هل حاولت كثيرا إتباع حمية لإنقاص وزنك، وفي كل مرة تفشل ويصيبك الكثير من الإحباط؟، سمة أخطاء تتبعها أثناء محاولتك لإنقاص وزنك دون أن تشعر، تقدم لنا خبيرة التغذية الصحية سهى خوري أشهر خمس أخطاء يقع فيها متبعي الحمية وتعمل على إصابتهم بالإحباط والإنصراف عنها: 1) لا تؤمن بقدرتك على تخفيض وزنك هي قناعاتك تجاه قدرتك على التحكم بوزنك؟ هل تؤمن بأنك تستطيع أن تتخلص من السمنة بسهولة؟ وهل تنظر للسمنة كحالة عارضة مؤقتة أم أنها وضع دائم يحدد الصورة الداخلية التي كونتها لنفسك ويحمل هويتك الذائية؟ لو بحثنا في أعماق الشخص السمين الذي لا ينجح في تخفيض الوزن، سنجد أنه ينظر إلى تخفيض الوزن كحلم لا يملك تحقيقه على أرض الواقع، وهذا هو بالتحديد السبب الرئيسي لفشل محاولاته. إن هذه النظرة الاستسلامية تضعف من إرادة السمين أمام الإغراءات الغذائية المختلفة وتعطيه مبرر للإستمرار في اتباع ممارسات غذائية غير صحية. الحل: استنادا إلى علم البرمجة اللغوية العصبية وإدارة الذات، يكون النجاح سهلاً بعد ان تؤمن بقدرتك على تحقيقه، ولهذا يجب أن تراقب قناعاتك جيداً وأن تغيّر السلبي منها. 2) تتبع حمية صعبة التطبيق وغير قابلة للاستمرار أذكر دائمًا ذلك المثل الذي يقول بأن "النبت اليابس هو الذي ينكسر في مواجهة الريح العاتية، لا النبت اللّين الذي ينحني ليوائم الظرف، والذي سرعان ما يعود إلى استقامته عند خمود الريح". كلما كانت الحمية التي تتبعها "قاسية" ومتطرفة كلما ارتفعت الاحتمالات للفشل. لا تنسى أنك تكون في بداية الأمر متحمسا لتخفيض الوزن وتطبق جميع التعليمات بحذافيرها وتحاسب نفسك على كل لقمة تأكلها، وبعد فترة وجيزة تشعر بالملل وتطوق نفسك للتغيير وتشتاق للأغذية الدسمة التي انحرمت منها والتي قمت الآن بوضعها في لائحة "الممنوعات". فاتصف "بالليونة" في تفكيرك واسمح لنفسك منذ البداية بدمج كميات قليلة من الأغذية "الممنوعة" في فترات متباعدة. فأيهما أفضل: أن تسمح لنفسك بأن تأكل كمية قليلة من الشوكولاتة تأكلها بمتعة وببطىء عندما ترغب بها وتستمر بعدها مباشرة في تنظيم الوجبات الغذائية، أم أن تنحرم منها طوال فترة الحمية ثم تنكب عليها بكميات كبيرة تأكلها بنهم ثم تشعر بالندم وتعلن بعدها فشلك في تخفيض الوزن؟ الحل: ينصح بعدم اتباع أنظمة غذائية متطرفة وصعبة التطبيق. من المهم أن تحوّل الحمية الغذائية إلى نظام حياة صحي وممتع، فيه مرونة وتنوّع. تعامل مع هفواتك الغذائية بحكمة وتجاوزها بسرعة لأن الفشل يبدأ من التفكير السلبي الذي يلي الهفوات الغذائية والذي يتسبب بقرارك للأكل بدون مبالاة وللتوقف عن اتباع الحمية الغذائية. 3) لا تمارس أي نشاط رياضي مع أنك تستطيع أن تخفّض وزنك بدون رياضة، الا أنك سرعان ما تستعيد الكيلوجرامات التي فقدتها. لا تساعد الرياضة في شد الجسم وحرق السعرات الحرارية فحسب، الا أنها تغيّر تركيب الجسم بحيث ترتفع الكتلة العضلية وتخفض الكتلة الدهنية. وأكدت الدراسات أن قدرة الإنسان على حرق السعرات الحرارية ترتفع كلما ارتفعت الكتلة العضلية في الجسم، مما يمكنك من تناول مستوي أعلى من السعرات الحرارية دون ان تكسب الوزن. ومن جانب آخر، فإن تخفيض الوزن بدون رياضة يلزمك بتناول كمية أقل من السعرات الحرارية ويتسبب في فقدان جزء من الكتلة العضلية، مما يتسبب بالمزيد من قلة الحركة نتيجة الشعور بالتعب والخمول. الحل: ينصح بممارسة الرياضة بمعدّل 150 دقيقة في الأسبوع على الأقل، وذلك بدمج تمارين القوة أو المقوامة التي تبني العضلات مثل الجري ورفع الأثقال مع تمارين هوائية خفيفة مثل المشي. 4) تستهين بكمية السعرات الحرارية الموجودة في الزيوت والدهون: ماذا لو علمت أن فنجان صغير من الزيت (60 مللتر) تأكله مع الزعتر أو السلطة أو طبق المقلوية يحتوي على أكثر من 500 سعر حراري، وهي كمية تعادل كماجتين من الخبز؟! إن الأشخاص الذين لا يعملون على الحد من كمية الزيت والغذية الغنية بالدهون لا ينجحون في التخلص من الوزن الزائد. وتكمن الصعوبة في تقليل كمية الزيت في الغذاء بتعذر إمكانية قياس كميته بدقة. فكيف يمكن معرفة كمية الزيت في الأطباق المختلفة بمجرد النظر اليها؟ الحل: عند تحضير الأطباق، ينصح بقياس كمية الزيت بواسطة الملعقة وتخصيص ملعقة صغيرة واحدة لكل شخص سيتناول من الطبق. فمثلا، إذا كان عدد أفراد الأسرة خمس أشخاص، ينصح باستهلاك كمية لا تتجاوز الخمس ملاعق صغيرة زيت في تحضير أي طبق. أما عند تناول الزيت مع الزعتر، فقم بخلط الزعتر مع ملعقة صغيرة من الزيت كي لا تتجاوزها بالخطأ. وكذلك الأمر بالنسبة لضرورة الحد من الأغذية الأخرى الغنية بالدهون مثل اأفوكادو والطحينة والزيتون. 5) لا تسجل الوجبات التي تأكلها: كشفت الدراسات أن الأشخاص السمينين غالبا ما يخطئون في تقديرهم لكمية الطعام الذين يتناولوه، فلا يتذكرون دائما تفاصيل الوجبات، وذلك لإنشغالهم بأمور حياتية أخرى أو لأنهم يعزون سبب سمنتهم لنوعية أجسامهم التي تحرق الأغذاية ببطىء وليس للممارسات الغذائية الخاطئة التي يتبعوها. إن عادة تسجيل الأكل اليومي يساعد الشخص السمين في متابعة كمية ونوعية الأغذية التي يتناولها والتعرف على العادات الغذائية الخاطئة التي تساهم في الإصابة بالسمنة. الحل: احتفظ بيوميات غذائية تدوّن فيها جميع المأكولات والمشروبات التي تتناولها. تشير الدراسات أن تسجيل الوجبات الغذائية يحد من الممارسات الغذائية الخاطئة ويساعد كثيرا في التخلص من الوزن الزائد.