسرية سناء عيسى، ينبغي في البداية أن تنتبه الأم إلى تصرفاتها وكلامها، وكيفية ظهور مشاعرها حول الصيام من حيث الارتياح والصبر والاستمتاع بهذه العبادة، فالأطفال يتعلمون بالقدوة أكثر بكثير من أي محاضرة أو نصيحة أو ارشاد. وتنصح عيسى الام بأن تتحدث مع أطفالها عن أهمية الصوم وأجره وفوائد الصحية والبدنية والنفسية والدينية، قبل بداية شهر الصوم بهدف الترغيب في العبادة . وتحدد خبيرة الاستشارات التربوية والأسرية مجموعة من الخطوات يجب إتباعها مع الطفل أثناء تدريبه على عبادة الصيام: - مراعاة مشاعر الأطفال وعدم اللجوء لإنكارها او تجاهلها او التذمر من سماعها. والطريقة الأنسب لمراعاة مشاعر الأطفال هي النظرة الحنية واعطاءه انتباه تام حتى ينهي كلامه وهذا يلزم ترك ما بأيديننا والتوجه بكل جسدنا إلى ناحية الطفل, والنزول بجسدنا لمستوى الطفل. - وفي حالة استمرار الطفل في الشكوى، يمكن أن نعطي الطفل بالتمني والتخيل مالا نستطيع إعطائه بالواقع، ومن الممكن أن يكون الحوار كالتالي : الطفل: أنا اشعر بالجوع الشديد وبطني يؤلمني (ويظهر ملامح بكاء أو تذمر) الأم: تنظر بحنية وتعطي انتباه كامل الطفل: لا استطيع التحمل والآذان بعد وقت طويل الأم: بحنية (ولكن دون دلال ولا حزن) يبدو أن هناك صعوبة في تحمل الجوع الطفل: كثيرا لاني اشعر بطني يتقطع الأم: يبدو ان الصيام يطلب منك قوة فوق طاقتك الطفل: مممممممم حاليا لا اشعر بالقوة بسبب الجوع الان نعطي الطفل بالتمني مالانستطيع اعطاؤه بالواقع ونتخيل معه مايحب من الطعام الأم: ياسلام لو تستطيع أكل ما لذ وطاب من الطعام الان ومن ثم تتابع الصيام الطفل: واقوم بشرب الماء البارد والعصير وأكل الحلوى الأم: وتتخلص من ألم بطنك وتسترد قوتك الطفل: أمي كم تبقى من الوقت للإفطار؟ وتوضح عيسي أنه عند استخدام مهارات مراعاة المشاعر كما في المثال السابق سيشعر الطفل أن هناك من يفهم وجعه ويشعر به وبصعوبة تجربته مما سيعطيه دافع قوي ليتحمل هو صعوبة تجربته وسيمده بالصبر والعزيمة على الاستمرار. وتختم خبيرة الاستشارات التربوية والأسرية حديثها بقولها " أن تقدير الموقف متروك للأم، فليس كل مايقوله الطفل يحتاج لكل الخطوات، فمن الممكن أن تفى اول مهارة بالغرض، أحيانا كل المهارات لا تفي ويبقى الطفل مستاء أو تعبان وهنا يمكن أن نستعين بالرسم بأن نطلب من الطفل رسم ما يشعر به على ورقة. فحسب عمر الطفل ممكن أن نستخدم أسلوب تغيير انتباهه ولفت نظره لشيء آخر يشغله ويسليه.و أحيانا إعطاء الطفل مدة من الوقت لحضنه أو الجلوس معه وقراءة قصة يساعد الطفل ويشعره بالقرب من أهله.